« والحرُّ » كانَ حاضراً في الموقفِ يـسـمعُ مِـنْ سـبطِ الـنبيِّ
الأشـرفِ
فـقـالَ هــلْ تـقـاتلوهُ « يـا عُـمَر
» وهـو بـقيةُ الـكرامِ مِنْ « مُضَر »
؟
فــــــردَّ إي والله بــــــلْ
قـــتـــالُ أيــســرُهُ أنْ تــسـقـطَ
الأَوصــــالُ
فـغـادرَ « الـحـرُّ » إلــى
الـحـسينِ مُــطَــأْطِـئـاً وخـــاشــعَ
الـعـيـنـيـنِ
وكــانَ مِــنْ أشـجـعِ أهــلِ
الـكوفَهْ لــــه بــهــا مــواقــفُ
مــوصـوفَـهْ
يــقـولُ قــدْ خـيّـرتُ نـفـسي
الآنــا أنْ أدخــــــلَ الـــنــارَ أو
الــجِـنـانـا
لا لــسـتُ أخــتـارُ عــلـى
الـجـنـانِ دنــيـاً تــردّتْ فــي يــدِ
الـشـيطانِ
وخـاطـبَ الـحـسينَ هـلْ مِـنْ
تـوبَهْ لــمُــذنــب مُــكــبّـل بــالـحَـوبَـهْ
؟
أنــــا الــــذي جَـعْـجـعتُ
بـالـنـساءِ وسُـــقـــتُ رَكــبــكــمْ
لــكــربـلاءِ
قـالَ الـحسينُ تُـبْ يَتُبْ ربُّ
السما عـلـيكَ فـاسـتبشِرْ بـمـوتِ
الـكُـرَما
فـاتّـجـهَ « الــحـرُّ » إلـــى
الـقـتالِ مُـخـاطـبـاً يــدعــو إلــــى الــنـزالِ
« إنّــي أنــا الـحـرُّ ومـأوى
الـضيفِ أضـــربُ فــي أعـنـاقكمْ
بـالـسيفِ
عَــنْ خـيرِ مَـنْ حـلَّ بـأرضِ الـخيفِ أضـربكمْ ولا أرى مِـنْ حَـيفِ »
(1)
إنــــي انـــا الــحُـرُ ونــجـلُ
الــحُـرِ أشــجــعُ مــــن ذي لــبــدٍ
هــزبــرِ
ولــســتُ بـالـجـبـانِ عــنــد
الــكـرِ لــكـنـنـي الــثـابـتُ عــنــد
الــفَــرِ
فـصـاحَ « عُـمَـرٌ » بـالرجالِ ويـلكُمْ أتـعـلـمـونَ مــــنْ يــــردُّ
سـيـلـكُمْ
أُولاءِ أهــــلُ الــمـصـرِ
والـبـصـائـرِ والـمـسْـتـمـيـتونَ ذَوو
الــمــفـاخـرِ
فَـــــــلا تُـــبــارزوهُــم
وحْــــدانـــا بــــل امــــلأوا عـلـيـهـمُ
الـمَـيـدانا
فـحـمـلَ الـطـغـاةُ نــحـوَ
الـمـيـمنَهْ رمــاحُــهــم بــخـزيـهِـمْ
مــسـنَّـنـهْ
فــردّهــمْ أهـــلُ الـثـبـاتِ
الــبـررَهْ وصــرعـوا مـنـهـمْ رجـــالاً
فــجَـرَهْ
فــرجــعــوا بــالــعـارِ
والــشــتـاتِ وحـمـلوا مِــنْ جـانـبِ الـفراتِ
(2)