ميلاد رسول الإنسانية
ديوان المديح والرثاء في محمد وآله النجباء - سلمان هادي آل طعمة
ناغيتُ حبك عاشقا متبولا= ومحضتُ ودّك أروعاً وبجيلا
كالوا له المشتاق يخفق قلبه= وجداً يفيض صبابةً وغليلا
من كل حوراء العيون جمالها= كاد الفؤاد به يموت قتيلا
نشوانة الأعطاف تسرحُ كالمها= فتخالها قمراً أطلَّ جميلا
وأنا المتيَّمُ صرتُ أحتلبُ المنى= كم بات قلبيَّ من جوىً مغلولا؟
يا أيها القمر المنير به زهت= أُمُّ القرى وتهلَّلَتْ تهليلا
حَنَّ الزمان إلى رؤاكَ فجئته= ترعى الأنام سميدعا بهلولا
وكواكبُ الجوزاءِ من شوقٍ هوتْ= ترجو نداك كطالبٍ تقبيلا
لِتقود مدرسةَ الحياةِ مُشرِّعاً= لكتابها ومبشِّراً ورسولا
تدعو إلى نشر المعارف والنُّهى= فتُنِيرُ فوقَ سمائِها قنديلا
والحقُّ ما وطأ الضَّلالُ طريقه= حتى ضفرتَ لمجدهِ إكليلا
هذي النفوس على هواك تزاحمتْ= تَخِذَتكَ ظِلاًّ وارفإ وظليلا
تهفو وإن يَعُدَ المزار مشوقة= لجلال ذكرك بكرةً وأصيلا
يابن الغطارف من قريش المصطفى ال= مختار يا من كان أحكم قيلا
أكبَرتُ يومك ما بعثتَ لأٌمةٍ= إلا لتبنيَ مجدها المأمولا
جئت الحياة وأنت أكبر مصلحٍ= أمسى يزيحُ الظُّلمَ والتهويلا
يا خائض الغمرات كم قاسيتها= مِحَناً تضيقُ لها الصُّدور طويلا
مَنْ قاوم الفوضى وشنَّ على الخنا= حرباً ، فأضحى جمعها مخذولا؟
وقضى على الجهل المقيت فلم يدعْ= شعباً يظلُّ بغيه مجبولا
مَنْ حطَّمَ الأوثانَ بعد عروشِها= وبِنَصْرِهِ كان الإله كفيلا؟
وَسَطَا بكُلِّ صلابةٍ وبسالةٍ= يومَ القِراعِ وقاوَمَ التَّضليلا
مُستعذِباً وِردَ الرَّدى لا ينثني= جزعاً يدِكُّ روابياً وسهولا
و أقامَ للإسلامِ ديناً محَكَماً= وهَدى النُّفوسَ شبيبةً وكهولا
نَشَرَ العدالةَ والمساواةَ التي= سَدَّتْ على البَغيِ الذَّميم سبيلا
دوَّى كليثِ الغاب لا ينتابهُ= خَوَرٌ وأردى المُشرِكِينَ فُلُولا
يا مَنْ بِهِ العلياءُ تفخَرُ والنّدى= شوقاً تُهَشُّ لَهُ الدُّنى تهليلا
أحرزتَ مجداً لا يُضاهى مُثْلُهُ= وبَلغتَ جاها في الوجودِ جليلا
ومواقِفٌ لكَ كُنتَ فيها أَصْيَداً= لما شَهرتَ الصارِمَ المصقولا
مِثلُ السَّحابِ الجون إذ تَهِبِ الحيا= وتَجودُ ويلاً بالنّدَى موصولا
أَوَلَسْتَ فخرَ الكائِناتِ؟ وليتني= « كنتُ اتَخَذتُ مع الرسولِ سبيلا »
يا أيها المبعوثُ في دنيا الورى= لا يرتضي غير الإباء بديلا
جحدوا مقامك في الحياة وفُقْتَهُم= فضلاً يبِزُّ فطاحلاً وفُحولا
لا غروَ أن تأتي بكلِّ عجيبةٍ= الله أيَّدَ سيفك المسلولا
يا صقر هاشِمَ كَمْ قَهرتَ جحافِلاً= ودحرت جمعَ المارقين فلولا؟
ما زلن خواض المنون مُجالداً= تَرِدُ الطغاةَ ولا تهابُ نكولا
وتُنازِلُ الأبطال دون هوادةً= فوجدتَ في العدد الكثير قليلا
حققتَ للإسلام نصراً عالياً= يستوجِبُ التعظيمُ والتبجيلا
فإذا الأُباةُ المُخلِصونَ تَقحموا= غدراً ببوغاء الثرى وحجولا
إذ كان جيشَكَ لا يلين قناتهُ= قد أحرَزَ الإكبارُ والتفضيلا
و بِهِمَةٍ أبلى بساحاتِ الوغى= هيهاتَ يخشى ظالماً ودخيلا