الذكرى الخالدة
ديوان المديح والرثاء في محمد وآله النجباء - سلمان هادي آل طعمة
يا قلب مالك لا تنام =جزعٌ أقضَّك أم غرام؟
إن الحياة كما علم=ت مصيرها الموت الزؤام
والعيش أعذبه التوا=دد والتحابب لا الخصام
يا قلبُ ماذا قد دها=ك وأنت في البلوى مضام
والأفق كاد يلفه =صمتٌ فما سجع الحمام
فإذا بذكرى أحمدٍ =سلوى يجددها الأنام
يومٌ به لاقى الرسو=ل الحتف إذ جَن الظلام
وعلا وجوه الأهل حز=نٌ واعترى الصحب اهتضام
وإذا بيثرب نابها =جطبٌ ونازلها حمام
فقدت رسول الله من= للحقِّ جلَّ له المقام
جار الحياة وعصرها= عصرٌ يُسَربِلُهُ الظلام
فكأنهَّ مُذ جاءها= وزَها بها بدرٌ تمام
فأنار للمتخبطي=ن سبيلهم وهو المرام
ودعا إلى الإسلام را=ئده المحبة والوئام
ذاك النبيُّ المصطفى= سجدت له الأمم العظام
لم أنسَ ما مرَّت به ال=أهوال والكُرَبُ الجسَام
لاقى نوائِبُ جمةٍ =وتعالتِ الهُوجُ الطغام
مولاي ذكرك خالدٌ =يزهو به المجدُ الرُكام
ولَأَنت في الجيش العرم=رم ليثه الصلب الهمام
ذكراك تبعث في القلو=ب الطهر يصحبه السلام
فلقد أتيتك نادباً =والقلب يُصليهِ الضِرام