بشرى بمولد أحمد
ديوان المديح والرثاء في محمد وآله النجباء - سلمان هادي آل طعمة
جنح الفجر يغني في ابتهال= يسكب الالحان في درب الجمال
وانبرى الشوق يناغي طرباً= فوق هام المجد مبهور الخيال
يا لها من ذكريات عبقت= في سماء العرب كالعطر المسال
أي بشرى غمرت تاريخنا= بوليد لاح موفور الكمال
ويتيم رفرف المجد به= وتباهى الكون بالسحر الحلال
ولد الحق ، وما اعظمه= من فتى هد طواغيت الرجال
فغدا البيت كفجر باسم= وشدا الدهر بأنغام الجلال
فتسامت شرفاً ( ام القرى )= وسمت قدراً وفازت بالمنال
يا أبا الزهراء ، ما انت سوى= قبس شق دياجير الضلال
انت اشراقة فجر ابلج= ونشيد ذاب في طيف الخيال
هل للأحرار من بعد الدجى= لامعاً كالسيف في روع السجال
وأقام الدين شمساً نورها= يبهر الأفكار في أسنى مثال
جئت للعالم بدراً ساطعاً= ورسولاً في العلى فذّ الخصال
تحمل القرآن دستور الهدى= ينشر النور بأعماق الليالي
جئت والعالم موج صاخب= يعتريه الجهل في أسوء حال
فإذا سهم الإبا منتفض= يحصد الكفر ويودي بالوبال
واذا الايمان في الشعب اصطلى= يتحدى الخصم في عزم الرجال
كنت للعلم مناراً سامياً= تسحر الالباب في حسن المقال
وسحقت الظلم في يوم الوغى= ودحرت الكفر بالسمر العوالي
ومحوت الشرك في اوكاره= وتحديت اراجيف الظلال
ونشرت العدل ما بين الورى= وجعلت الحق عنوان الكمال
شع نور « المصطفى » مؤتلقاً= وغدا مبتسماً ثغر المعالي
فاذا الباطل مهزوز القوى= وإذا الحق كأصداف اللئالي
قد حباه الله فخرا سامقا= تتوارى دونه شم الجبال
صادق القول امين عادل= مرهب الاسد بساحات القتال
خلق بر وعز شامخ= يملأ الدنيا بآيات الجمال
انما الدين الذي جئت به= ينشد الحق ويدعو للنضال
أنه ثورة عدل حطمت= معقل الأحرار بالبيض الصقال
وتحدت غائل الموت وكم= جرعت اعدائها كأس الوبال؟
يا رسول الله نبراس الهدى= زادك المجد جلال بجلال
هكذا تبقى منارا للحجى= تزدهي فخرا وتهدي للكمال