صلح الحديبية
الجزء الأول: النبي المصطفى صلىاللهعليهوآله
فقرر النبيُّ أن يحجّا= في موسمٍ رجَّ (الحجاز) رجّا
وقلبهُ يهفو لبيت الله= لأنه أنشودةُ الشفاهِ
فساق (هديهُ) أمام جحفله= مكبراً مسبحاً في أوله
والصحبُ تحدو فيهم الآمالُ= لكعبةٍ يحضنها الجلالُ
قد فارقوها (ستةً) أعواما= تنتظرُ الأزواج واليتامى
فوصلوا لواحةِ (الحديبية)= وكلُهم يرى الوصولَ أُمنيه
لكنهم قد مُنعوا المسيرا= وعاد كل واحدٍ كسيرا
هناك بايعت جموع البرره= نبيّهم تحت ظلالِ الشجره
أن يفتدوه بالنفوسِ والولدْ= فهو القريبُ والحبيبُ والبلدْ
فنزلت آيٌ من الرحمنِ= وسُمّيت (ببيعة الرضوانِ)
وارتبكتْ قريشُ من هذا الخبرْ= فأرسلت وفداً ليردعَ الخطر
يَقدمهم (سهيلٌ بنُ عمروِ)= وهو حكيمٌ عارفٌ بالامر
فكان الاتّفاقُ أن يعودوا= وبعد عامٍ تُرفعُ القيودُ
وعشرةٌ من السنين هدنه= تعلّمَ الأصحابُ فيها السُنّه
أنكر بعضُ الصحب منهم (عمرُ)= بأنهم بالوعدِ لم ينتصروا
فغضبَ النبيُّ ثم وضّحا= بأنّهُ ما جاء حتى يفتحا
لكنّهُ طالبهم بالطاعه= أن يذعنوا لموقفِ الجماعه
ورجعت صاحبةُ الرسولِ= يواجهون (ابن أبي سلولِ)
بالوعي والأناةِ والصلابه= قد نهجت طريقَها الصحابه (1)