موت المرتضى .. في رثاء الشيخ مرتضى الأنصاري
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
أبدت بموت المرتضى الحانها= عجماء أخرست الخطوب لسانها
ما كنت أحسبها تفيق لحادث= حتى سمعت بموته إعلانها
صدقت غربان النوى في نعيه= ما كنت قبل مصدقا غربانها
هوت النجوم وقد هوى كيوانها= فهوت لترفع للسما كيوانها
علماء أمة أحمد ما بالها= مرزية أخذ الردى لقمانها
فقدت لعمر أبيك يوم وفاته= مقدادها عمارها سلمانها
آباؤه أنصار دين محمد= خبرا سمعناه وكان عيانها
أسباطه حجج الاله تقيمها= بين الأنام وكان ذا برهانها
ما آية الا وكان دليلها= ما حجة الا وكان بيانها
لبست له أرض العراق سوادها= حتى كست بسوادها إيرانها
عجت رعاياه عليه بالبكاء= حتى أراع عجيجها سلطانها
إن الشريعة يوم مات نبيها= فقدت ورب العالمين صيانها
اليوم نرجو أن يصون خباءها= هيهات قل من الورى من صانها
الا الذي بالأمس مات فإنه= قد كان صارمها وكان سنانها
الله يعلم أنه النفس التي= ملكت يد الله الجليل عنانها
حي الغري وحي من سكنوا به= أرضا يحيي ربها سكانها
لولا الوصي بها لأصبح قبره= روضا يلاعب عشبه غزلانها
لكنما تخفي النجوم إذا بدت= شمس وأما أظهرت اقرانها
يا بانيا فوق النهى بنيانه= والناس ترسى للثرى بنيانها
هاتيك عامرة البناء وهذه= لابد أن يوهي الردى أركانها
صعدوا بروحك للسماء فأظهرت= أهل السماء لربها أذعانها
فتحوا لروحك كل باب مغلق= حتى المقابر فتحت بنيانها
لتحل حفرتها وتسكن قصرها= كيما تفاخر في علاك جنانها
فكأنك المشحون يوم تطايرت= شم الجبال لكي يحل قنانها
وتصاغر الجودي حتى فاقها= شرفا ونالت بعده حرمانها