له في الناس شأن
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
قصير عن مديحكما لساني= قليل في ثنائكا بياني
ولو أني ملأت الأرض نظما= بمدحكم ونثرا ما كفاني
إذا كان المعز هوى خضوعا= لعزكما لما مدح إبن هاني
اليس له من المثنى عليه= لسان الوحي في السبع المثاني
اليس له على العلياء دين= نعم هو كان للعلياء ثان
أرى فوق السماء محلا= يلوح كما يلوح الفرقدان
ترى الأبصار شاخصة اليه= وما هو من روامقها بدان
ولا عجب إذا جاريتماه= بما وكفت بعارضها يدان
تمنى الشمس لثم ثراك شوقا= وكم قعدت بصاحبها الأماني
لفازت فيه طائفة وأخرى= على جرف من الهلكات دان
الا يا قبره إن شئت فإفخر= به شرفا على غرف الجنان
الا بأبي وأمي أنت فرد= حفيت ولم تدع في الناس ثاني
مضيت ولم تكن تمضي الى ان= رأيت بنيك أولى بالمكان
فرحت ولم ترح الا شهيدا= لما لاقيت من عصب الشنان
رآك الله للخيرات أهلا= فكنت ونيلها فرسي رهان
لئن سن الكرام البذل قدما= فسنتك الحياة لكل فان
ليهنك في إبنك المحروس عرس= له في الناس شأن أي شأن
أفاض على جميع الناس بشرا= نسوا فيه أعاجيب الزمان
وعادت كل جامدة سرورا= تميس كأنها أغصان بان
وأعجب ما رأينا فيه أنا= سمعنا الحور تضحك في الجنان
تطالع من ميامنها إشتياقا= الى ما نحن فيه من التهاني
وما للحور لم تطرب وبدر= الهدى والشمس عادا في إقتران
الا ذهب الوفاء بكل حي= سوى ما في سليمان الزمان
فتى أحيا الوفاء وكان قبلا= عفت منه المرابع والمثاني
فها كل الورى تثني عليه= بما أسداه من إنس وجان