جاء عاشوراء
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
جاء عاشور يجلب الأحزانا= ويعيد البكاء آنا فآنا
فإسمعي ما اقول يا أم سعد= وإعلمي إن في مقالي البيانا
إن من لم يقم به سنن النوح= ويدمن به البكا إدمانا
هو أجفى الورى لال علي= وهو أعدى عليهم عدوانا
هذه أعين السماء وهذي= أعين الأرض دمعها ما توانا
لم تبارح بكاءها مذ درت= أن حسينا ذاق الردى ظمآنا
لا أرى للفرات عذرا وإن= غار مدى الدهر ماؤه غضبانا
ما سمعنا ولا رأينا قتيلا= مات والماء حوله عطشانا
يا لها مهجة إزدادت قلوب= الناس من لمع نارها نيرانا
كل يوم يشب فيها لهيب= يملأ الأرض والسماء دخانا
لا ترى غير نادب واحسيناه= واخرى تبدي الشجى الحانا
كلما قيل يا حسين أفاضت= أعين الناس دمعها غدرانا
سعد الباذلون أنفسهم طوع= رضاه وادركوا الرضوانا
جعلوها وقفا على طاعة الله= وما حاولوا لها أثمانا
وإستقاموا على الطريقة لما= قربوها لوجهه قربانا
أنهم فتية أبى الله الا= أن يكونوا لدينه أعوانا
جاهدوا غير ناكلين الى ان= عانقوا البيض والقنا المرانا
ومضوا يحبرون في جنة الخلد= وعاد إبن أحمد حيرانا
بينما يلتقي الكفاح الى ان= قيل كفكف فكان ما قد كانا
سوّد الله وجه هذي الليالي= فتن الراغبون فيها إفتتانا
بلغت حرب المراد وأقذت= من بني خيرة الورى أجفانا
يا مواضي القضاء جودي ضرابا= يا عوالي الفناء جودي طعانا
وإحصدي من على البسيطة حتى= لا أرى الدهر فوقها إنسانا
أي وربي من بعد ال علي= أحدا أختشي عليه الزمانا
فتعالوا يا قوم نبكي عليهم= فعلى مثلهم يحق بكانا
أحقيق يا قوم ال رسول= الله يلقون ذلة وهوانا
أحقيق يا قوم أن حسينا= يشتكي من عبيده الخذلانا
أحقيق يا قوم إن العوادي= تخذت فوق صدره ميدانا
ونساء يأبى لها الله الا= عفة دون خلقه أن تصانا
صافحتها أيدي الحوادث حتى= أبرزتها تصافح البلدانا
بينها في الوثاق يسحب جهرا= ملك الأرض والسماء مهانا