عجبا لحلم الله .. في هجو بعض من إقتفى أثر الأوائل في الظلم
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
إن كان للإسلام مثلك حجة= فليبك باكينا على الإسلام
فكر لحاك الله أي عظيمة= لم تأتها في سالف الأيام
إن كنت تنساها فما هي بالتي= تنسى مدى الإعصار والأعوام
اليوم ترجو أن تسمى حجة= غصت برأسك ضبة الصمصام
لو كنت حقا من سلالة فاطم= لرحمتها في ولدها الأيتام
وأظن إنك لست من أبنائها= بل أنت من أبناء أم هجام
غذيت يوم ولدت ما غذي به= الحجاج كي تلتذ بالآثام
وحججت بيت الله كيف حججته= من غير ما نسك ولا إحرام
وتظن إنك من ذؤابة هاشم= كلا ولكن من بني العوام
في كل يوم ثلمة لك في العلا= ما أن تسد بيذبل وشمام
ما هاشم الا إذا ناديتها= جاءتك أسرع من وفيض غمام
ولسوف تلقى من فعالك ما لقي= الأول الثلاثة من يدي هلقام
تبكي الحسين ولو شهدت قتاله= مزقت جثته بكل حسام
وسلبت حرملة اللعين سهامه= وكفيته قتل الرضيع الظامي
وليت مال الله ث جعلته= في كف مطعون العجان غلام
لانت أسافله فأصبح وجهه= أقسى وأصلب من صخور رجام
واقول أن الهجو فيك عبادة= والمدح إثم ليس كالآثام
وسكت عن أشياء لو أبرزتها= غنت بها الأطيار في الاجام
وبال برمك فإعتبر وبغيرهم= إن كنت تحسب من ذوي الأفهام
ملكوا البلاد قصيها ودنيها= ومضوا وما تركوا سوى الأعلام
إن كنت لا تخشى الاله ولم تخف= أحدا فشأنك طر الى بهرام
وإصعد لأعلى الجو وإبن كما بنى= فرعون قبلك صرحة الأهرام
أقرأت سورة هل أتى أرأيت ما= فيها من الإيثار والإطعام
ارأيت كيف الله يمدح فتية= جادوا له بالقرص بعد صيام
ما أنت من أكفائها لا والذي= جعل السما سقفا بغير دعام
إصبر قليلا سوف يأتيك الذي= ترك الملوك مواطئ الأقدام
عجبا لحلم الله تهلك خلقه= وتبيت سكرانا بغير مدام