هذا علي فاعرفوه .. في مؤتمر الغدير
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
ما أنكر القوم من يوم الغدير وما= على نبي الهدى من فعله نقموا
في يوم قام يناديهم وما سمعوا= وما بآذانهم من عارض صمم
يا قوم هذا علي فإعرفوه كما= عرفتموني أولى منكم بكم
الله أكرمكم فيما دعوتكم= اليه فإستبقوا الخيرات وإغتنموا
ما نال من قربه عندي للحمته= كلا ولكن لأخرى دونها الرحم
قربته ويلكم علما بأن له= علما تعلم منه اللوح والقلم
فقدموه فإن الله قدمه= من لم يقدمه لم تثبت له قدم
لولا علي لكنتم في الورى بهما= وهل كأسد الشرى إن عدت البهم
إن كنت متهما فيه فقبلكم= موسى بهارون قبلي قومه إتهموا
قوموا بطاعته وأرضوا ببيعته= فإنه العروة الوثقى بها إعتصموا
هارون كان أخا موسى وكان أخي= فيكم فلا بعده يعروكم السأم
من كان أفصح لي منه إذا إختلفت= علي أيدي العدى وإشتدت الأزم
من رد عني أعادي الشرك حين عدت= علي أجنادها كالسيل تزدحم
من رد عمرو بن ود يوم صاح بكم= وكلكم منه مصفر ومنكتم
لولاه ما أصبحت ترعى سوارحكم= مأمونة رعيها الغزلان والغنم
لولاه ما إرتفعت يوما بيوتكم= مسموكة تتناغى حولها النغم
لولاه اصبح دين الشرك مرتفعا= وعاد يعبد جهرا فيكم الصنم
هذا أخي وإبن أمي لا يوازنه= في الفضل جل بني الدنيا وإن رغموا
عادت كعاد بما جرته جرهمها= وغودرت بجديس أختها طسم
وكان من سبأ ما كان فإنطمست= آثارها ومحاها سيلها العرم
وسوف يقرضكم ما كان أقرضهم= من العذاب وأنتم منهم وهم
إني لأعلم إني لا أزيدكم= هديا بنصحي وكم قدما بلوتكم
فما وجدت لكم في كل جارحة= الا عقابيل داء ليس تنحسم
لم يدر قدر علي غير خالقه= الناس الا عليا كلهم عدم
من فاز بالطائر المشوي يأكله= معي سواه وهذا ليس ينكتم
لو شاهد الأنبياء الغر بيعته= لم يجحدوا أنهم طرا له خدم
علام لم تفهموا ما قلته لكم= أأنتم رجم أم أنتم رخم
خلوا الخلافة خلوها فليس لها= الا أبو حسن من فيه نعتصم
هذا أبو النيّرين الباهرين وذا= أخو النبي ومن تمت له النعم
يا قوم أي نبي مات قبل ولم= يترك وصيا سلوا تخبركم الأمم
هل فاعل أنا الا مثل ما فعلوا= هل عازم أنا الا مثل ما عزموا
وكلهم مات مظلوما وما ظلموا= كما ظلمت وبالله صبرهم
هل في بناتهم بنت كفاطمة= أم في رجالهم كالمرتضى علم
من منهم مثل مالي ماله إنتهبوا= من منهم مثل الي اله إصطلموا
من منهم مثل رحلي رحله إغتنموا= من منهم مثل مالي ماله إقتسموا
من منهم مثل قدري قدره جهلوا= من منهم مثل صهري صهره شتموا
هب أنني لم اكن منكم وكنت لكم= جارا أما حرمة للجار عندكم
أنا الخصيم لكم في يوم لا حكم= الا الاله ونعم الحاكم الحكم
سيحرق الذكر من بعدي لأن به= مدح إبن عمي مقرون بذمكم
ستغدرون به بعدي وويلكم= منه إذا حق يوم الحق ويلكم
هذي حبيبتي الزهراء بينكم= وديعتي هل لها يا قوم محتشم
أنى وكيف وفيكم كل ذي كبد= تغلي علي حقودا وهي تضطرم
كأنما كنت ثقلا في كواهلكم= فغبت فإجتحتم أهلي ورودهم
يا طالما رمتم قتلي بكيدكم= فما إستطعتم ورد الله كيدكم
ستغدرون ببنتي مثلما غدروا= ببنت عمران قبل اليوم وإتهموا
أخي يقاد كما قود الجنيب وذي= تلغى وصاياي فيها ثم تهتضم
النار في بيتها تضرى وجانبها= يرض وأين لها بالباب مضطرم
حتى الجنين أباد الله جمعكم= تستأصلون فما شأني وشأنكم
يا خير كل الورى بعدالنبي ومن= به الهدى قائم والدين منتظم
مناقب لك ملئ الأرض ضائقة= بها السماء وأنت المفرد العلم
ما أنصفوك ولولا أنت ما عرفوا= ولا رعوك ولولا أنت ما سلموا
حلمت عنهم وحلم الله حلمك يا= عين الاله فهلا عنكم حلموا
لكن صفحك عنهم صفح ربك عن= فرعون مصر ومن كانت له إرم
كذا أمرت وكان الله حسبك إذ= أبصرت ما كان عنهم خافيا وعموا
من هم ومن غيرهم لو شئت قلت لهم= موتوا فماتوا ولم تشهد لهم رمم
كان إصطبارك بالرحمن يوم ترى= بنت النبي جهارا خدها لطموا
تشكو اليك وما انسى مقالتها= هناك هاتفة والدمع ينسجم
هذا إبن آكلة الذبان معتديا= أرثي وطفلي بمرأى منك يخترم
هذا زنيم عدي ناله خطر= على بيتي بمرأى منك يقتحم
أبناء قيلة هذا كان عهدكم= الى النبي وهذا كان وعدكم
نصرتمونا وكنتم قبل شيعتنا= واليوم صرتم علينا ما بدا لكم
من كان حربكم بالأمس صار لكم= سلما ومن كان سلما صار حربكم
هذي بناتكم خلف الستور وذي= بنت النبي عليها الرجس يحتكم
يسومها تارة خسفا ويضربها= أخرى أما فيكم للدين منتقم
لو كان حمزة والطيار حاضرنا= ما نال من نحلتي ما نال عجلكم
كأنما جئتم تبغون ثاركم= منا قديما نعم والحقد حقدكم
يا ال أحمد يا ازكى الأنام خذوا= غراء من عبدكم زينت بمدحكم
إن تقبلوها فما فضل كفضلكم= أو ترفضوها فما عدل كعدلكم
ما أن مدحتكم رفعا لقدركم= لكن لرفعة قدري بإمتداحكم
وما أريد به فخرا على أحد= لكن ليعلم أن العبد عبدكم
مالي سواكم ومالي غيركم أبدا= إن ضاق بي زمن أو مسني الم
أنتم أعز وأغلى أن يخيب لكم= عبد وإن قيل هذا خاطئ أثم