كيف الصبر بعدك .. في رثاء علي الأكبر بن الحسين عليهالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
فديتك كيف الصبر بعدك يحمل= وأنت قتيل ثم مثلك يقتل
عجبت وما الأيام الا عجائب= وأولى جميع الناس بالناس يخذل
ينادي فلم يسمع ويدعو فلم يجب= وتلغى وصايا الله فيه وتهمل
الا لعن الجيل الذي بقتاله= تولع ما أشقاه لو كان يعقل
عجبت لقوم قابلوك بعزمعهم= وعزمك منه كل طود يزلزل
وأسياف قوم قابلتك بعيد ما= درت أنك السيف الذي لا يفلل
اللشمس نور مثل نورك واضح= اللبحر كف مثل كفك تسبل
ذكرت علي بن الحسين وما جرى= له في إقتحام الحرب والحرب تشعل
فأقدم لما أن رأى الموت قائما= تقاصر عنه للمناجيد أرجل
فقال إرتقبني سوف آتيك لابسا= من الحزم ثوبا لا يرث ويسمل
وجاء أباه طالبا منه رخصة= غداة رآه مفردا ليس يوصل
وعاينه مستعبرا منه آيسا= يقول بعين الله ما نتحمل
أترضى الهي عن معاشر أجمعوا= على قطع رحمي ثم قتلي حللوا
فكن شاهدي أني بعثت اليهم= شبيه رسول الله من ليس يجهل
شبيه رسول الله ربي بعثته= فكن شاهدي يا من عليه أعول
وقابل حزب الغي مرتجزا الا= أنا إبن رسول الله من لست أجهل
ساحمي أبي حتى أجدل بعدما= يرعبكم مني الضراب المرعبل
ولا ضير إنا للرماح موارد= ولا غرو أنا للمباتير مأكل
ما ضرنا إنا نموت وفخرنا= مدى الدهر لا يفنى ولا يتحول
شرى الله منا أنفسا لا نبيعها= على غيره كلا ولا نتبدل
ولا تحسبوا إنا نراع برائع= وما هو منا من عن الموت ينكل
وما الموت الا للكرام كرامة= إذا ما نبا فيهم عن العز منزل
أصاغرنا في المكرمات أكابر= وآخرنا في كسبه الحمد أول
أبى الله الا مجدنا الدهر خالد= ومجد أعادينا يبيد ويخمل
وعاد وقد اودى بمهجته الظما= أقيه بنفسي وهو بالدرع مثقل
ونادى أباه هل من الماء شربة= بها كبدي مما بها يتعلل
فقال بني إصبر فإنك وارد= وما الصعب الا ساعة ثم يسهل
ستشرب كأسا من علي روية= تعل بها حتى القيام وتنهل
وعز عليّ أن أراك ولا أرى= لك اليوم غوثا ويلتا كيف أفعل
وما هي الا غمة ثم تنجلي= وما بعدها الا النعيم المعجل
فكر وكر الموت يعدو أمامه= على عجل والموت إذ ذاك يعجل
وناهيك قرم عمه وأبوه من= علمت فقلت في أمره كيف يعمل
وما هو الا أن رماه إبن مرة= فخر وما عن منهل الموت معدل
بنفسي أقيه حين يدعو وجسمه= به كل مشحوذ الشبا يتأكل
سقاني أبي جدي بكأس روية= وهالك أخرى مثلها تتسلسل
فعجل لتسقاها كما قد سقيتها= ومالك لا تعجل وها أنت معجل
ووافاه ولم يعبأ بكل عظيمة= عرته وحتى لو تزلزل يذبل
بني على الدنيا العفاء وويل من= عليك إجترى ويل أمه ما يأمل
ولا تنس بنت الوحي زينب إذ هوت= تعانقه طورا وطورا تقبل
ولا تنس دعوى السبط فتيانه إحملوا= أخاكم وما حملتموه تحملوا
فنحن أناس يملك الله أمرنا= فيحكم فينا ما يريد ويفعل
الا أن حربا أخمدتها سيوفكم= بفيض دماكم أصبحت تتشعل
كأن لها زيتا دماء نحوركم= وأشلاؤكم جزل به تتأكل
فما بعد هذا اليوم خطب يريعكم= فشأنكم والصبر فالصبر أجمل
سنلقى جميعا جدنا خير مرسل= فيحنو علينا عاطف ويظلل
فنشكوا اليه ما جرى من معاشر= على قتله من قبل ذاك تحملوا
ولا تحسبني بعد قتلك لابثا= بني وأني حيث ترحل أرحل
وما كنت أدري أن للخيل أرجلا= الى فلك الأفلاك تعلو وتسفل
تدوس جسوما زين الله عرشه= بها وبها أهل السما تتوسل
فما تركوا منا رضيعا ويافعا= ولا تركوا منا كبيرا يبجل
لعز على أشراف قومي موقفي= وحولي مما حارب الله جحفل
أدافعهم كي لا يبوؤا بمقتلي= فلم يعبأوا والناس للكفر أميل
الا من رأى تحت الصفاح فوارسا= وجوههم من بشرها تتهلل
كأن القنا راح بها متشبب= بطوف من الولدان أو متغزل
فخروا بها سكرى تخال جسومهم= على الأرض مما شاقها تتململ
وباتوا وبات الوحي يبكي عليهم= وأضحوا واضحى الدين عنهم يسال
فجاوبه عنهم محامل ملؤها= مقاصير طه جدها فهي تشكل
فمن مبلغ الزهراء إن حشاشتي= لما نيل من ابنائها تتقلقل
بنفسي قروما من غرانيق ولدها= دماؤهم مثل الحيا تتسلسل
على غير شيء غير أنهم أبوا= على الضيم يوما أن يحلوا وينزلوا
كذاك بنو العلياء أهون هين= عليهم إذا سيموا الأذى أن يقتلوا