أسد الأسود
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
يا صاح ما هذا الكتاب المنزل= يا صاح ما هذا النبي المرسل
ما هذه الآيات تتلى بيننا= فمفصل منها ومنها مجمل
هل غير طه كان عنها مخبرا= أم غير خالقنا لهن منزل
أترى المبلغ كان فيها كاذبا= أم هذه الأنباء غير تقول
أم قال مختارون أنتم فأنصبوا= من شئتم بعدي إماما وإعزلوا
فغدوا شعوبا بعده وقبائلا= فمحرف ومغير ومبدل
كل يحاول أن يكون خليفة= حتى إبن آكلة الذباب الأرذل
فأصاب منها ما أصاب وبعده= ذهبت سفالا يدعيها الأسفل
ماذا ترى في أمة لعبت بها= تيم وراحت إثر تيم نعثل
وبها علي وهو أولى من بها= بالأمر لو أن المخاصم يعدل
أو لم يكن يوم الغدير الم يكن= جبريل فيه بالزواجر ينزل
أو لم يقل من كنت مولاه فذا= مولاه بعدي ويلكم لا تجهلوا
هذا هو الباب الذي من قبل ذا= كلفتم أن تدخلوه فإدخلوا
الأنبياء جميعهم قبلي كذا= فعلوا فما لي بعدهم لا أفعل
ولكل بيت في الأنام دعامة= ودعامة الإسلام هذا فإعقلوا
والله ما انا بالذي أمّرته= الله أمّره عليكم فإقبلوا
وأنا المدينة وإبن عمي بابها= هل من سوى الباب المدينة تدخل
أنا من علي وهو مني مثلما= هارون من موسى فلا تتعللوا
يا قوم إن نبوتي ما لم تكن= فيها ولاية حيدر لا تكمل
إن تسعدوه تسعدوا أو= تنصروه تنصروا أو تخذلوه تخذلوا
واقول هذا والقلوب كأنها= تغلي علي من الحرارة مرجل
إياكم أن تجحدوا إياكم= أن تخذلوا إياكم أن تنكلوا
هذا الكتاب وعترتي فتمسكوا= بهما وإن لم تفعلوا لم تقبلوا
ويل لمن ناواهما وقلاهما= ويل لمن هو فيهما لا يحفل
إن الخلافة لا تحل لغيره= هذا أخي فيها المعم المخول
إن الخلافة لا تليق لغيره= من حبتر من أدلم من نعثل
إن الخلافة كالنبوة رتبة= تلك الأخيرة والنبوة أول
إن النبي معلم من ربه= وكذا خليفته فلا تتبدلوا
ليس الخليفة من يحير ويجهل= ليس الخليفة من يشح ويبخل
ليس الخليفة من يقول لدى الوغى= حيدي حياد وقلبه يتزلزل
ليس الخليفة كائن مثلي انا= ما ناب يوما معضل أو مشكل
فكأنني بكم غدا تأتونني= وسيوفكم منه تعل وتنهل
تردون حوضي وهو غير محلل= لمن إعتدى ودمي لديه محلل
ومضى بأبراد الثناء مزملا= نفسي فداؤك أيها المزمل
فهنالكم عما دعاهم أدبروا= وعلى علي بالضغائن أقبلوا
فعلوا وما أدراك ما فعلوا فسل= أخبرك سالت أم لا تسال
فكأنهم لم يسمعوا وكأنهم= لم يبصروا وكأنهم لم يعقلوا
أتراك تذكر ما احل بفاطم= مما يخر له السماك الأعزل
إن قيل حوا قلت فاطم فخرها= أو قيل مريم قلت فاطم أفضل
افهل لمريم والد كمحمد= أم هل لمريم مثل فاطم أشبل
كل لها حين الولادة حالة= منها عقول ذوي البصائر تذهل
هذي لنخلتها التجت فتساقطت= رطبا جنيا وهي منه تأكل
وضعت بعيسى وهي غير مروعة= أنى وحارسها السري الأبسل
والى الجدار وصفحة الباب التجت= خير النساء فاسقطت ما تحمل
سقطت وأسقطت الجنين وحولها= من كل ذي حسب لئيم جحفل
هذا يعنفها وذاك يدعها= ويسبها هذا وهذا يركل
وأمامها أسد الأسود يقوده= بالحبل قنفذ هل كهذا معضل
وبعين رب العرش يلطم خدها= أشقى البرية ثم لا يتوجل
لا تدعي بعد الشهامة هاشم= ما للشهامة عند هاشم منزل
نال إبن حنتم ما يؤمل منهم= حسب إبن حنتم نيله ما يأمل
أو يهجعون وطفل فاطم مسقط= أو يبصرون ودمع فاطم مرسل
وتراهم لا يغضبون لمثلها= وهم على غير الإبا لم يجبلوا
لكنما العباس لم يعبس لها= وعقيل أمسى في عقال يعقل
واقول ماذا والسياط بمتنها= حتى القيامة ما لهن تحول
ولسوف تأتي في القيامة هكذا= تشكو الى رب السماء وتعول
ولترفعن جنينها وحنينها= بشكاية منها السماء تزلزل
رباه ميراثي وبعلي حقه= غصبوا وابنائي جميعا قتلوا
فرخاي ذا بالسم أمسى قلبه= قطعا وهذا بالدماء مزمل
لم يبق سيف من سيوف أمية= الا وعاد بلحمه يتأكل
لم يبق رمح من رماح أمية= الا وعاد بصدره يترسل
لم يبق سهم من سهام أمية= الا وصار لقلبه يتوصل
وتقوم بعد صوارخا من حولها= فتياتها والكل منهن ثكل
فتقوم ثم قيامة أخرى لها= كل الأنام عن القيامة تشغل
ما عذر تيم عندها وعديها= وعليهما تلك الجرائم تحمل
فهناك يعلم من على أثريهما= أمسى واصبح في الضلال يهرول
إذ ليس تنفعه شفاعة شافع= هيهات ليس له هناك معول
فليعرف الأشهاد أن ولاهما= اجن وبغضهما الرحيق السلسل
أسراج ليل الوحى شمس نهاره= يا كوكب السعد الذي لا يأفل
زعموا بأنك رابع الخلفاء لا= والله أنت أخيرهم والأول
ما من سواك خليفة هيهات= أنت خليفة الله الذي لا يعزل
خذها أمير المؤمنين قصيدة= وافتك في حلل الصبابة ترفل
إن كنت تقبلها فعبدك محسن= أو لا فإني ما تدوس الأرجل
لكنما بك يرحم الله الورى= وعليهم بركاته تتنزل
أنتم أئمتنا ونحن عبيدكم= وعليكم فيما ينوب نعول
أنا لم أزل بك سيدي مستشفعا= عند الاله ولم أزل أتوسل
حتى أراك مخلصي من كل ما= أخشاه في الدارين يا متفضل
لا سيما العظمى التي تدري بها= مما بها أعيا ثبير ويذبل
وعليك صلى الله ما لاحت ضحى= شمس النهار وجاء ليل اليل