ساقي عطاشى كربلاء .. في رثاء العباس بن علي عليهماالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
إذا كان ساقي الناس في الحشر حيدر= فساقى عطاشى كربلاء أبو الفضل
على أن ساقي الناس في الحشر قلبه= مريع وهذا بالظما قلبه يغلي
وقفت على ماء الفرات ولم أزل= أقول له والقول يحسنه مثلي
علامك تجري لا جريت لوارد= وأدركت يوما بعض عارك بالغسل
أما نشفت أكباد ال محمد= لهيبا وما إبتلت بعل ولا نهل
من الحق أن تذوي غصونك ذبلا= أسى وحياء من شفاههم الذبل
فقال إستمع للقول إن كنت سامعا= وكن قابلا عذري ولا تكثرن عذلي
الا أن دمعي الذي أنت ناظر= غداة جعلت النوح بعدهم شغلي
برغمي ارى مائي يلذ سواهم= به وهم صرعى على عطش حولي
جزى الله عنهم في المؤاساة عمهم= أبا الفضل خيرا لو شهدت أبا الفضل
لقد كان سيفه صاغه ليمينه= علي فلم يجنح شباه الى الصقل
أخو إبن رسول الله وإبن وصيه= على أن كلا جده سيد الرسل
إذا عدأبناء النبي محمد= رآه أخاهم من رآه بلا فصل
شفا كبدا من ال أحمد وإشتفت= به أكبد من كل ذي حسب وغل
ترى النبل يحكي النحل رشا بجسمه= غداة حكى جثمانه كورة النحل
لما رأيت الماء غير محرم= على أحد الا على أهلك النبل
وأحدق فيه للضلال كتائب= تحجبه بالبيض والأسل الذبل
تقحمته حتى إذا ما ملكته= بسطت له كفا معودة البذل
ولما ذكرت السبط مع أهل بيته= قذفت به قذف الحنية للنبل
فلم ير ظام حوله الماء قبله= ولم يرو منه وهو ذو مهجة تغلي
وما خطبه الا الوفاء وقل ما= ترى هكذا خلا وفيا مع الخل
يعد ببذل المال في حيه الفتى= سخيا وذا بالمال والنفس والأهل
يمينا بيمناك القطيعة والتي= تسمى شمالا وهي جامعة الشمل
لصبرك دون إبن النبي بكربلا= على الهول أمر لا يحيط به عقلي
ووافاك لا يدري أفقدك راعه= أم العرش غالته المقادير بالشل
اخي كنت لي درعا ونصلا كلاهما= فقدت فلا درعي لدي ولا نصلي
لي الله فردا كل حزب محاربي= ولا صحبتي دوني تذب ولا أهلي
مضى كلهم عني سراعا الى الفنى= فهاهم بلا دفن أراهم ولا غسل
أخي أنجم السعد التي أنت بدرها= تهاوت أفولا في بروج من الرمل
فلا نجم للساري ولا نار للقرى= ولا كهف للاجي ولا خصب للمحل
أخي قاتلي وجدي بكم غير أنني= ارى دون ما القاه من ما بكم قبلي
لئن كان سهل ما لقيت من الردى= عليك فما حملي فراقك بالسهل
أخي لم تنل ما رمت في مدها يدي= ولا بلغت بي ما أحاوله رجلي
فها أنا كالمرمي في البحر موثقا= تقلبه الأمواج مقلا على مقل
كفى الطير وهناً بعد حص جناحه= إذا إغتال يوما ريشه الدهر بالنسل