الأرض تبكي .. في رثاء الإمام الحسين عليهالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
الأرض تبكي وآفاق السما معا= في يوم جبريل أبناء النبي نعا
في يوم بيت بني الزهراء منهدما= أمسى وبيت بني الزرقاء مرتفعا
في يوم شمل بني الزهراء منصدعا= أمسى وشمل بني الزرقاء مجتمعا
في يوم كل نبي والها وجلا= أمسى وكل وصي ناحلا وجعا
في يوم أمسى رسول الله ممتعضا= يشكو الى الله ما في ولده صنعا
ابوهم حيدر والأم فاطمة= وكلهم كان در الوحي مرتضعا
في يوم ولت سباع الجو خاملة= وأصبح الكلب حرصا فيهم ولعا
دعا إبن هند فلبى كل من سمعا= وإبن النبي فأغضى كل من سمعا
ويل العراق وويل الساكنين به= هلا أجابوا حبيب الله حين دعا
أأنتم كفوه لا والذي سمك= الأفلاك لو شاء اخلى منكم البقعا
أأنتم مانعوه الماء ويلكم= لو شاء أسقاكم من سيفه الجزعا
أأنتم حارقوا ابياته بأبي= تلك البيوت ومن في ظلها إضطجعا
لولا نفاق بني الدنيا وغدرهم= والله خرق رداء الدين ما إتسعا
ما أنت يا كربلا ارض ولا فلك= بل أنت عرش مليك العرش قد رفعا
لقد سموت على السبع العلا شرفا= وأنت أعلى من الكرسي مرتفعا
طف بالطفوف فما أحلى الطواف بها= فالطف والعرش كانا في العلا شرعا
والطف عرش العلا ما مكة شرفا= فثم أول بيت للورى وضعا
لبيك صح عندها وإعلم بأن بها= قد إستغاث إبن من للدين قد شرعا
لبيك كرر مجيبا للنداء فكم= داعي الاله الا واغربتاه دعا
أجابه نفر أفديهم نفرا= ما فيهم ابدا من يعرف الفزعا
ولو سمعت بها يا جد صارخة= حتى بصرختها قلب الهدى إنصدعا
وتلك زينب أفديها وما وجدت= من بعد إخوتها من خدرها منعا
وكان جبريل مع ميكال خادمها= واليوم شمر وزجر قرطها إنتزعا
ولو رأيت جسوما من أحبتها= تروي الثرى من دما أوداجها دفعا
أبكيهم ما أمد الله في عمري= وما بكائي الا بعدهم جزعا
يا رب أنت على ما شئت مقتدر= فإجعل بثارهم فوزي لأقتنعا
يا من يرى إن للأفراح آونة= متى متى وسحاب الرحمة إنقشعا
ليت الحيا لم يصب الا كذا شررا= فيملأ الأرض نارا والبحار معا
كي يهلك الحرث بعدالنسل يعقبه= اليس نسل رسول الله قد قطعا
يا أيها الملك المحجوب أنت لها= لقد هلكنا إنتظارا فأكفنا الهلعا
هذا أبوك أتنسى يوم مصرعه= وصنع شمر به يا جل ما صنعا
وذا أخوك وذا سهم إبن مرة قد= أودى به ليته في مهجتي وقعا
وذاك عمك حول النهر جثته= كالطود أصبح من أرجائه إنقطعا
ولو تراه وما النهر محتجب= عنه بكل زنيم قط ما إرتدعا
فكان موقفه منهم كصاعقة= فلم تدع فارحا منهم ولا جدعا
من كان أجود منه حين قال الا= يا نفس هوني وكان الماء ممتنعا
سقى المهيمن قبرا ضم جثته= درا من العفو والرضوان منهمعا
لقد سقى عترة الهادي النبي ولا= سقى معاديه الا الويل والهلعا
قيل إبن مامة قلت أخسأ فذلك أما= لو أدرك الماء لم يتركه بل كرعا
وتلك عمتك الحوراء تحملها= مصاعبا تشتكي مع هزلها الضلعا
وذا عليلك أمسى وهو مرتهن= يشكو الى الله مع أغلاله الوجعا
يا ليت كل ثنايا الناس ساقطة= يوم إبن هند ثنايا ذي الثنا قرعا
يا ليت أرؤس كل الناس نادرة= غداة راس حبيب المصطفى رفعا