بمناسبة الاحتفال بانتهاء العمل في الروضة الكاظمية
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
البشر عم البرايا الجن والبشرا= والبر والبحر والأطيار والشجرا
قف ههنا وإعتبر إن كنت معتبرا= وأنظر اليها وزد في حسنها فكرا
هذي قصور جنان الخلد بارزة= للناظرين ليزدادوا بها عبرا
صبحا وليلا إذا ما جئتها أبدا= ترى بها النيرين الشمس والقمرا
أما ترى الذكر مسطورا برمته= على جوانبها يا حسن ما سطرا
والعرش تحمله فيها ثمانية= ما كان أوضحها بين الملا غررا
هذي منائر لا بل ذي دعائم= للسبع الشداد فإمعن عندها النظرا
إن قلت ذي إرم فاقت على إرم= أو قلت جنة عدن لم تقل أشرا
والقبتان إذا ما شمت نورهما= قلت الكليم رأى نار الهدى سحرا
أما ترى شجرا لا يشبه الشجرا= أما ترى ثمرا لا يشبه الثمرا
بيت الإمامة بل بيت النبوة بل= بيت الاله الذي بالنور قد غمرا
أقبض فما أنت بالمحصي محاسنه= ما أنت ما خطباء الدهر ما الشعرا
حفت ببحرين زخارين قد ملا= ظهر البسيط الى هام السها دررا
فيها إبن جعفر موسى والجواد معا= من ذا يباريهما مجدا ومفتخرا
هما الإمامان إن قاما وإن قعدا= هما الهمامان إن غابا وإن حضرا
جد كأحمد أو أم كفاطمة= ووالد كعلي جل من فطرا
إن شئت تعرف ما مقدار قدرهما= سل عنهم الرسل سل موسى سل الخضرا
لم يشتك الفقر ذو فقر ببابهما= الا وعاد غنيا ينعش الفقرا
لما زها البيت بيت الله قيل له= أقصر وكن حجرها إن شئت والحجرا
بعزم ناصر دين الله قام بها= فرهاد لا ناكلا عنها ولا ضجرا
ذاك الذي نصر الإسلام مجتهدا= سلما وحربا وما أدراك ما نصرا
لو كان شاهد يوم الطف ما رفع= الحسين صوتا له يستنجد البشرا
وكان سيفا له يشفي الغليل به= وكان رمحا له يقضي به الوطرا
ما غاب الا لتكفي اليوم شيعته= به البوادر أو تستدفع الحذرا
القى الاله على المختار هيبته= فلم يدع من بني مرجانة أشرا
نعم وذلك ظل الله يشمل من= في الشرق والغرب حتى الترك والخزرا
الحمد لله أضحى الدين مبتسما= به وقد كان يشكو الحزن والكدرا
طوبى لأمك يا فرهاد ما حملت= بيضاء مثلك مهما انتجت ذكرا
جاريت نادر حتى فقته كرما= ومثل نادر أيم الله ما ندرا
لو أنصف العرب عدّوا العجم أكرم من= تحت السماء وعدوا فوقها الغجرا
للفرس من قبل آيات إذا تليت= أنست ربيعة أو إخوانها مضرا
قد كان ذا الدين بالأعراب منتصرا= واليوم أصبح بالأعجام منتصرا
كذا وُعدنا ووعد الله ليس له= خلف ولا بد من إنفاذ ما أمرا
ما جاء ذو كرم يوما بمكرمة= في الناس أشبع فيه البدو والحضرا
الا أبو طالب إن كنت تعرفه= أبو اللذين أبوا الا العلا سمرا
أما ترى الأرض تزهو من مكارمه= كالروض حسنا ولما يجتدي المطرا
حتى بنى للعلا بيتا وشيده= فكان كعبة من قد حج وإعتمرا
يوم إبن جدعان والعباس يعضده= كي لا يرى عمد الإسلام منكسرا
كما الغيث عم الأرض ماطره= فأحييا بالنوال الأرسم الدثرا
بالنفس والمال والأهلين دافع عن= دين الاله ولم يعبأ بمن كفرا
إني لأشكر للمهدي ما سلمت= نفسي وهادي صنيعا كلما ذكرا
هما اللذان عمود الدين قد رفعا= هما اللذان إستقاما مثلما أمرا
لله درهما جادا وما بخلا= لله درهما جدا وما فترا
هما هما رفعا للمجد أعمدة= ما طاولتها الجبال الشامخات ذرى
لما رأى الله في الدنيا وفاءهما= حباهما اليوم بالعز الذي بهرا
خير البرية من أدى أمانته= في العالمين ووفاها وما غدرا
وكان مثلهما من يستفاد به= فصار مدحهما فرضا على الشعرا
ولا وربك لم أمدحمها طمعا= ولا وربك لم أمدحهما بطرا
يا بني علي خذاها من وليكما= حسناء قد البست من مدحكم حبرا
ما زان بيتكما التبر المذاب ولا= الصخر المجاب ولا الوشي الذي نشرا
بل زينة الأرض أنتم والسماء وما= أعطاكم الله غيبا فوق ما ظهرا
إن تنعشاني فكم أنعشتما أُمما= من قبل فيها فم الأحداث قد فغرا
بالله ربكما منا علي كما= قدما مننتم على الأيتام والأسرى
خذا لتاريخها قالوا وقلت فما= أحلى مديحكما ما سار وإنتشرا
ثم الصلاة عليكم كلما طلعت= شمس وعاد ظلام الليل معتكرا