علم الإسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
يا من رأى علم الإسلام منشورا= بدا فجلل آفاق السما نورا
واخجل النيرين الزاهرين معا= فعاد نورهما في الأفق ديجورا
اهداه ناصر دين الله مبتدئا= ما زلت ناصر دين الله منصورا
ذي راية العدل والتوحيد يحملها= العباس في كربلا أيام عاشورا
غابت عن الناس حينا ثم أظهرها= ظل المهيمن تعظيما وتوقيرا
كي يعلم الناس أن الدين كافله= حي وإن قيل مات الدين مقهورا
ما مات والله بل أحياه ناصره= في كربلاء ولم يتركه مهجورا
كالغصن قام على قبر إبن حيدرة= في روضة تنبت الولدان والحورا
في كل يوم لهذا الدين طائفة= تحمي حماه وتنفي دونه الزورا
هذا اللواء لواء الحمد خص به= من كان والده في الحمد مذكورا
أبوه كان وآباءٌ له سلفوا= من قبل كلهم كانوا مساعيرا
من مثل شبل علي في الوفاء ومن= يحكيه في الحرب إقداما وتشميرا
ابو الفتوح التي لو عد أصغرها= أنستك ما عشت بهراما وسابورا
من كان أجود منه يوم قال الا= يا نفس هوني وكان الماء محظورا
كفاه أن بني الزهراء إخوته= وكلهم طهر الرحمن تطهيرا
آخ النبي أبوهم هل ترى نسبا= كذاك في الناس معروفا ومشهورا
كان إبن مريم يبري كل ذي عمه= ويخبر الناس عما كان مذخورا
واليوم ضاهأه العباس منقبة= ما زال سعيك يا عباس مشكورا
أما ترى الرجل الأعمى الذي فتحت= عيناه لما أتى العباس مذعورا
مستشفعا بأبي الفضل الكريم الى= الله الجليل فلم يرجعه مخسورا
فكان للناس عيد لا نظير له= والعيد ما عاد فيه المرء محبورا
لم يبق في عرصات الطف من أحد= الا وطار الى الجوزاء مسرورا
أبا المظفر لا ينفك سيلك للإسلام= يغمر مسكينا ومأسورا
ولو شهدت بعينيك الطفوف لما= قاد إبن مرجانة تلك الجماهيرا
حتى أباد بني الزهرا فغادرهم= تحت السنابك مطعونا ومنحورا
لكن تأخرت كي تحيي بسيفك ما= أفنى إبن حرب من الإسلام تزويرا
كل الملوك إن جلوا وإن عظموا= لم يملكوا من ذرى علياك قطميرا
التبر عندك تبن ما له ثمن= تبنى به الدين لا تبنى به الدورا
وتشتري فيه أحرار الرجال كما= يشرى سواك به السودان مغرورا
والجند تجمعه كيما تبيد به= جندا به عاد بيت الشرك معمورا
ما أمحلت سنة الا وكنت لها= خصبا واصبح روض المجد ممطورا
راموا سباقك للعلياء ثم ونوا= لما رأوك وقد فت الأعاصيرا
الله أنشأ اقواما لنصرته= فكنت أمضاهم عزما وتدبيرا
الشيعة اليوم أيتام وأنت أبو= الأيتام فإسلم لها دون الورى سورا