غدر القوم .. بمناسبة يوم الغدير
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
غدر القوم في الغدير فسموه= غديرا لغدرهم بالأمير
بعدما بايعوا بأمر من الله= وأمر من البشير النذير
يوم قام النبي يدعو الا من= كنت مولى له فهذا وزيري
فأجابوا وكلهم عاقص قرنيه= ما بين فاجر وكفور
ثم لما مضى الرسول أضاعوا= عهده في إرتكاب أمر خطير
وعلي فيهم وفيهم كتاب الله= يتلونه بغير شعور
وعلي فيهم وفيهم سراج الله= في كل حالك ديجور
حسن الخير والحسين أخوه= من هما صفوة الاله القدير
صيروها شورى وماهي الا= غدرة ويل أم ذاك المشير
أعموا عن محلها أم تعاموا= أم أُصيبوا بعارض العنقفير
أي يوم فيه إبن آكلة الذبان= يدعى مدبر للأمور
أحكم الله عقدها لعلي= وإدعاها له إبن أم الفجور
أفيهم من رجالهم كعلي= أفيهم مثل شبر وشبير
أفيهم مثل فاطم من نساهم= رفع الله قدرها للأثير
هم شموس الهدى ولكن أبوا= أن يبصروها الا بحول وعور
ما تلاقين أيها الأمة الشنعاء= مما جنيت يوم النشور
ما تلاقين والخصيم علي= وبنوه والله خير ظهير
إذ يقومون والخلائق ترعاهم= دوامي الشوا دوامي النحور
وهم بين عاطش وأسير= وصريع كاب وثاو عفير
بينهم فاطم تصيح الى الله= صياح الموله المستجير
أنت يا رب حاكم وحكيم= فإقض بيني وبين أهل الشرور
جئت اشكو اليك ربي بطرف= ذائب بالبكاء وقلب كسير
شاهدي أنت والجنين وضلعي= وقطيع كالدملج المستدير
ونجاد السيف الذي سحبوا فيه= عليا ملبيا كالأسير
كنت فيهم ككعبة البيت لكن= هتكوا حرمتي وبزوا ستوري
وأذاقوا الحتوف ولدي الى أن= تابعوهم صغيرهم بالكبير
واباحوا خمسي لكل طليق= واباحوا إرثي لكل كفور
هذه كربلا وتلك قبور= القوم فيها زواهر كالبدور
هذه كربلا وتلك ديار= القوم فيها دوارس كالقبور
نزلوها وقل ما نزلوها= ساعة ثم آذنوا بالنفير
وأقامت جسومهم تتوفى= بظلال الرماح حر الهجير
نبتت فوقهم كما ينبت الظل= على أن نبتها في الصدور
إن يوم النحر الذي قد عرفناه= قديما ما كان في عاشور
ذاك فيه نحر الأضاحي وهذا= نحروا فيه كل ليث هصور
لم يبقوا منهم لحوما لعافي= الوحش منها أو عاكفات الطيور
وزعوها مابين بيض وسمر= بين ترب الفلا وبين الصخور
سيجازي الاله أناسا= هل يجازي بالسوء غير الكفور
ويلهم يعلمون أي ابيّ= بات ما بين جمعهم كالأسير
إن من قد قتلتموته لحي= سوف يلقاكم بيوم عسير
سوف يدعو بثأره فتلبيه= السما والثرى وأهل القبور
وسيسموا لها إبنه ولعمري= لهو أولى بحمل ذاك الخطير
وهو أولى بحفظ ما ضيعوه= من كتاب المهيمن المسطور
يا عزيز العزيز يا نخبة= الرحمان يابن المؤيد المنصور
قم لها عاجلا فما هي الا= ساعة أو يقال جز جزور
ليتني كنت شاهدا يوم يدعو= في عراص الطفوف هل من مجير
لست من هاشم إذا لم أذقها= اليوم كأس الردى بغير مدير
لست من هاشم إذا لم أدعها= من دماء الكماة مثل البحور
قتلوا أهلي الكرام واعفو= عنهم لا ومن اليه مصيري
لو ملئت السماء والأرض قتلى= منهم ما إشتفى بذاك ضميري
نهنهوا عن ملامكم أن ثأري= فوق ما قد رايتموه من نكير
وتظنون أنكم تعجزون الله= في الأرض أو تملكون من قمطير
أبقتل الحسين يفخر منكم= فاخر ويل أمه من فخور
أيزيد فوق السرير ورأس= السبط سبط النبي تحت السرير
إن نسيتم فلست أنسى جسوما= في الروابي كاللؤلؤ المنثور
إن نسيتم فلست أنسى حريما= سقتموها حسرى بغير ستور
نادبات ومالها من مجيب= صارخات وما لها من مجير