كمل السرور
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
كمل السرور فطبق الأمصارا= وأضاء حتى إستوعب الأقطار
وتهللت سحب السماء فأغدقت= مطرا نسينا بعده الأمطارا
ماء عهدنا كل غيث هاطل= ونرى لجينا ماؤها ونظارا
وجرت على وجه البسيط تدفقا= أنهار جود تخجل الأنهارا
حتى لالي البحر من أصدافها= برزت تؤمل أن تكون نثارا
وبدت عيانا جنة الخلد التي= وعد الاله عباده الأخيارا
كنا نؤمل أن نراها ليلة= حلما فها هي تستبين جهارا
وتكشفت غمم الهموم تبلجا= حتى غدا ليل الهموم نهارا
هذا مليك الأرض زار مليكه= خير البرية مرقدا ومزارا
لم ترضه الأرض البسيطة منزلا= حتى بنى فوق المجرة دارا
أرسى سليمان البساط على الهوى= ثم إستزاد فسخر الأطيارا
ونراك سخرت البلاد وأهلها= وملكت دون عبيدها الأحرارا
ما ذاك الا أن حذوت مثاله= وكسبت من مقداره مقدارا
لم ينصر الإسلام مثلك ناصر= من بعد ما حكم الضلال وجارا
أحييت آثار الرشاد وقد محت= أرجاس حرب تلكم الآثارا
أقسمت لو شاهدت وقعة كربلا= لملأت واسعة الفضا أنصارا
وكفيت سبط محمد أعداءه= وارحت طالب ثأره المختارا
لو كان سيفك ساعة في كفه= لم يبق من عصب الخنا ديارا
أو كنت أنت مكانه في مركز= لم يوقد الأموي يوما نارا
من مبلغ عبدالعزيز تحيتي= إني قضيت بشكره أوطارا
هذا أخو هذا وإن كلاهما= لا غر من تحت السماء بخارا
شمسان في أفق الكمال كلاهما= لا يغربان فتطلب الأنوارا
بحران في ظهر البسيط كلاهما= لا ينضبان فتحتدي الأمطارا
سيفان مجتمعان في غمد العلا= لا ينبيان فنختشي الأخطارا
بمحمد ختم النبوة ربنا= وبك الكمال فحبذا الآثارا
إن كان حج البيت فرضا واجبا= فينا فإن لحجه أسرارا
هذا ولا كالطائف الرامي لدى= قبر الحسين من الدموع جمارا
هذا يقبل قبر سبط محمد= شغفا وذاك يقبل الأحجارا
حرم بوادي الطف مكة دونه= لا يستطيع له الورى إنكارا
من زاره زار الاله بعرشه= من شك فليستنبئ الأخبارا
وحصون مجد ما نحاها قاصد= الا ثنت إقباله أدبارا
حتى نويت بلا إهتمام فتحها= خضعت لعزك ذلة وصغارا
علمت بأنك أهلها ومحلها= فأستبشرت بمقامك إستبشارا
وغدت كما تمايس زاهيا= ثمل تعاطى في الديار عقارا
وقبائل الترك التي إرهابها= ذهل العقول وحير الأقطارا
فرت فلما لم تصب من ملجأ= لاذت ببابك من سطاك فرارا
ما كان سهمك عن عدوك طائشا= لكن عفوك قطع الأوتارا
حلم وبأس لم يكن يحويهما= ملك سواك وإن حططت وطارا
ما قال شيئا في مديحك قائل= إن قال عزمك بدد التاتارا
تسطو فتهلك من تشاء من العدى= قتلا وتملك من تشاء أسارا
تحنو على أيتامها متعطفا= وتلط دون حريمها الأستارا
ما قرية دخل الملوك فناءها= الا كسوها بعد عز عارا
فدخلت قريتنا فكنت مزيدها= حسنا وكاسي نورها أنوارا
ورآك دجلة والفرات فحار ذا= خجلا وهذا من حياء غارا
علما بأن يديك أوفى منهما= سيبا وأغرز في النوال غمارا
وبدا العراق كأنه الطاووس= يزهو لابسا من زهوه أزهارا
ليس البهار ربيعه وخريفه= ياهل رأيت مع الخريف بهارا
وخريدة عطر العروس بنشرها= يذكو ولم نعرف لها عطارا
زفت اليك وما لها من شافع= الا الحسين فهل تراه يبارا
قد قلت في تاريخها (بمحمد= نور الرشاد على البلاد أنارا)