العيد ومأساة الحسين .. في رثاء الإمام الحسين عليهالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
يا عيد أنت لغير قلبي عيد= وسواي فيك للبسه التجديد
أو ما تراني قد طويت عن الهنا= كشحا ومال إلى العنا لي جيد
وزجرت عن دار السرور ركائبي= بحشاشة ما مسها تبريد
أغدو على العيش الرغيد مداوما= وأروح يطرب سمعي التغريد
هيهات ما هذا شعاري وإنما= أنا نائح ولي المناح عضيد
فإذا تراني جالسا في محفل= فإعلم بأني للعزا معدود
أبكي ويبكي كل من في محفلي= حتى يحن لحالي الجلمود
ولرب قائلة علامك قلت يا= هذي إتركيني فالمصاب شديد
قتل الحسين فأي عين بعده= لم يعمها التسكاب والتسهيد
أيمر بي ذكر الحسين ولم أذب= حزنا له إني إذا لجليد
إني لأبكيه وأعلم إنني= قصرت وألإعوال ليس يفيد
ذنبي عظيم حيث إني لم أكن= عنه بعرصة كربلاء أذود
ما سرني أني أموت بحسرتي= حزنا عليه وصارمي مغمود
إني ليطربني إذا قيل الوغى= شبت ومد لواؤها المعقود
ما للرجال وللنياح وإنما= شيم النساء النوح والتعديد
البيض تعلم أنها لأكفنا= خلقت قوائمها وهن شهود
فإلام يخبو في الحروب وقودها= ويشب منها في القلوب وقود
ينضين حتى ما يشام وميضها= يحسبن أيقاظا وهن رقود
مثل الحسين الطهر يمنع حقه= وينال أقصى ما يريد يزيد
هذي البلية لا تطيق لها السما= حملا ولا الشم الجبال القود
ود الذبيح بأن يكون لك الفدا= ما سره يحيى وأنت فقيد
حتى رآك من العلا في رتبة= ما نالها من قبل ذاك شهيد
فهناك ألوى شاكرا لك منة= في جيده تبقى ويبلى الجيد
أحييته والدين حيث كلاهما= كاد الردى لولا مداك يبيد
وأفاد إبراهيم يومك لوعة= أنسته سالف ما جنى نمرود
بأبي أكفكم اللواتي قطعت= أعضاؤها ونوالها المغمود
بأبي خيامكم اللواتي قوضت= أعمادها وظلالها الممدود
تبت يد الدهر الذي أحداثه= للماجدين قراعها معدود
يا دهر فيك غنى عن القنن التي= لولا مراسيهن كدت تميد
طامنتهن وهن غير خواضع= وحددتهن وما لهن حدود
ولقد ذكرت وما نسيت حرائرا= عاثت بمضربها الكلاب السود
إن كنت تعجب كيف ذئبان الفلا= عاثت بها وحماتهن أسود
فالقوم لم يألوا دفاعا دونها= حتى تفانوا دونها وأبيدوا
ما كان أخطبهم بها لو أنهم= سلموا ولو أن القضا مردود
ما بال من ضاق الفضاء بمجده= ضاقت عليه الواسعات البيد
ما بال من قام الوجود بجوده= أعيا عليه النصر وهو فريد
ما بال من غمر البحار بسيبه= أعيا عليه للفرات ورود
ما بال من كسبت به أم العلا= حللا يصافح جسمه التجريد
ملقى يود العرش لو أمسى له= لحدا وفيه جسمه ملحود
هذي قبابكم التي تحت السما= ما هن إلا للسماء عمود
أما محلكم الذي أنتم به= في مستقر ما إليه صعود