آل أحمد .. في مصاب أهل البيت عليهمالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
ما أوقدت ذات اللمى مصباحها= إلا لتحكم في القلوب جراحها
أبدت نواجذها نواصع فانثنت= تستام عن عشاقها أرواحها
لولا تشعشع وجنتيها ميزت= نفس المحب فسادها وصلاحها
لكنها أعمت برقة خدها= عين البصير فأخطأت أرباحها
من لي بها لو أن حاضر وصلها= يوما كبعض الطيبات أباحها
حرمت علي وكنت غير معود= نفسي المحرم جدها ومزاحها
أجرى من ألأسد النفوس طماحة= إن لم يكن يكفي ألإله طماحها
إن لم يعنك ألله في إصلاحها= فاقصر فلست بمالك إصلاحها
ألله انظر للفتى من نفسه= إن حاولت نفس إمرئ أرباحها
فأنظر لنفسك أن تحود عن الهدى= أو أن ترى في عينها افلاحها
يا كيف تأمنها وتعلم أنها= كالكلب ما برحت تطيل نباحها
وأسلك طريقة آل احمد إنها= متكفل رب السما إيضاحها
لم يخط سالكها الهدى في ليلة= أنست عيون الناضرين صباحها
لاحت لآدم لمحة من ضوئها= فجلا بها عشواءه واراحها
واصاب نوح من سناها لمعة= كفيت سفينته بها ملاحها
وبها الخليل دعي خليلا بعدما= أسقته من أصفى الموارد راحها
ورأى إبن عمران ضياها ليلة= فكسته ايدي ألإصطفاء وشاحها
وبها غدا قلب المسيح متيما= فلذاك هام ولم يزل سياحها
ما بالها مقروحة أجفانها= تبدي العويل غدوها ورواحها
ألقى عليها الدهر كلكل غدره= حتى أباد سراحها ومراحها
ما طأطأت يوما لضيم رأسها= كلا ولا ملك الهوان جماحها
سلبت بواعية الحسين بهاءها= وإستأصلت أتراحها أفراحها
صحت وأمرضها الزمان فما ترى= إلا مراضا في الزمان صحاحها
من ناشد لي بالطفوف عصابة= لوح السما مسترفد ألواحها
من مثلها ركبت إلى نيل العلا= أعمارها وتزودت أرواحها
حتى إذا أفنى الحمام جميعها= ألقى على وجه الثرى أشباحها
ليكون شاهدها السماء وارضها= إن قد قضت وقضت هناك مباحها
كانت وديعة أحمد بين الورى= كيف إبن هند بالطفوف إجتاحها
كانت أشد من الجبال صلابة= كيف إستطاع بنو الضلال نطاحها
ما طاولت شمس السماء نفوسها= فخرا ولا البحر المحيط سماحها
لقحت عشار المكرمات وإنما= كانوا على مر الزمان لقاحها
ما قيل أغلقت المكارم بابها= إلا وكان نداهم مفتاحها
زعمت أمية أن تقوم مقامها= أو أن تروح إلى العلا أرواحها
هيهات أين من الثريا قبحة= منسولة حض الزمان جناحها
يا صاحب الرزء الذي ترك السما= وألأرض كل تشتكي أبراحها
لوددت أني مت قبل سماعه= أو كنت لاق في فداك كفاحها
صمت مسامع من دعوت فلم تجب= حتى قضيت معانقا أرماحها
لولا مطالب جمة لك في الورى= ما بت تسقيك الردى أقداحها
نضب الفرات وإن تدافع موجه= وتطافحت أمواجها فطفاحها