يوم بكت السماء .. وهي في رثاء أبي عبدالله الحسين عليهالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
المرء يجمع والليالي تنهب= هذي تجد وذاك لاه يلعب
يمسي ويصبح آمنا لم يدر أن= الموت يوم فنائه يترقب
أتراه يعلم أن أهنأ عيشه= أدنى لمقترع الخطوب وأقرب
إن كان يمكنك الفرار من الردى= فإهرب فليس بمعجز من يهرب
هلا لك الويلات أنت منهنه= عن هذه وإلى سواها ترغب
إن التي طلب الكرام وحاولوا= إدراك غايتها سوى ما تطلب
طلبوا إلى أن قال جدهم إرتقوا= ورقوا إلى أن قال مجدهم إخطبوا
لم يبق في العلياء بعد لغيركم= أمل ولا لسوى علاكم مطلب
وإليكم يا طالبي ذاك المدى= عن نيل ما أملتموه جنبوا
هذا المساعي الغر لستم أهلها= أن تطلبوا عزا فمنهم فإطلبوا
ما ذاك أغلى من نفوسهم التي= وهبوا غواليها التي لا توهب
يوم الطفوف وليس يوم غيره= يبدي العجائب في الزمان ويعقب
يوم به بكت السماء تفجعا= بدم فها هي للزماجر تنحب
ما إن بكت إلا لأن مقيمها= أضحى يظفره الردى وينيّب
خضعت به شم الجبال وأصبحت= تدعوا به ويلا نزار ويعرب
ضربوا القباب على السها وبكربلا= أطنابها بالرغم منهم طنبوا
عظموا فلما لم يكن لسواهم= شرف ولم ينجب لغيرهم أب
ناداهم المقدار أن لا تسأموا= إن الرفيع إلى النوازل أقرب
وأدار فيهم كأسه ودعاهم= هذا الزلال العذب دونكم إشربوا
فإذا لهم عدد النجوم مصارع= قد ضاق منهن الفضاء ألأرحب
لله هاتيك المصارع كم هوى= فيهن من أفق المعالي كوكب
يا قلب إنك إن عجبت فإنها= أعجوبة لكن صبرك أعجب
لوددت أنك ذبت قبل سماعها= أو كان فاجأك الحمام المشحب
بأبي الذين جسومهم فوق الثرى= رغما بفيض دم المناحر تخضب
بأبي الذين رؤوسهم فوق القنا= تهدى لأبناء السفاح وتجلب
بأبي الذين حريمهم في كربلا= أضحت برغم ذوي الحمية تسلب
من كل صارخة كأن بقلبها= جمر الغضى لو ناره تتلهب
تدعو ألا يابن النبي رضيت أن= نسبى وشخصك في التراب مغيب
ها نحن في أسر العداة ونجلك= السجاد في أغلاله يتقلب
ويلاه ما أدري وليت دريت كم= هذا القضا وصروفه تتألب
ياهل رأيت وهل ترى أحدا سوى= آل النبي بصرفها تتطلب
فتعال أخبرك الصحيح وإنما= علمي صحيح بألأمور مجرب
هذي عجيبة ما الزمان أتي بها= وأجل ما ينمى إليه وينسب
وهي الليالي لو وقى من صرفها= أحد وقي ذلك الشمام ألأخشب
لله ثأر ما إدعاه مدع= إلا وأقعده البلاء المجلب
يا ايها المعدود بإستقصائه= قم لا نبا لحسام عزمك مضرب
ما أن لها إلاك لا إبن عبيدة= كلا ولا صعب المقادة مصعب
ثارا وما إتفقا على ما حاولا= حتى إشتفت بهما النفوس الخيب
آل النبي ومن هم سفن الهدى= وإليهم مما يخاف المهرب
أنتم أولي الفضل الذين لديهم= يرجوا الرعاة الخصب إن هم أجدبوا
وأنا الذي أتخذ الهواء مطية= يغزو عليها الموقعات ويكسب
في كل يوم روض جرمي زاهر= بجرائري وسحاب ذنبي صيب