ناصر دين الله
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
عني فما لي في ألأعياد من إرب= للعيد غيري ولي فوارة الكرب
ماذا ترى في ليال الدهر من حسن= فيغتدي بعضها عيد لمنتجب
أقصر فما الجهل إلا ما تحاوله= أيعرف العيد موقوفا على النوب
أما ترى الدهر تردينا حوادثه= هاما فهاما فلم تعبأ ولم تهب
كفاك معتبرا بألأمس نازلة= هبت عواصفها بألأجبل الخشب
فخر من بينها من كان أعظمها= قدرا وأشرفها في الفصل والحسب
أبو المعالي إذا ما رمت تعرفه= ينبيك عنه لسان الطرس في الكتب
أحي الندى بعدما عادت معالمه= كالروض جانب عنه باكر السحب
ما أجدبت سنة إلا وأخصبها= بصيب من ندا كفيه منسكب
ولا دجت ليلة إلا وكان لها= مغن بما جاء من سيب عن الشهب
عبدالحسين وكم عبد بطاعته= مولاه فاق على ألأبناء في الرتب
عبد ولكنه حر لنسبته= إلى الحسين وهذا واضح النسب
كفاه أن عمود الدين ناصره= حباه مرتبة فاقت على الرتب
فكان نائبه فيما يشيده= من كل بيت رفيع غير ذي طنب
رأى بناء خليل ألله منقلبا= فشاده ببناء غير منقلب
فها هو اليوم أعلى كل مرتفع= قدرا تسامى على ألأفلاك والحجب
كلاهما ناصر لله ذا كتب= وذا حسام به أمضى من الكتب
له لواء رسول ألله عاقده= لم ينخذل جيشه يوما ولم يخب
لو شاهد السبط يوم الطف منتدبا= لم يرفع السبط فيه صوت منتدب
لو كان عاصره المختار قدمه= عليه محترما تقديم ذي أدب
لكن تأخر كي يحي مناقبه= بين ألأنام ويحميها من الريب
له حقوق على ألإسلام يكتمها= ذوو الشقاء ويبديها ذوو الحسب
لو أن أهل الثرى في ظله إعتصموا= ما راعهم رائع من احادث أشب
أو لاذ أهل البوادي في جوانبه= ما إحتاج ذودهم للماء والعشب
أو أن وحش الفلا والطير عاكفة= ببابه ما إشتكت يوما من السغب
تكنفته رجال لا ترى لهم= مثلا من الناس في عجم وفي عرب
أبقى لنا ألله شمس الفخر مشرقة= إذ غاب بدر العلا عنا ولم يغب
إن كان للناس بعد اليوم معتصم= يرجى فذاك أخوه نخبة النخب
محمد لو رأت عيناك طلعته= لقلت هذا نبي وهو غير نبي
تزهو قباب بني الكرار مشرقة= بما كساها من ألإبريز والذهب
كم قلن للشمس إذ تبدو بمشرقها= غيبي كفيناك بألإشراق واللهب
مثلي يعزيه في خطب ألم به= ما ذاك إلا لعمري أعجب العجب
خذها إليك عميد الدين مرثية= مزفوفة تزدري باللؤلؤ الرطب
بمدح ناصر دين ألله أختمها= كي تكسب الفخر فيه دائم الحقب
لما رأى ألله بألإسلام رأفته= أعطاه ما كان أعطاه بلا تعب
تخال كل الورى أبناء واحدة= في بره ونداه وهو خير أب
لولا بنوه ولولا صهره أسد= ألله المرجى رأينا الموت عن كثب
هم هم سلوتي لا ريع جانبهم= بما يريع من ألأحداث والنوب
أقطاب كل رحى للحرب دائرة= وهل رايت رحى دارت بلا قطب