الصبر
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
اصبر لعل الذي ترجوه قد قربا= فقد ينال الفتى بالصبر ما طلبا
لا تبغين طيب عيش في الزمان فقد= آل الزمان بأن يجفو وإن صحبا
إن المعالي وإن بانت مقاصدها= ليس يدركها إلا الذي تعبا
إرفق بنفسك كي لا تفنها ضجرا= لست تملكها نفعا ولا عطبا
أنظر لعمرك من أعيت مناقبهم= أهل المناقب أن تسمو لها طلبا
آل النبي ومن سادوا الورى كرما= اجل قدرا وأعلى كلهم رتبا
نالوا المعالي بصبر لا يقاس به= صبر وإن طاول ألأفلاك والشهبا
كم خطة ركبوها غير هينة= لمن أراد مساعيها وإن شحبا
لا سيما في مجاني كربلاء لهم= يوم أشبوا به نار الوغى لهبا
يوم به ألله باهى في إصطبارهم= أهل السموات حتى إستعظموا عجبا
يوم به أصبح إبن الطهر فاطمة= يدعو ألأطايب من أصحابه النجبا
وقال كفوا فما للقوم من أرب= غيري فإن أدركوني أدركو ألإربا
قالوا وداعي الردى يدعو لعمرك ما= نلوي إلى أن نعاني دونك النوبا
أننثني عنك كي تبقى الحياة لنا= لا طاب بعدك عيش لا ولا عذبا
وثوّبوا للقا الهيجاء تحسبها= نارا وهامات فرسان الوغى حطبا
كم فيلق زعزعوه عن مراكزه= وكم فؤاد جري أشحنوا رعبا
ومعلم تذهل ألآساد صولته= أردوه منجدلا في الترب مختضبا
لله أقمار تم بعد بهجتها= أمسى سناها بترب ألأرض محتجبا
وعاد سبط نبي ألله بعدهم= يخوض أمواج بحر من قنا وظبا
يدعوهم والثرى شحا بضمهم= قوموا فقد نال مني الدهر ما طلبا
قوموا فإن حمى تحمون عنه غدا= من بعدكم يألف ألأرزاء والكربا
أقسمت لو شاء ما ماتوا وما قتلوا= ولو أراد لقاموا عندما إنتدبا
لكن لينقلبوا في خير منقلب= في الخلد أكرم بدار الخلد منقلبا
أفدي حسينا يلاقي الحتف مبتسما= كأنما يلتقي أضيافه طربا
أفديه حين أراد ألغي ذلته= وكيف ذلة من فاق الوجود أبا
يا للرجال ليوم جل فادحه= فزعزع العرش حتى ماد وإضطربا
إن إبن أم الحجى لم يأت فاحشة= ولم يكن لنواهي ألله مرتكبا
فما إستحق الذي نالته منه بنو= حرب وما راقبت في ذلك النسبا
ألم يكن من نبي ألله مهجته= فكيف ذابت على رغم العلا سغبا
وكان أكرم خلق ألله كلهم= وكان من كل خلق ألله منتجبا
عجبت داعم دين ألله كيف هوى= وسيف قدرته المصقول كيف نبا
وطود عزة أهل العز كيف ثوى= هدا ونور هدى ألإسلام كيف خبا
وكيف شمر الخنا يرقى له عجبا= ولم أجد لرقي إبن الخنا سببا
أما درى أي صدر داسه سفها= وأي رأس بعالي رمحه نصبا