هذا الدواء
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
هل غير ماضية السيوف شفاء= أم غير تعناق الكماة دواء
يا من يعالج بالدواء غليله= هذا الدواء إذا أمضّك داء
إن شئت فاسأل ما ألإباء؟ أجبك أن= الموت في طلب ألإباء أباء
إو شئت فاسأل ما الثراء؟ أجبك أن= الكف عن منن اللئام ثراء
لا تسألن سوى المهند حاجة= إن شط عنك الرفق والرفقاء
من لم يكن بحسامه مستغنيا= لم يغنه البيضاء والصفراء
من يحتلب غير المثقفة القنا= لم تكفه بلبانها الكوماء
زعم ألألى إن السرور ثلاثة= الماء والخضراء والحسناء
صدقوا ولكن السرور ثلاثة= السيف والملساء والجرداء
تجني بهن مآثرا ومآثرا= تبلى الدهور وما لهن بلاء
في كل يوم للسيوف مآثر= تثنى عليها الهمة القعساء
تلقى بها مثل الكبار صغارها= وتعد مثل صغارها الكبراء
لولا مبارك للرجال تخالها= فيها الجمال وما لهن رجاء
إلا غمائم تشتكيها ساعة= وتعود وهي عقيمة خرساء
رامت أمية أن تسابق هاشما= للمجد كي تصفو لها العلياء
حتى إذا بلغا جميعهما المدى= فإذا هما الخضراء والغبراء
أحرى بتاج الفخر من هو كلما= ذكر إسمه خرت له العظماء
ذاك الحسين ولا أظنك عارفا= ما نونه ماسينه ما الحاء
ذاك الذي أعطى المهند حقه= في يوم نحس لم تزره ذكاء
وجماجم ألأعداء فيه كأنها= فقع البطاح وهكذا ألأشلاء
مل الحياة ومن يمل حياته؟= إلا الذي كرمت له الحوباء
أبكي لغربته وقلة صحبه= وكثير ما فعلت به ألأعداء
أطفاله غرض السهام نحورهم= وقلوبهم أودى بها ألإظماء
فله عليهم مهجة مقروحة= وله عليهم مقلة عبراء
هذا وما هو بالنكول إذا بدت= تحت النجاح كتيبة خضراء
فإذا نحاها أدبرت وعجيجها= فيحي فياح وقلبها المكاء؟
يا مالئ الدنيا علا ومناقبا= حارت به ألأفكرا وألآراء
ماذا يقول القائلون وما عسى= إن تنطق الفصحاء والبلغاء
حيا أراك وإن قتلت وإنما= أعداؤك ألأموات لا ألأحياء
ما ضاع قدرك في الورى لكنه= ما أن له في العالمين وعاء
الشمس طالعة وليس يضيرها= أن أنكرتها مقلة عمياء
لم يحفظوا لله فيكم ذمة= إذ أنتم لام إسمه والهاء
عجزوا وأقدرك ألإله عليهم= وعجبت كيف تنالك ألأسواء
ويزيدني عجبا وقوفك بينهم= فردا وطوع يمينك ألأشياء
هل تعلم الهيجاء إنك قطبها= ومدارها فلتعلم الهيجاء
وأبيك ما علمت ولو علمت لما= طالت بقتلك كفها الجذاء
شكرتك عافية الوحوش سباعها= وذيابها والجيأل العرفاء
ولهيب قلبك للسماء دخانه= عطشا وتثبت بعد ذاك سماء
تروي العطاش وتشتكي حر الظما= هذا الذي حصرت به الخطباء
زينت بجثتك البسيطة والسما= بدماك فهي بهية حمراء
والسمر لما إن رأت لك جثة= في ألأرض تسفي فوقها النكباء
مادت برأسك للسماء ترفعا= وكأن ذاك من الرماح وفاء
ونساك شاء الله تمسي هكذا= مسبية تخدي بها ألأنضاء
ضربت عليها كهفها أكفاؤها= واليوم لا كهف ولا أكفاء
إن الذي إرتكبوه منك هو الذي= أوصت به أبناءها ألآباء
ما زاد فعلهم على فعل ألألى= هذا لأحمد يا هذيم جزاء
سيجيئهم ما يوعدون وويلهم= إن جاء خصمهم هناك وجاؤوا
ويل العراق وويل من سكنوا به= هلا فدوه عسى يفيد فداء
خذلوه بل قتلوه بل ظلموه بل= حرموه بل فعلوا به ماشاؤوا
وبهتكهم حرم النبي وسلبهم= فتياته باؤوا بما قد باؤوا
يا من عليه قلوبنا وعيوننا= أودى بهن تلهف وبكاء
كم ذا البكاء أما إنقضت أيامه؟= أو ما لثأرك ليلة ليلاء
تزهو بكل مثقف ومشطب= فكأنما هي والنهار سواء
أدعوا لها المختار أم أدعو لها= زيدا إذا أجدى الحزين دعاء
لكنما أدعو لها من لا يرى= مغض وما من شأنه ألإغضاء
أدعو لها من لا تنام عيونه= حتى تنام بجنبه العلياء
تتلوا كتائبه الكتائب مثلما= يبدو لهن مع اللواء لواء
يابن الذين إذا إنتموا كانوا= هم العلماء والحكماء والكرماء
وافتك يابن ألأكرمين شكاية= مني تذوب لبثها الصماء
ضاقت بفرعون البلاد وحزبه= فألأرض بعد بياضها سوداء
ما أن لها إلا حسامك لا عصا= موسى وعزمك لا اليد البيضاء
وتراك تاركنا وهم في معرك= لا جُنة فيه ولا حصباء
خذها حسين فما أراك تردها= أنى وأدنى سيبك ألأنواء
لك راحة يابن الكرام وباحة= تلك الخضم وهذه الدهناء
تمسي وتصبح روضة ممطورة= ترعى بها الغرباء والقرباء
هذا وعبدك خائف متوجل= وله بمثواك الشريف ثواء
جد بالنجاة علي مما أختشي= في النشأتين فما وراك وراء
صلى عليك ألله ما دامت له= فيما يرى النعماء والآلاء
وعلى عدوكم نظائر هذه= اللعنات تترى ما لها إحصاء