الــــــــــــرســــــــــــالــــــــــــة:
عــنـدمـا تـخـبـو أحــاديـثُ
الــهـوى عـندما يـسكن فـي الـقلب
الـضرامْ
فـانـدفـع لـلـكـأس واشـــربْ
أبــداً واحـــرق الـعـمر بــه فـهـو
حـطـام
أنــتــم أضــرمـتـم الــنــار
بـقـلـبي جـــنّ هـــذا الــوالـهُ الــغِـرِّ
بــحـبِّ
عــنــدمــا واجــهــنــي الـــصــدُّ
إذا كـلُّـكـم يـطـعـن أعـصـابـي
بـعـتـب
بـيـدي وحــدي سـحـقتُ
الـذكرياتْ بــيـدي وحـــدي ذبــحـتُ
الاُمـنـياتْ
أيّـــهــا الــبـاحـثُ عــــن
مــعـجـزة هــل تــرى يـجـدي بـكـاءُ
الـثـاكلات
أنـــظــر الــعـمـر جـحـيـمـاً
قــاتــلاً كـيف تـطوي رحلتي الدربَ
الطويل
أنــظــر الأعـــوام قــفـراً
شـاسـعـاً أنـــــا فــيــه ضــائــعٌ دون
دلــيــل
بـــعــد تـــاريــخٍ غــبــيٍّ
عــاصــفٍ كـنـتُ فـيـه راكـضاً خـلف
الـسراب
لاح لــغــز الــعـمـر لــكــن
أســفـاً إنّــــه لاح وقــــد ولّــــى
الـشـبـاب
يـــا طـبـيبي لا تـجـسّ الـنـبض
لــن تــعــرف الــــداء بــنـبـض
وجـبـيـن
وإذا مـــــا رُمــــتَ أن
تـفـحـصـني هــاكَ روحـي تـعرف الـداء
الـدفين
إنّــنـي أبــحـثُ عـــن قــلـبٍ
لـكـي أعـــرضَ الـشـكـوى لـــه
والـقـلـقا
أنـــــــا لا يــفـهـمـنـي إلا
الــــــذي مـــــزّق الـــدهــرُ صــبــاه
مِــزَقــا
أنـــا وحـــدي هـاهـنـا أحــيـا
عـلـى خـنـجر الـوهـم الـذي غـاص
بـقلبي
عــبـثـاً أشــكــو فــمـن
يـسـمـعني كــلّـهـم حـجّـرهـم مـلـيـون
ذنـــب
أنـــت يـــا مــولاي قــد قـلـت
لـنـا مـــن دعــانـي إنّـنـي مـنـه
قـريـب
كــم طـرقـتُ الـبـاب أرجــو
نـظرةً تـكشف الـستر ، فـهل أنـت
مـجيب
يـمـضـغ الــبـؤس بـعـنـفٍ خـاطـري فـيـسـدُّ الـــدرب وحـــشٌ
وضــيـاع
يـــبــرز الأمـــــسُ حــرابــاً
مُــــرّة تــطـعـنُ الـعـمـر فـتـنـهار
الــقـلاع
كـــم أنـــا قــاومـتُ دهــراً
خـاطـئاً كـــم تـحـمّـلتُ افـتـراسـاً
وجـــراح
وإذا فـــي لـمـحـةٍ تــهـوي
الـــرؤى لـيـسير الـعـمر فــي هــوج
الـريـاح
لـــمــحــةٌ وانـــفــجــرتْ
ثــانــيــة لـخـطى الـفـارس نـيـرانُ
الـخصوم
لـمـحـةٌ ..لـــم أدرِ كــيـف
انـبـثـقتْ إنّـــهـــا إرثُ غـــبـــاء
وســـمـــوم
سـقـط الـفـارسُ فـي الـوحل
ولـم تـثـنـه الـرحـلـةُ ، فـالـدربُ
طـويـل
إنّ شــــرطَ الـنـصـر صــبـرٌ
دائـــمٌ وكــــفـــاحٌ وســـــــلاحٌ
ودلــــيـــل
قـــد مــضـى شــهـرٌ تـحـمّـلتُ
بــه كــــلَّ أوجــــاع الــمـدى
لـلـتـائبين
كــيـف لـــم أصــبـرْ عــشـراً
إنّــهـا تــنـقـل الـعـمـر لـفـجـر
الأربـعـيـن
حـيـث يـسـمو الـمـرءُ فـيـها
لـمدى كــــلُّ مـــا فــيـه جـــلالٌ
وجــمـالٌ
تــســبـح الـــــروح بـــاُفــقٍ
نــيّــرٍ أبــداً تـسـكن فــي طُـهـر
الـوصـال
كـــم أنـــا ســـرتُ بـسـيناء ،
وقــد خـضتُ فـي الـرحلة أمـواج
الـضياع
آه تــعـسـاً لـنـصـيـبي كــيــف
لـــم أكــمـل الــشـوط بــعـزمٍ
وانـدفـاع
« سـوف أسـعى » كـم أنـا
كـرّرتها مـــن زمـــانٍ وأنـــا طـفـلٌ
صـغـيرْ
ثــــم أســعـى إذ بــأغـلال
الــمـدى تُـمـسـك الـخـطـو فـيـرتـدُّ
حـسـيـر
هــل تــرى أغــرق فـي الـيأس
فـلا كـــوّة تـفـتـح لـــي بـــاب
الـنـجـاةْ
يـــا إلــهـي هـــل تــرى أبـقـى
بــلا أمـــلٍ فـــي عــالـمٍ مــن
ظـلـمات
أنـــتَ كـــم أنـقـذتـني مــن
مـحـنٍ هـــــي لــلـخـطـو دروسٌ
وعـــبــرْ
بـــيــد أنَّ الــقـلـب أُفــــقٌ
قــاتــمٌ لا يـــرى نـــورك إلا فـــي الـخـطـر
الــــــــــــــــــجــــــــــــــــــواب:
« حَــطِّـم الـقـيـد تـحـرّرْ يــا
فـتـى كــم سـتـبقي مـرهقاً حـتى مـتى
»
لـــن يــنـال الــديـن والـدنـيـا
مـعـاً غـير مـن « بـالكدح » يـجتاز
المدى
إنــهـض الآن مـــن الـقـبـر
انـتـفضْ واخــلـع الأكـفـانَ عــن كـنـز
الإلــه
كــــلُّ أوجـــاع الــمـدى
تـمـسـحها بــحـنـان دافــــئٍ كــــفُّ
الــصــلاه
مــن تـحدّى الـموج لا يـشكو
الـعناء فــريــاحُ الـنـفـس يـــأسٌ
وشــقـاء
أيُّـــهــا الــبـاحـث عــــن
مــعـجـزةٍ فـــي سـبـيل الله إعـجـازُ
الـشـفاء
لا تـقـلْ بـالـعجز قـد صـاغوا
الـبشر خُــطَّ حَــظُّ الـمرء فـي لـوح
الـقدر
دع حـديـث الـجـبر كـم مـن
خـاسرٍ واصـــل الــحـربَ مـــراراً
فـانـتصر
لـحـظةً وانـظـر لأهــوالِ
الـحـساب مــــن نــعـيـمٍ وخــلــودٍ
وعــــذاب
ســوف تَـنـسى كــلَّ أهــوال
الـدنـا هــل تــرى فـكّرتَ يـوماً بـجواب
؟
هـــل تـــرى فـكّـرتَ يـومـاً
بـفـقير طـاويـاً يـبـحث عـن قـرص
الـشعير
وصـــغــارٍ فـــتــكَ الـــبــردُ
بــهــم أو تـرى يـشوون مـن حـرِّ الهجير
؟
غـائـبٌ فــي الــذات لا تـصغي
إلـى عــالـمٍ يـنـهـشه وحـــشُ
الـفـسـاد
هـــل تـــرى فـكّـرتَ فــي
تـغـييره أنــتَ مـسـؤولٌ غــداً يــوم
الـمـعاد
هـــل تــرى جـيـلاً يـضـحّي
بـالـصبا ويــرى فــي مـوتـه أحـلـى
سـعـاده
وشــبــابـاً فـــجّــر الــديــنُ
بــهــم لـهـبـاً فـاقـتـحموا ســوح
الـشـهاده
كــيـف يـمـضـون بــشـوقٍ
لـلـجهاد طـلّـقوا الـدنـيا لـيـحيوا فـي
الـمعادْ
فــتــيـةٌ مــــذ آمــنــوا بالله
حــقّــاً زادهــــم عــزمــاً وهــديـاً
وســـدادْ
إنّـــهــا الــدنــيـا امــتـحـانٌ
وبــــلاءْ فـــازَ مـــن واجـــه ذنــبـاً
بـمـضـاءْ
لــــذّةُ الــنـفـس إذا مـــا
رفــضـتْ لــــــذّةً حــرّمــهــا ربُّ
الــســمـاء
مـــن تـــرى يــولـد خـطـواً
مـؤمـنا ثـابـتـاً يـمـشي عـلـى درب
الـفـلاح
إنّــــه أنــــتَ الـــذي تـصـنـع
مـــن غــــدكَ الآتـــي شــقـاءً أو
صـــلاح
فـتـعـلّـم أيُّــهــا الــقـلـبُ ..
فــكـم ضــــاع عــمــرٌ وتــهـاوتْ
اُمـنـيـات
فـتـمـسّـك بـالـتـقى فـــي
عــزمـة فـهو فـي الـدنيا وفي الاُخرى
النجاة
كـيف تُـغري الـنفسَ أوحـالُ
الـهوى كــيـف تـسـعـى بـجـنـون
لـلـفـساد
كـيـف لا تـمضي عـلى درب
الـهدی وتــــرى عــيـنُـكَ أهـــوالَ
الـمـعـاد
كــيــف لا تــسـمـع صــوتـاً
هـــادراً يملأ الحشرَ .. « قفوهم »
للحساب
يــــوم لا يُـجـديـك عـــذرٌ
طــائـشٌ ورؤى يـلـهـبـهـا عـــهــد
الــشـبـاب
تــفـتـح الــنـيـرانُ فــاهــاً
شــرهــاً نـاقـمـاً مــن نــزق الـقـلب
الـعـنيد
يــمـضـغ الــحـشـدَ جـحـيـمٌ
هــائـلٌ صارخاً في غضبٍ « هل من مزيد »
إنّـــــه يـــــومٌ عــســيـرٌ
مــرعــبٌ لــيــس فــيــه مــهـربٌ
لـلـمـذنبين
مـن مـشى في العمر أعمى
طائشاً ســوف يـلقى نـقمة الـعدل
الـمبين
إنّ مــن لــم يـضـبط الـنـفسَ
وقـد عـاش مـحموماً عـلى وحـل
الحرام
سـوف لا يـبصر فـي الاُخـرى
سوى هــــوّةٍ يـغـمـرهـا هـــولُ
الــضـرام
إنّـــه الــيـومُ الـــذي تـشـهـد
فـــي ســاحــه عــيــنٌ وســمـعٌ
وجــلـودْ
حــيـث يــغـدو كــلُّ عـضـوٍ
نـاطـقاً ويــجـيء الــنـاسُ والـكـون
شـهـود
إنّـــه الــذنـبُ الـــذي يــشـوى
بــه حــيـث يـغـدو بـصـرُ الـمـرء
حـديـد
هــو فــي دنـيـاه قــد ألـقـى
عـلـى عـيـنـه ســتـر الــهـوى فــهـو
بـلـيد
إنّ درب الــفــوز ، خــطـوٌ
مــؤمـنٌ ثــابـتٌ عــبـر الـصـراط
الـمـستقيم
لـــيــس تُــثـنـيـه رؤىً
مــحـمـومـةٌ وحــــــرابٌ وســـــرابٌ لا
يــقــيـم
ربــمـا تـثـقل فــي الـبـدء
الـخـطى ربــمـا تُــهـزمُ يـومـاً فــي
الـنـضال
فـانـفـض الــيـأس لـتـبـقى
مـبـحراً رغـم عـنف الـموج تـمضي
لـلكمال
إنّ مــــن لا يـبـصـر الـكـبـوةَ
فـــي رحـــلــةٍ تُـنـهـشـهـا نــــار
الــبــلاء
ســوف يـبـقى حـجـراً فــي
حـفـرةٍ مـلـؤها الـوحـش ولا يـرقـى
الـعـلاء
لا تـغـب فــي خــدر الـوعـي
فـلـن تـلـمـحَ الأحــلامَ فــي قـبـر
الـخـدر
إنّــمــا بــالـكـدح والــصـبـر
عــلـى كــلِّ أوجــاع الـمـدى يـأتـي
الـظفر
فــانـهـض الآن مــــن الــيـأس
ودعْ فـي الـطريق الصعبِ أوحال
الغياب
إنَّ مـــن يــرجـو خــلاصـاً
طــاهـراً أبــداً يـمـشي عـلى جـمر
الـصعاب