الخلاص
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
عليكَ اعتمادي يا مفرّج كربتي= ويا مؤنسي في وحدتي عند شدّتي
أنا عبدُكَ العاصي ، وألفُ حكايةٍ= لذنبي ، لأهوائي ، لفترة غفلتي
عصيتك في شتى الدروب ولم يزل= هوى النفس يحدو في الخضمّ سفينتي
وآمنتُ في نفسي غروراً بأنني= سأبلغ في آفاقها ظلَّ منيتي
ولم أدر أنّ المرء لو لفّه الهوي= سيهوى فلا تبدو له غير ظلمة
سيغرق في الأهواء ينسی بدفئها= بلذّتها الحمراء نورَ فضيلة
وليست مهاوي النفس جرعة ظامئ= ويُروى فتذوي فيه جذوةُ شهوة
ولكنّها كالزيت إن صُبَّ في اللظى= سيضرى ، فتعلو فيه أعظم شعلة
أغثني إلهي من ضبابي ، فإنني= أتيتُ وقد مزَّقتُ أستار غربتي
وحاربت أهوائي وأطيابها التي= ترفُّ على قلبي بأبهج نشوة
وأدركتُ من بعد المَتاهاة والسُرى= بأنّ خلاصي في ظلال عقيدتي
أتيتك يا ربّاه أطلب توبةً= نصوحاً فهل ترضى إلهي بتوبتي