توسّل بالإمام الحجة (عجّل الله تعالی فرجه الشريف)
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
من زمان بحثتُ عن سرّ ناري= وتوهّمت أنّه أوزاري
إنّ جمر الذنوب ينهشُ عمري= بنيوب الأسی کوحشٍ ضاري
وعذاب الضمير يغتال صحوي= فتغيمُ الدروبُ في مضماري
کلُّ يومٍ وللخطی کبوةٌ عمياء= تذوي بها بقايا نهاري
وتوجّهت لاهثاً خلف أهوائي= کغيري من القلوب الحجار
بيد أنّي رأيت في غفوة الأهواء= بؤسي وخيبتي وانتحاري
سيّدي قد أتيت والعمر يحيا= أبداً في خناجر الاحتضار
وتراث السنين يسکن في قلبي= شجونا تبثّها أشعاري
وسفيني مُحطّمٌ في جنون الموج= يهوي في لعنة الإعصار
فتلطّف عليَّ واکشف ظلامي= وترحّم علی دموعي الغزار
قد طويت القفار أبحث عن لمحٍ= نديٍّ تخضلُّ منه قفاري
واعتزلت الدنيا بکهفي وأبحرتُ= طويلاً في غربة الأسفار
واختبرتُ الدروس والکتب بحثاً= عن رجاءٍ لمحنتي وانتظاري
وتفرّستُ في الحجيج بيت الله= لکن لم ألف غير ستار
في طوافي في السعي في عرفات= في منی عند مشعر الأبرار
في ربوع البقيع في طيبة الطهر= وفي ظل « روضة المختار »
في الغريّين في الطفوف بسامراء= في « سهلة » الرؤی والفخار
في خراسان في ربی قم في الآفاق= في الأرض في مياه البحار
قد تغرّبت في البلاد ونقبّتُ طوي= لاً أجوب شتی الصحاري
لم أجد منيتي أأبقی ببؤسي= وظلامي بلا وميض افترار
فتلطّف بنظرة ربّما= ألمحُ في غمرة اللظی سرّ ناري
إنّ ذكراك صحوةٌ في عيون= أطفأتها عواصف الأوضار
أيقظتْ في قلوبنا رحلة الغيب= عروجاً في عالم الأسرار
عبر جدبي الطويل واحة خصب= في دجى العمر ومضة استبصار
وهنيئاً لمن يظلّ وفيّاً= ثابتَ الخطو في هدى « الانتظار »