يا لمح - في مولد الإمام المنتظر(عجّل الله تعالی فرجه الشريف)
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
عبثاً فليس الفجر يستترُ= ورؤاک يمضغ خطوها الشررُ
ومرافئ التاريخ تعرفها= کانت ، وکان الليل والسهر
أترى تشق البيد مرکبةٌ= في حين ترکل وجدها الحُفر
من أين يفترس المدی عبراً= وعلی يديک تعالت العبر
عبثاً فلا الآهات صامتةً= کلا ، ولا يترجّل القمر
إنّ الحکايا السود قد لعنت= دهراً به تتکالب الصور
يا ليل ، قد طالت مسافتها= ومشی علی تاريخها الخطر
لا تبتئس ، فاللمح قافية= قد شدّ في تلحينها الوتر
وأتيتَ من خلف العصور هوی= في خاطر العشّاق ينهمر
وفتحتُ صدراً کلّه ضرمٌ= ومسحت عيناً کلّها نظر
أنا هاهنا شوقٌ علی يده= کلّ الدروب السود تنتحر
ومشيت لا هزؤ السراب ، ولا= الأصوات تفزعني ، ولا الغِيَر
أتظلّ في سيناء لعنته= والتيه والغيلان والضجر
يا لمح هل يحنو علی شفتي= عمر يلفّ هراءه الخطر
أيظلّ يبحر في متاهته= ليقيم في أوجاعها العمر
رفقاً به فالصد ، قافلة= وهواک تحت الجمر مستتر
يا لمح إنّي راحل هرمت= فيه الخطی والبؤس ينتظر
فمتی حراب الوحش تندحر= ومتی بقايا الوجد تنتصر
يا لمح ليس القفر من شِيَمي= فلعلّ إرث الوحل يغتفر
بيني وبينک في مخاطره= جمرٌ ، أيذوي وجهه الأشر
ولقد طرقت الباب من قِدمٍ= أيظلّ يقمع صوتي الحجر
أتظلّ تجمد لعنةٌ غرقت= في بؤسها الأجيال والعصر
أيظلّ تاريخ الدمار علی= دهرٍ به الأيّام تنحدر
کلا ، فخلف الغيب بارقة= ستطلّ في عيني وتنهمر
سأشدَّ للفجر الفتيّ خطی= روحي ففيه الفوز والظفر
ستُسدُّ أفواهُ الجحيم فلا= تبدو لنيران الأسی أثر
يا رحلة التيه الطويل متی= ينهي مسافة عمرها القدر