في الإمام الجواد عليه السلام
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
إن تمادى عليك ليل العوادي= فتوجّه إلى الإمام الجواد
وتوسّل به إلى الله كي يجبر= جرح الأسى بخير ضماد
ورث العلم والإمامة طفلاً= قاد ركب الهدى بكلّ سداد
إنّها حكمة الإله فقد أوحى= لعيسى المسيح في الميلاد
فاستهان العدى وراموا اختباراً= لقوى علمه على الأشهاد
رجعوا خائبين ، لكنّها الأهواء= تطغى في غيِّها المتمادي
شاهدوا علمه وحشد كراماتٍ= تسامى بها على الأنداد
لم تؤثّر على ابن أكثم والمأمون= دنيا غيبيّة الإمداد
هو حبّ الدنيا وإرث ذنوبٍ= تحجب المرء عن طريق الرشاد
طاردوا بالسجون والغدر والإرهاب= ظلماً آل النبي الهادي
جمع العلم والمكارم والجود= وزهد النسّاك والعبّاد
فنهارٌ يقضيه بالهدي والبذل= وليل يمرّ بالأوراد
يرفد المؤمنين خيراً لدنياهم= ودرب الفلاح يوم المعاد
وبه تلتجي المساكين لا ترجع= منه إلا بأفضل زاد
فاستشاط النظام حقداً واُم الفضل= دسّت إليه سمّ الأعادي
خسأ الغدر فهو لا زال حيّاً= يتسامى على مدى الآباد
سيّدي أيّها الجواد لقد ضاقت= حياتي من الخطوب الشداد
كبرت ظلمتي ففي التيه لا أنظر= إلا السواد إثر السواد
سيّدي أيّها الجواد لقد جئت= بخطبي مستجدياً للجواد
فتفضّل وجُد بنظرة عطفٍ= لمرادي فأنت « باب المراد »