في الإمام الباقر عليهالسلام
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
إذا كنت في موقفٍ حائرٍ= وجرحك عاد بلا جابر
وسُدَّت بوجهك كلّ الدروب= وعُدت وحيداً بلا ناصر
فوجّه خطاك لآل الرسول= توسّل إلى الله بالباقر
سيدفع عنك صروف الزمان= لتنعم في ظلّه الناضر
إمامٌ تفجّرَ فيض العطاء= مدى الدهر من علمه الوافر
لقد بقر العلم لمّا همی= من الغيب في قلبه الطاهر
ليكتب للخلق نهج الفلاح= لدنياه والعالم الآخر
لتنهل منه جميع القلوب= أفانين من بحره الزاخر
وكل إمام له دوره= لحفظ الهدی النابض الزاهر
ليبقى أصيلاً تراث الرسول= من الزيف في الزمن الماكر
فدور الحسين ضحايا تخيف= قوى البغي بالموقف الثائر
مدى الدهر يبقى نداء الحسين= فهل للرسالة من ناصر
وأدوار بعض كراماتهم= تشدّ لها أعين الناظر
ودور الإمام بحفظ الشريعة= في عالم بالهوى سادر
وهبّ وصادق آل الرسول= لنشر الهدى في المدى الغابر
وحفظ الأحاديث من زائفٍ= يُحرّف فيها ومن قاصر
وقد عبقت عبر دنيا الوحول= نسائم نشر الهدی العاطر
وقد خفّفت عاصفات المتاه= من سطوة الحاقد الزاجر
هنالك إذ أشغل الظالمين= صراعٌ علی سلطة الحاضر
طويل المناجاة في ليله= تقدّس من قائمٍ ذاكرِ
ويطرق سراً بيوت الجياع= لتُطعَم من بذله الساتر
ويكدح في الزرع حتى يعيش= كريماً على كدّه الشاكر
وينشر بين الورى علمه= ونور الهدى طاب من ناشر
وإن جاءه مكربٌ عاثرٌ= فتهمي عطاياه للعاثر
تصدّى لنشر تراث النبي= أصيلاً برغم قوى الجائر
أحاديثه الكُثر أرست لنا= دعائم مذهبنا العامر
كراماته وعباداته= حديث الجميع بلا ناكر
تشدُّ إليها قلوب العباد= لتهدى إلى نوره الباهر
وتفزع منها قوى الجائرين= وتغلي على حقدها الغادر
وراحت تخطّط كيف تصدُّ= مسيرة زحف الهدى الآسر
فدسّت له السمَّ في ظنّها= ستُسكت صوت الهدى الهادر
وقد خسأت إنّه خالدٌ= مدى الدهر في نهجه الظافر