الشعائر الحسينية
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
هلّ المحرّم فهو شهر حداد= لبس الجميع به ثياب سواد
فأحيوا المواكب والشعائر إنّها= للمجد والإسلام خير عماد
فدم الحسين وذكره أبقى الهدى= حيّاً مدى الأجيال والآباد
« أنا من حسين » فالهدى عبر المدى= بالسبط يكبر بالسنا الوقّاد
وشعائر السبط الشهيد منائر= تهدي الجميع لقمّة الأمجاد
فليخسأ الأعداء لا لن يطفأوا= نورَ الطفوف فصوتهم في واد
قل للمغفّل حين يطعن جاهلاً= بشعائر في حبّ آل الهادي
هي للهداية والولاء مدارسٌ= تدعو الخير فتوّة وجهاد
ويعيش فيها المرء خير مشاعر= روحيّة غيبيّة الأمداد
تهدي إلى خطّ الولا وتثير في= وعي القلوب خواطر الإرشاد
كم طائش قد عاد عبر ظلالها= للهدي بعد تشرّد وبعاد
ودعا « الأئمّة » في مصائبه إلى= الجزع الشجيِّ وصرخة الإنشاد
لولا مواكبها المثيرة لاحتوت= زمرَ الشباب محافلُ الإفساد
كم شارك العلماء في أجوائها= متوسّلين بها لكلّ مراد
يخشى الطغاة ضجيجَها إذ أنّها= كم خرّجت في الدهر جيلاً فاد
يمشي على درب الحسين مقاوماً= دنيا يزيد وغيّه المتمادي
تدعو إلى حبّ الحسين ونهجه= أبداً ، ورفض البغي والأوغاد
تبقى مدى الأجيال نبع هدايةٍ= وبصيرة وفتوةٍ وسداد
ويظلّ صوت الناقمين وفكرهم= بتخلّف وغباوة وعناد
فالرقص في الغرب الكفور وعريهم= في رأيهم متطوّر الأبعاد
وشعائر السبط الشهيد تخلّفٌ= والحج والإحرام إرثُ بَوادي
وتغيّرُ الأحكام فكرٌ ناهض= وثباتها رجعيّة الأجداد
ووراء هذه التُرّهات مقاصدٌ= نبعت من الأطماع والأحقاد
لولا عطاءات الشعائر ما أنبرت= لعدائها في طارف وتلاد
بهدى الخطابة والمواكب نهتدي= لتعمّ ذكرى الطفّ كلّ بلاد
والنفس تظمأ للعواطف والنُهى= فكلاهما يروي غليل الصادي
إنّ المبادىء بالعواطف والنُهى= تُغري الشعوب تشدّ كل فؤاد
ويخاطب الإسلام إحساس الورى= والعقل يدفعهم لكلّ رشاد
فلو انفردنا بالخطاب بواحدٍ= منها فلن نحظى بأي مراد