صوت الشهيد - في رثاء الإمام الحسين عليهالسلام
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
إنْ تمادى الهوي دعتكَ العصورُ= قصر القبر قد حوتكَ الصدورُ
إنَّ روح الشهيد لا تعرف الموت= سيبقى وإن طوته القبور
إنّ صوت الشهيد إن كشّر البغيُ= على خاطر الطغاة نذير
إنّ صوت الشهيد مهما مضى الدهر= فتيٌّ به الدماء تفور
قد أطلّ الأصحاب في ظلمة العصر= نجوماً يلوى بها الديجور
وثبوا للطفوف في حين لم يُصغ= لصوت الهدى الكثير الكثير
مزّقوا من عيونهم حجب الليل= فماج السنا وطاب المسير
إنّها النفس قد تجُرّ إلى الهوّة= نجماً ، فتستطاب الفجور
تتراءی بألف زيٍّ ، لكي يسقط= أعمى في وحلها وبصير
جاهَدوا النفس ، كي يقرَّ ثباتٌ= وهدىً صامدٌ ، ووعيٌ طهور
وتراموا في كربلاء أسوداً= لم يلِن عزمة الهداة المصير
وهنيئاً لمن يموت لتبقی= قيمٌ واجهت خطاها الشرور
سيّدي قد كتبتَ بالدم نهجاً= أبداً خلفه الاُباة تسير
ينذر الجائرين في كل عصرٍ= تحت صمت الرماد جمرٌ خطير
لم تثر للضلال والطيش والعرش= كما يفعل الغرير الصغير
إنّما ثرتَ كالنبوّات لله= ودينٍ يلوكه التدمير
هزَّ بالسبي والضحايا قلوباً= ماج في وعيها سباتٌ قرير
ألف طيفٍ للطفِّ يخطر في قلبي= فيحيا على خطاه السعير
ويهزّ الشعور في موجة الذكرى= إباءٌ ودمعةٌ وزفير
إنّ هذي الدموع عهدٌ مع السبط= بأنّي على خطاه أسير
يا حسين الفداء يا صرخةٌ للحقّ= دوّت فردّدتْها العصور
أنتَ علّمتنا إذا جنّ هول البغي= أن لا ينام وعيٌ غيور
ليس يسمو للخلد ذابل عزمٍ= فطريق العُلى كفاحٌ مرير
وإذا حطَّم الضلالُ لسانَ الفكر= فابرز وسيفك المشهور
لو تحدّى إمّا رَديً مؤمن الروح= وإمّا عيش كفور نضير
فانتهِل لذّة الشهادة تستيقظ= شعوبٌ فيها الشرور تمور