حلم الوجد والكدح - في مولد الإمام الحسين عليهالسلام
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
ولدتَ .. فوعدُ الحقّ بالخلد يحلمُ= وكلّ ترابٍ بالبشائر مفعمٌ
ولدتَ .. فدبّتْ في العصور خواطرٌ= سيعصف جرحٌ بالطواغيت ملهم
وعيدٌ إذا استشرى الضلالُ ، وسيطرتْ= عروشٌ على تيجانها الظلم يحكم
أتصدحُ بالوحل البغيِّ منابرٌ= وأصواتُ فرسان الهداة تُكمّم
على كلّ شبرٍ ألفُ جرحٍ مضمّخٍ= وفي كُلِّ خطوٍ وثبةٌ تتقدّم
خيول الهدى لن يُمسكَ الأمسُ زحفها= ولم يُثنها ليلٌ هناك مخيّم
وتُشهر في وجه الضياع ثباتها= فكلّ أعاصيرٍ المقابر تهزم
أتُبحر في حُمّى الغياب ، ولن تری= سوی لعنةٍ ، في غابها البؤس يضرم
متى تنتهي غيبوبة الخطو ، فالمدى= جنونٌ ، وفي أوجاعها القفرُ يحلم
وتركلُها القضبانُ من كلّ جانبٍ= وحتى متى تهوى السياط وتلثم
لقد خرجتْ لن يُمسك الأمس زحفها= وكلّ تراثٍ في المدى يتحطّم
أيمكرُ فيها الوحش ، يدفن في الهوى= رؤاها ، فهل في سكرة القبر تنعم
وهل غدُها عبر المزابلِ لاهثٌ= وهل جُرحُها للأمس والوحش سُلّم
أتصدأ كلّ الذكريات ، فلا الدما= عطاءٌ ، ولا سوحُ الشهادةِ أنجمُ
وتاريخُ خطوٍ ، لن تصدّ ثباته= وحولٌ ، سيمضي واثباً ليس يسأم
ولمّا ذوی جمر الجنون ، تساقطتْ= قلاعٌ ، بها سيف الهوی يتحكّم
أيُمسك حُلمَ الوجد والكدح عائرٌ= ويعصفُ في وعد الرسالات مُجرم
ستخسأ أصوات الدمار .. فهاهنا= صراخٌ ، إذا ما أطبق الصمت يرزم
سيخسأ وحش الغدر فالسيف رابضٌ= رهيبٌ لأظفار الطغاة يُقلّم
تحدّى اندفاق البغي عرقٌ مزمجرٌ= خبيرٌ .. بأنَّ ، البغي يوقفه الدم
فكانت حكايا الطفِّ ، في كلّ خاطرٍ= نداءٌ .. على عصف الضلال يدمدم
نذيرٌ لتيجان العروش .. فإن علتْ= فكلُّ أنينٍ بالصواعق ملغم