مـولاي لـن تـصمت تـلك
الدماءْ كيف ؟ وقد شقّت مهاوي الفناءْ
لـــن يـخـنـق الـدهـرُ
حـكـاياتها وإن تــحـدّى زحـفـها
الأشـقـياء
وإن مـضى الكفر الذي لم
يزل يـلمح فـي طيفك سيف
القضاء
يــفـور بـالـحـقد ، لـيـخفى
بــه عـن أعـين الأجـيال فـجر
الولاء
فــأنـت رغــم الـكـفر
اُنـشـودةٌ تُـفـجّـرُ الــوعـي بــنـا
والـفـداء
غـمـامـةٌ تـزحـف عـبـر
الـمـدى تـبـشّـر الـقـفـر بـعـهـد
الــرواء
أنــــت لــنــا اُنــشــودة
ثَــــرّة بـالـخير تــوري جـذوة
الـكبرياء
تـنسلّ مـن أعـماق دهـر
طـوى ضــيـاءه الـثـرّ ، ضـبـاب
الـبـلاء
تـنـسلّ كــي تـهبط فـي
أرضـنا كــفّـاً تــهـزّ الـنـائمين
الـظـماء
أنــت لـنـا عـبر الـمدى
صـرخةٌ تـفـجّـر الــوعـي بــنـا
والـفـداء
مــن أنـتَ قـل لـي إنّـني
حـائرٌ قــد أغـلق الـسرُّ دروبَ
الـذكاء
أغــرقُ فــي الـفـكر ،
ولـكـنني أعـيى ، وقد ضمّ شعوري
العياء
هـبطتَ فـي كـونٍ يـلفُّ
الـهوى أرجــاءه ، كـي يـستفيق
الـفناء
أنّی تــرامــيـتَ تــــرى
لــعـنـةً تنشر في الدرب شراك
الشقاء
كـيف استقرّت فيك روح
الهدی لـم تـفترق عـنك بـدرب
الـبقاء
قَـدّمـتَ فــي مـذبـحها كـلّ
مـا تـملك ، كـي تـحيى بذور
الرجاء
فـالـلـيل لــن تـنـسى
حـكـاياته كيف يشقّ الصمتَ ضوءُ
الدعاء
والـحـرب مــا زالــت
فـتوحاتُها تـذكر سـيفاً صـدَّ زحـفَ
الـعداء
أنـت لـنا فـي كـل شـيءٍ
صدى يـفـجّـر الــوعـيَ بــنـا
والـفـداء
لــولاكَ يــا مــولاي لـم
يـخترق مـتـاهةَ الـلـيل شـعـاعُ
الـسماء
ســرتَ مــع الـنور فـلم
يـرتفعْ لــولاكَ فـي زهـو الـليالي
لـواء
غـرقتَ في الرحلة حتى
اختفتْ فـي هـوّة الـمنفى شرورُ
الغباء
وعــنـدمـا حــطّـمـت
أحـلامـهـا وســـار لــلـه رســـولُ
الأخــاء
تـطـلّـعتْ مـــن قـبـرهـا
لـعـنةٌ تـحـلم بـالأمـس دَجـيَّ
الـفضاء
ألـقـتك لـلـموت ، لـيـحيى
لـهـا عـهـدٌ ، بـه تـمسخ وجـه
الـعلاء
هـيهات لـن تفنى ، وهل
يختفي فـكـرٌ ، تـحـدّى ثــورة
الأغـبـياء
فـأنـت رغــم الـمـوت
اُنـشودة تـفـجّـر الــوعـيَ بــنـا
والـفـداء
يـــا لـيـلةَ الـقـدر ، ويــا
نـغـمةً تـهـمي ، فـيمتدّ بـقلبي
الـصفاء
يــــا لـيـلـة الــقـدر
وأنـفـاسـنا لــم تـخـتلج إلا بـخـفق
الـدعـاء
ألـمـحُ رغـم الـبعد فـي
مـسجدٍ وجـهـاً لــه يـخـشع حـتى
الـبناء
يُـصـعَّـد الآهـــات فـــي
زفــرةٍ تـشقُّ كـالشُهب ظـلام
الـفضاء
فـي لـيلة الـقدر ، وقد
أطرقت لـله روحٌ ، وارتـمت فـي
الـبكاء
تــذوب فــي الآهــة مــن
حـبِّه قــد جـدّدت فـيها عـهودَ
الـولاء
يـشـعّ نــور الـحـق مــن
جـبهةٍ مــا عـرفـت إلا مـجـالي
الـعلاء
شُـلّـت يــدٌ تـغتال طَـود
الـهدى والـطهر والـحبّ ، وكـنز الـوفاء
فـلـيخسأ الـطاغي ، فـفي
كـفّه قــد هُــدَّ لـلإيـمان أقــوى
بـنـاء
ومـذ هـوى الـطود تـسامتْ
لـه روحٌ ، وقــد دوّى هـنـاك
الـنداء
تــريـد أن يُـطـفـأ نــور
الـهـدى هـيهات ، لـن يـخمد منه
الضياء
يـــا لـحـظـة أبــقـت
بـأعـماقنا نـزيـف جـرحٍ مـا لـه مـن
عـزاء
يــريــدنـا أن نــغــتـدي
اُمّـــــةً تـحـتضن الـديـن بـظـلّ
الــولاء
يــريـد أن نـصـمـد فــي
عـالـمٍ لـلـكفر فــي أحـشائه ألـف
داء
يـريـد أن نــروي بـنـور
الـهـدى جـيلاً تـهاوى فـي جحيم
الظماء
نـتبع صـوت الـحقّ مـهما
دجـت آفـاقـنـا ، إذ هــبّ مـنـه
الـنـداء
فـهـو لـنـا رغـم الـمدى
صـرخةٌ تـفـجّر الـوعي بـنا والـفداء
(1)
جــــــواب لأبـــيـــات بــعـثـهـا
أحــــــد الــفــضــلاء الأدبـــــاء
مـــــن الــنــجـف الأشـــــرف
يـعـاتـبه عـلـى تــرك الـشـعر :
هـجرتُ الشعرَ حين هجرتُ
دنيا يــفـوح بـاُفـقها نـشـرُ
الـقـصيدِ
فــكــلّ حـديـثـها أدبٌ
وشــعـرٌ ومــلـؤ تـرابـهـا عــبـقُ
الـخـلود
وجـئـتُ إلــى بــلاد كـنـت
فـيها غـريـبَ الـقلب والـفم
والـنشيد
بــذلـتُ بـغـربتي جُـهـداً
مـريـراً وفـي أوجـاعها ضـاعتْ
جهودي
وقــد ولّــى ربـيـعُ الـعمر
مـنّي وعـمر الـشعر مـن عمر
الورود
وهـــدّتْ جـيـلَـنا نُـــذُرٌ
أبـــادتْ مـواهـبه عـلـى قـصف
الـرعود
أحِــنُّ إلـى الـغريّ حـنينَ
صَـبّ يـعاني الـهَجر فـي قـلبٍ
عـميد
إلـى تـلك الـقباب الـصفر
فـيها ظِـلالُ الـصفو والـوصل
السعيد
وفـي وادي السلام يكون
قبري كـقـبر أبـي بـذيّاك الـصعيد
(2)
أخـــي أبـيـاتـك الـغـرّاء
وافــتْ فـعادتْ بـي إلى الماضي
البعيد
لـقـد فـزتـم بـقرب أبـي
تـرابٍ بـرغم مـخالب الـطاغي
الحقود
رزقــنــا حــبّــه دنــيـاً
ونــرجـو شـفـاعةَ حـيدر يـوم
الـورود(3)