شعراء أهل البيت عليهم السلام - دمعةٌ ذبيحةٌ

عــــدد الأبـيـات
54
عدد المشاهدات
272
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
11:12 مساءً

أهذهِ غيمةٌ أهدابُها المطرُ = أم دمعةُ العرشِ فوقَ النحرِ تنهمرُ أذلكَ الشفقُ القاني وقد ثَمُلَتْ = منْ كأسِ خمرتِهِ أحزانُهُ الكُثُرُ؟ أم ذاكَ طَرْفُ السماءِ البضِّ قد فَقَأَتْ = عينَيْهِ خُذْمُ المواضي البِيضُ والحمرُ أم هذهِ الشمسُ يهمي من محاجِرِها = دمُ الغروبِ ارتمَتْ في ضوئِهِ البُتُرُ نعمْ، هِيَ الطفُّ لمْ ترقَأْ مواجِعُها = مُذْ سالَ في العرصاتِ المنحرُ الهَمِرُ كانَ الوجودُ سديماً لا يمرُّ بهِ = برقُ الحياةِ ولا يَعْشَى بهِ بصرُ فكانَتِ الطفُّ ميلاداً لعاصفةٍ = سليلةِ الضوءِ فيها الليلُ ينطمرُ حينَ ادلهَمَّ الظَّما بالنهرِ فانبجَسَتْ = شمسٌ تدلّى على أجفانِها القَدَرُ ورقاءُ تهبطُ من أضلاعِ فاطمةٍ = نحراً أُرِيقَتْ بِهِ أوداجُ مَنْ نَحَرُوا تحدَّرَتْ مِنْ ضريحِ النورِ غُرَّتُهُ = حمراءَ منها خريرُ الشمسِ ينحدرُ في فتيةٍ من بني عدنانَ ضيغمُها = ألوى على الحتفِ لا يُبْقِي ولا يَذَرُ ما أنجَبَتْ كُثبُ البيداءِ صِنْوَهُمُ = صُلْبُ الشكيمةِ لا رَبْعَى ولا مُضَرُ تخبُّ خيلُ مَنَاياهُمْ مطهّمةً = كأنّها في البروجِ الأنْجُمُ الزُّهُرُ طوى لها الدهرُ ظهرَ السُّحْبِ أجنحةً = فرفرفَتْ بينَ أضلاعٍ لهُمْ نُسُرُ لا يأبَهُونَ إذا غصَّ المنونُ بِهِمْ = يوماً أو انتشَبَتْ أظفارُهُ الغُزُرُ تكوّر الوقتُ وارتجَّتْ حوافِرُهُ = وأجفَلَتْ زُمَرٌ تحدُو بِها زُمَرُ وقِيلَ يا أرضُ مِيدِي يا سماءُ قَعِي = ويا صهيلَ الرّدى فَلْيُقْدَحِ الشَّرَرُ دارَتْ رَحَى البَيْنِ فيهِمْ وهْيَ سادرةٌ = فأطبقَتْ ومناياها فمٌ فَغِرُ يلقونَ وجهَ البلايا السُّودِ ضاحكةً = أشفارُهُمْ ولُهَاثُ الموتِ ينزفرُ جَذْلى مباسِمُهُمْ، ذَبْلَى صوارِمُهُمْ، = عَجْلى قوادِمُهُمْ، ما هكذا بشرُ! نامَتْ جفونُ الرّدَى عنْ خفقِ ضامِرِهِمْ = فأيقظَتْها المواضي والقَنَا السُّمُرُ تصاغرَ الموتُ، جفَّ الريقُ، وانطفأت = في الطفِّ جذوتُهُ لكِنَّهُمْ عبروا بدمعِهِمْ أشعلُوا الصحراءَ واشتعلوا = رملاً تميسُ على كثبانِه العُصُرُ نصالُهُمْ خاصَمَتْ أجفانَها كَلَفاً = بالطعنةِ البِكْرِ ما افْتُضَّتْ لَهَا بُكُرُ ظُباً بغيرِ صدا، والطعنُ رَجْعُ صدى = والقلبُ لفْحُ صَدى، أورى به شمرُ لا يُغمدونَ شَبَا الهنديِّ راعفةً = إلا وأغمادُها الأوداجُ والنُّحُرُ ما سُلَّ صارمُهُمْ إلاّ ورَنَّمَهُ = ضُحَى العريكةِ مِنْ أرجازِهِمْ وَتَرُ تناهَرُوا عَنْ حياضِ الموتِ حينَ بَدَتْ = أشداقُهُ بَيْدَ أنَّ القومَ ما انتهروا سعَوا بتوقٍ كأنَّ الحتفَ غانيةٌ = فأمهَرُوها النواصي الغُرَّ وانهمروا أذابَ لفحُ الهجيرِ الصمَّ فانفلقوا = نبعاً غفَا فيهِ ثُمَّ استيقظَ النَّهَرُ النهرُ أفضى بسرٍّ لا يُباحُ بهِ = مُذْ راقصَ الماءَ في أضوائِهِ القمرُ ترقرقَ الماءُ في كفَّيْهِ والتَمَعَتْ = في عينِهِ مِنْ مرايا قلبِهِ صُوَرُ وقالَ: يا كبداً حرَّى أترشِفُ مِنْ = عذْبِ الرّواءِ وصفوُ الدهرِ معتكرُ؟ وأشربُ الماءَ ريّاناً وفي كَنَفِي = طفلٌ بوخزِ الظَّما والحرِّ يعتفرُ؟ بأيِّ عذرٍ إذا لاقيتَ فاطمةً = غداً على الحوضِ يا عباسُ تعتذرُ؟ فارفضَّ مِنْ بينِ كفَّيْهِ النَّدَى أنَفاً = والماءُ يشتاقُهُ لثمًا بهِ الوطرُ وسلْ سكينةَ هلْ أخْلَفْتُ موعدَها = والجودُ يشهدُ والكفَّانُ والنَّظَرُ يسيرُ حيثُ يسيرُ الكونُ مزدلفاً = مِنْ خلفِهِ ترجزُ الأمواهُ والشجرُ لكنَّ سهمَ القضا أظفارُهُ انتشَبَتْ = وحيثُ يدنو القضا يستسلمُ الحذرُ فأغرَزَ الدهرُ نابًا في حشاشتِهِ = وما ارعوى غيرَ أنَّ الشلوَ ينتثرُ ألوى بيمناهُ حتّى جُذَّ فاعتَصَمَتْ = يُسرَاهُ بالرايةِ الحمرا فلا تَخِرُ تشبَّثَ الماءُ بالعبّاسِ يسألُهُ = أنْ يوفيَ النذرَ لمّا حلَّتِ النُّذُرُ طوى ذراعيهِ كي ترتاحَ رايتُهُ = في صدرِهِ ورياحُ الموتِ تنتظرُ تورّدَتْ عينُهُ مِنْ نارِ حُمرَتِها = فنالَهُ من سوافي طعنِها أثرُ فاستلقَتِ الشمسُ فوقَ الأرضِ واغتسلَتْ = مِنْ ماءِ منحرِهِ واعشوشَبَ القَفِرُ فكانَ لونُ ضِياها مِنْ محاجِرِهِ = كالأرجوانِ تحنّى بالدمِ الحجرُ أفاضَ قارورةَ حمراءَ مِنْ ودجٍ = يضوعُ مسكاً عليها جرحُهُ العطرُ يا نازلينَ على أفياءِ عرصتِها = هل عندَكُمْ عَنْ حكايا قلبِهِ خَبَرُ؟ وهل أتاكُم حديثُ النحرِ مشتجراً = على السماهرِ تطفو فوقَهُ السِّوَرُ؟ للهِ مِنْ عَبْرَةٍ حَرَّى تسحُّ على = قلبي سحابةَ حزنٍ وهْيَ تمتطرُ غسلْتُ مِنْ مائِها أدرانَ ما اقترفَتْ = يداي أو شطّ بي في الغفلة العُمُرُ إنّي سألتُ بها يومَ الجَزَا مَدَداً = يميطُ عن كاهلي ما خطَّتِ الوُزُرُ عارٍ أهشُّ على وجهي بقافيةٍ = في حبِّ خيرِ الورى تُرْجَى بها السُّتُرُ خريدةً من نياطِ القلبِ نَبْعَتُها = لدى الورودِ بها يُستقطَفُ الثمرُ
Testing