يـــا عـنـدلـيبَ زمـانِـنـا
الـمـتـمثّلا غـــرِّدْ تـغـاريـدَ الـصـبـاحِ
مـؤصّـلا
هـدهِـدْ عـلـى أسـمـاعِنا
مـعزوفةً تـسـتطربُ الأشــلاءَ حـيـنَ
تـرَتّـلا
تُـحيِي لـنا مَـيْتَ الـنفوسِ
طوائعًا وتــزيـلُ أقــفـالاُ لــهـا
وسَـلاسِـلا
حـلِّـقْ عـلى أغـصانِ حـبٍّ
راسـخٍ وامـسحْ على عَيْنِ الهُدى
متفصّلا
بـلسِمْ جـراحَ الـبُعْدِ فـي
وجـدانِنا فـالـشوقُ يـأخـذُنا لـمعشوقٍ
عَـلا
خُـذْنَـا إلـى حـيثُ الـمروءةُ
والإبَـا وإبَـا الـنفوسِ مَـعَ الـشُّمُوخِ
مُمثَّلا
خُــذْنَـا إلــى مـيـدانِ عــزَّةِ
أمَّــةٍ فــيـهِ تـشـرَّبَـتِ الـبـطولةَ
والـبـلا
وبـــأحــرفٍ ذهــبــيّـةٍ
مـعـجـونـةٍ بــدمــاءِ أقــمــارٍ لــنّــا
مـتـكـتّـلا
فهناكَ مِنْ كأسِ السعادةِ
والهدى سُـقِـيَتْ نـفـوسٌ والـسـموُّ
تـكـلّلا
وتـسـابَـقُوا لـلـعـزِّ شـوقًـا
مِـنْـهُمُ كـيـمـا يـفـوزُوا بـالـنعيمِ
الأجـمَـلا
قـد ضُـرِّجُوا بـدمائِهِمْ فوقَ
الثّرى عـشـقًا إلــى دارِ الـهـدايةِ
والـوَلا
ســـارُوا إلـــى أجـداثِـهِمْ
بــإرادةٍ كـالـسائرينَ لـحـتفِهِمْ فـي
كـربلا
خـطُّوا لـهم خـطًّا وسـارُوا
خـلفَهُ فـغـدَوا نـجـومًا نـيِّرِينَ إلـى
الـملا
مَـنْ مـثلُ سـاجدةٍ قَضَتْ
مخنوقةً إلا رضـيـعَ الـطـفِّ صــارَ
مـجـدّلا
حَـرَقُوا الـخيامَ جميعَها في
ساعةٍ لــؤمًـا وحــقـدًا مِـنْـهُـمُ
مـتـأصِّـلا
مـثـلَ الـلّـئامِ بـنـي أمـيّةَ
أحـرَقُوا خـيماتِ آلِ الـمصطفى في
كربلا
وتــفــارَرُوا كـــلٌّ يــلـوذُ
بـمـلـجأٍ بعضٌ هناكَ مضى وبعضٌ في الفلا
لا يـحملونَ سـوى الـورودِ
عـلائمًا والـظـالـمونَ بــكـلِّ حـقـدٍ
حُـمِّـلا
(هـيهاتَ مـنّا الـذلُّ) درعُـهُمْ
الذي هــزُّوا بـهِ عـرشَ الـطغاةِ
فَـزُلْزِلا
و(اللهُ أكـبرُ) في الطفوفِ
تمثَّلَتْ فــي قـبـضةِ الـثـوّارِ رعــدًا
قـاتلا
وإذا اعـتدى بـالأمسِ جـيشُ
أمـيةٍ فـاليومَ هـا هُـمْ قدْ أعادُوا
المِعْوَلا
عـادُوا لـهدمِ مـساجدٍ صدَحَتْ
بِها آبــاؤنـا بـالـذكـرِ حـيـنًـا
واعـتـلـى
عــادُوا لـتـدنيسِ الـكتابِ
وحـرقِهِ عـلـنًا بــلا خــوفٍ وكـانُوا
الأجـهلا
يـا ويـلَهُمْ قـتلُوا الـكرامَ
وأجـرَمُوا فــي حــقِّ شـعـبٍ مـؤمنٍ
مُـتَبَتِّلا
أيـنَ الـملوكُ وَمَـنْ تقاسَمَ
ملكَهُمْ هـــلاّ اسـتـفـادُوا عِــبـرةً
وتـعـقُّلا
هـلاّ استساغُوا في الزمانِ
رسالةً مـكـتـوبةً بــيـنَ الـسـطـورِ
تــأوُّلا
هــلْ أدركــوُا أنَّ الـحسينَ
مـخلّدٌ ويـزيدَ عَـنْ هَذي الحياةِ قَدِ
انْجَلى
هـل أدركُـوا أنَّ الـدماءَ هِـيَ
الّتي قَـتَـلَتْ سـيوفَ الـظالمينَ
مُـؤَجَّلا
والـحقُّ فـي كـلِّ الـعصورِ
حقيقةٌ كُـتِـبَتْ كـمـا الـقرآنِ صـارَ
مُـرَتَّلا