قـد سـارَ مـعنىً عـلى سـطرٍ بـلا
قلمِ وكـــان يــقـرؤُهُ وحـــيٌ، بــدونِ
فــمِ
أسـرى بـهِ الـحُبُّ، جرحاً، من
مصائبِهِ عـلى الـفراقِ إلـى الأقـصى مِنَ
الألمِ
فـسـارَ مِـنْ مـسجدِ اللهِ الـحرامِ
إلـى ذبــحٍ ومـذبـحةٍ فــي الأشـهـرِ
الـحُـرُمِ
حـسينُ : حـاءٌ وحُـزّ الـرأسُ مـن
دُبُـرٍ وخـلـفَهُ تـرتـمي الـدّنـيا عـلـى
الـقدمِ
والـسّـينُ ســرٌّ إلـهـيٌّ وسـيـفُ
هــدًى وسـبـيُ أنــوارِهِ، ظـلـماً، مِـنَ
الـظُّلَمِ
والــيـاءُ يــومٌ يـلـوذُ الـمـؤمنونَ ،
بِــهِ يــومَ الـقيامةِ مـن عُـرْبٍ ومِـنْ
عـجَمِ
والـنّـونُ حـرفٌ لـحرفِ الـكاف تـكملهُ لـولاهُ ( كُـنْ ) لم تكنْ والكونُ لم
يَقُمِ
على الصّراطِ السّويِّ المستقيمِ مشى ولـــم يـمِـلْ خـفـقةً عـنـهُ ولــم
يَـنَـمِ
ولـــم يَــسِـرْ أشـــرًا كـــلاّ ولا
بـطـرًا ولا على الحُكْمِ يمشي بلْ على
الحِكَمِ
مـضـى ومِــنْ خـلـفِهِ الـدنـيا
بـأكـملِها تــجـثـو بـإغـوائـهـا ذلاًّ كــمـا
الــخـدمِ
لــم يـلتفِتْ أبـدًا ، فـهوَ الأَمـامُ،
إمـامٌ لــلأمــامِ، ســمـاواتٌ لـــدى
الـقـمـمِ
تـــأوي الــرّمـاحُ إلـيـهِ وهْــيَ
جـائـعةٌ لـــم تـلـقَ إلاّهُ طـعـماً طـيّـبَ
الّـلـقمِ
فـــراحَ يـطـعمُها مــن نـفـسِهِ
ســوراً قــد قـالَـها اللهُ قـبـلَ الـنّـونِ
والـقلمِ
وقــالَ لـلـدّينِ مـن نـزفي ارتـوِ
غـدقاً ومــن جـراحـي عـلـى آلامِـيَ
اسـتَقِمِ
فــصـارَ مــثـلَ جــراحٍ دونَـمـا
جـسـدٍ كــأنّـهُ قـــد غـــدا جــرحـاً مــن
الأدمِ
فــي كـربـلاءَ وحــرُّ الـشّمسِ
يـحرقُها مــاءٌ يـمـوتُ حـزيـنًا وهْـوَ جـدُّ
ظـمي
فـشـاهـدَ الـكـوثـرَ الـمـلقى
بـشـاطئهِ فــمـدَّ أمــواجَـهُ نــحـوَ الـثـرى
كـفـمِ
مـــدَّ الـحـسـينُ إلــيـهِ جــرحَـهُ
نَـهَـراً يـسقيهِ مـن جـرحِهِ حـتّى ارتـوى
بـدمِ
حــسـيـنُ لــخّــصَ آلامَ الـحـيـاةِ
بِـــهِ حــتّـى يـخـفّـفَها عــن كـامـلِ
الأمــمِ
ضـحّـى بـكـاملِهِ روحــاً عـلـى
جـسـدٍ أخًـــا وأخــتًـا وأبــنـاءً ، ذوي
الــرّحِـمِ
وحـــرّرَ الـعـبـدَ ، مـــن ذلٍّ ،
بـثـورتِـهِ وكـــانَ أمًّـــا أبًـــا لـلـيـتمِ مــن
يـتُـمِ
لــسـانُـهُ لــسـنـانِ الــحــقِّ
سـنّـنَـهـا لـتـقطعَ الـبـاطلَ الـمـوصولَ
كـالـورَمِ
وســيـفُـهُ لــــم يــكُــنْ إلاّ لـــردِّ
أذًى وكــانَ يـقـطعُ قـبـلَ الـسّـيفِ
بـالكلمِ
وكــانَ شــقَّ لـمـوسى الـبحرَ
مـذبَحَهُ وفــكَّ رقـبـةَ إسـمـاعيلَ فــي
الـقِدَمِ
ســفـيـنـةٌ جــرحُــهُ والأنــبـيـاءُ
بــهــا ارتـاحُـوا ولاذوا وذاقــوا أطـيبَ
الـنّعَمِ
أبـكـي الـحـسيَن ودمـعـاتي
تـطـهّرُني تـطـفي بـنـفسيَ وديـانًـا مــن
الـحمَمِ
تـطـفـي جـهـنّـمَ دمـعـاتي إذا
ذُرِفَــتْ عـلى الـحسينِ وتـشفيني مـن
السّقَمِ
حـبُّ الـحسينِ صـراطٌ لـيسَ
يـأخُذني إلّا إلـــى أفــضـلِ الأخـــلاقِ
والـقـيـمِ
جــراحُـهُ أنـجـمٌ فــي الـقـلبِ
لامـعـةٌ تـهدي الـمحبَّ لـهُ فـي أحـلكِ
الـظّلَمِ
فـمـبـصرٌ كـــلُّ قـلـبٍ كــانَ
يـعـشقُهُ ومـطـفَأٌ كــلُّ قـلـبٍ غـيـرِ ذا
وعَـمِـي
فــلـنْ أضـــلَّ وفـــي قـلـبـي
مـحـبّتُهُ وجـرحُـهُ حـبـلُ ربّــي وهْـوَ
مُـعْتَصَمي
قــصـدتُ مـشـهدَكَ الـزّاهـي
مـلائـكةً بــقـلـبِ جـــوعٍ إلـــى أحـبـابـهِ
نَــهِـمِ
أتـيتُ شِـعراً ، وشِـعري وهْـوَ
منكسراً أتــاكَ فــي خـجلٍ زحـفاً عـلى الـنُّظُمِ
فـاقـبلْ إمـامي مـجيئي خـاشعاً
خـجِلاً مُـرْنِي، حـبيبي، أكُنْ مِنْ أفضلِ
الخَدَمِ