كــم فــي رقـيـمِ الـصـدرِ قـلـبٌ أيّـهـا الـمظلومُ صـابرْ
يــتـرقّـبُ الــنـبـأَ الـعـظـيـمَ ويــرمِـقُ الـعـلـياءَ حــائـرْ
فـمـتـى يــجـيءُ الـوعـدُ وعــدُكَ أيّـهـا الـنـحرُ الـمُـثابر
حـطّـمتَ أصـنـامَ الـخـنوعِ بـفـأسِ نـحـرِكَ يـومَ عـاشر
وفـلـقْـتَ بــحـرَكَ لـلـشـعوبِ الـتـاهـئاتِ بـــلا مـعـابـر
مِـــنْ ثَـــمَّ أغـرقـتَ الـفـراعنةَ الـعُـتاةَ مــعَ الـعـساكر
فــاضَـتْ دِمــاكَ كـأنّـها الـطـوفانُ تُـغـرِقُ كــلَّ فـاجـر
وهـشـيمُ صــدرِكَ كـالشُّواظِ يـهيجُ مـن تـحتِ الـحوافر
كِـسَـفـاً فـتـحـرقُ كــلَّ عــرشٍ لـلـضلالِ وكــلَّ جـائـر
وقـــذىً بـأعـيـنِ عـاشـقـيكَ لـهـيـبُهُ يُـدمـي الـمـحاجر
ويــــدكُّ أركـــانَ الـضـلالـةِ والـنـحـورُ هـــي الـذخـائـر
رقـــدَتْ بــأجـداثِ الـصـدورِ ضـمـائرٌ وغـفَـتْ سـرائـر
وصـــراخُ طـفـلِـكَ صُــورُ إسـرافـيلَ يـخـترقُ الـمـقابر
وجــــراحُ جــسـمِـكَ ســيَــدي لـلـخـلقِ آلافُ الـمـنـابر
والـخـنـصرُ الـمـبـتورُ مـئـذنـةٌ تـــؤذّنُ فـــي الـخـنـاصر
فـيـهـا بـــلالُ الـخـاتـمِ الـمـنـهوبِ أذّنَ فــي الـضـمائر
ونـــداءُ (حـــيَّ عــلـى الـحـسينِ) بـهـا تُـلـبّيهِ الـمـناحر
(لـبـيّكَ) كــانَ جـوابُـها يــا سـائـلاً (هـل مـن مـناصِرْ؟)
جــاءتْ لـمـضَجِعِكَ الـحـشودُ مــن الـبوادي والـحواضر
مـــن كــلِّ فــجٍّ يـنـسِلونَ مُـشـاتُهُم وعـلـى الـضّـوامر
حـيـثُ الـرمـاحُ تـسـابَقَتْ نـهـشاً لـجسمِك وهـو عـافر
وتـخـاصَمَتْ فـي الـنهشِ عِـسلانُ الـصّماصمِ والـخناجر
قــامَــتْ هــنـالِـكَ كــعـبـةٌ يـهـفـو إلـيـهـا كـــلُّ زائـــر
وبـهـا الـمـقامُ بـهـا الـحـطيمُ وزمــزمٌ وبـهـا الـمشاعر
وأكــــفُّ عــبــاسِ الـقـطـيـعةُ تـعـتـلـي فـيـهـا مـنـائـر
وبــهـا الـرضـيـعُ هــو الـذبـيحُ وزيـنـبُ الـحـوراءُ هـاجِـرْ
أصـبـحتَ مـلـحمةَ الإبــاءِ وصِــرتَ قـامـوسَ الـمـفاخر
وغـــدوتَ مـيـنـاءَ الـكـرامـةِ مُـبْـحِـرٌ لـــكَ كـــلُّ ثــائـر
أفـظنَّ مَـنْ سـاقَ الـجحافلَ وهـي مـن نـسلِ الـعواهر
مــن بـعـدِ قـتـلِكَ لــن يـكـونَ إلـيـكَ مُـدَّكِـرٍ وذاكــر؟!
هـــذي حـسـابـاتُ الـحـقولِ فـمـا حـسـاباتُ الـبـيادر؟
دارَتْ بـمـقـتَـلِكَ الـعـظـيـمِ عــلـى أعــاديـكَ الــدوائـر
قـــد فـــارَ تــنّـورُ الـدمـاءِ عـلـى الـقـياصرِ والأكـاسـر
والأرضُ مــاجَـتْ والـسـمـاءُ دَوَتْ بـصـيـحاتِ الـحـناجر
جــاءَ الـوعـيدُ وصــاحَ جِـبـريلُ الـمناحرِ فـي الـمحاشر
تــبّــتْ يــــدا كـــلِّ الـعـتـاةِ وكـــلِّ طــاغـوتٍ وغـــادر
ولّــــى زمــــانُ الــــذلِّ وانـطـفـأَتْ قـنـاديـلُ الـتـآمـر
وشعوبُ هذي الأرضِ صاحَتْ: سيدّي (هل من مُناصِر؟)
مـــا مـــن زمـــانٍ كــانَ فـيـهِ يـزيـدُ إلا كـنـتَ حـاضـرْ
وحُـسـيـنُ هـــذا الــدهـرِ مــهـديٌّ سـيـبـزُغُ بـالـبـشائر
قــد غــابَ عــن بـصرِ الـورى ويـراهُ أصـحابُ الـبصائر
فـمـتـى نـــراهُ ورايـــةَ الـمـخـتارِ فــي الآفــاقِ نـاشـر
ومـتـى نــراهُ وذا الـفـقارِ بـوجـهِ أهــلِ الـبـغيِ شـاهـر
ومــتـى نـــراهُ إلــى فـلـسطينَ الـحـبيبةِ وهــو سـائـر
ومــتـى سـيـأخـذُ ثـــارَ آلِ مـحـمـدٍ مـــن كـــلِّ فـاجـر
وعـــدُ الـحـسـينِ ووعـــدُهُ دَيْـــنٌ سـتُـوفِـيهِ الـمـنـاحر