شعراء أهل البيت عليهم السلام - توضّأَ الشعرُ

عــــدد الأبـيـات
84
عدد المشاهدات
219
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:02 مساءً

توضَّأ الشعرُ حُزْناً والهوى رَكَعَا = فَرْضاً لمنْ فوقَ أكتافِ السَّما رُفعا فَرْضاً لمنْ عندَ محرابِ الطُّفُوفِ هَوَىْ = بمسجدِ الخلدِ لمَّا في الثّرى طُبِعا فَرْضاً لمنْ لا يزالُ الوقتُ يَلْطِمُهُ = وَجْداً وكَفَّاهُ في محرابِهِ انصَفَعا توضَّأ الشعرُ دَمّاً مُذْ مَضَيْتُ بهِ = ففي خُطَى كربلاءَ الجرحُ قد نَبَعا أتيتُ مَثْوَاكَ والأملاكُ عاكفةٌ = يا أنتَ يا مَنْ بكفِّ اللهِ قد هَجَعا مَصَارِعُ الوَقْتِ سالتْ فوقَ ذاكرتي = وفي قصاصاتيَ الماضي مَشَى هَلَعا ما صُغْتُ ذكراكَ نَصَّاً في مُدَوَّنَتي = إلا بحرفٍ مِنَ الأحشاءِ قد نُزِعا ما جئتُ مرساكَ شعراً فوقَ قافيتي = إلا وبحرُ المعاني امتدَّ وارتفعا مآتمُ الحبِّ غرقى في مُفَكِّرَتي = أنا ومرساكَ نُحْيِيْكَ العَزَاءَ مَعَا دَمُ الحكاياتِ في أشلاءِ محبرتي = حَرْفٌ صريعٌ مِنَ الأفكارِ قد وَقَعا أتيتُ والحزنُ يُمْلي كُلَّ أمتعتي = أتيتُ والحرفُ فوقَ السطرِ قد دَمَعا أتيتُ والثغرُ يحبو فوقَ أسْئِلَتي = عَنِ الفراتِ الذي عِنْ مائِهِ مُنِعا أتيتُ رَسْماً حَزِيْناً في مُخَيِّلَتي = وفيهِ طِفْلٌ قميصَ السَّعْدِ قد خَلَعا أتيتُ سِرْباً مِنَ الأحزانِ تَحْمِلُني = على الحنايا على الأرزاءِ مُنفَجِعا ومهرُ حرفي على ذكراكَ يُسْرِعُ بي = مِنَ المعالي إلى الكرّاسِ مُنْدفعا لجسمِ فصحايَ قد فَصَّلْتُ أجنحةً = لقطفِ إشراقِكَ الحرِّ الذي طَلَعا ماضٍ بجرحَيكَ والأزمانُ نازفةٌ = والوقتُ مُسْتَشْهِدٌ والخلدُ قد صُرِعا ماضٍ بحُزْنَيْكَ والأيامُ قافلةٌ = مِنَ الحكايا عليها الوجدُ قد صَدَعا يَحِيْكُ ثَوْبَ التَّغَنِّي نَزْفُ حُنْجُرَةٍ = وصوتُ نايٍ على نوتاتِهِ خَضَعا ذكراكَ قد حَرَّكَتْ كُلَّ الوجودِ وقدْ = ألهمتَ كُلَّ الوجودِ الحُزْنَ والفَزَعا وكربلاءُ المرايا في الجهاتِ بَدَتْ = على انعكاسِ الرّؤى رَفْضَيْنِ قد لَمَعا وتلكَ (هيهاتُ) يُمْلِيْهَا الصَّدَى نُسَخاً = فلم يَلُحْ مَشْرِقٌ في الأرضِ ما سَمِعا فَرَعْتَ فصحاكَ لا فُصْحَى تطارِحُها = وهل يُجَارى فمٌ للغيبِ قد ضَرَعا؟! ومَنْطِقُ الوحيِ مُذْ جبريلُ أودَعَهُ = ما بينَ حرفَيكَ مَسَّ الثغرَ فانفرعا كُلُّ العباراتِ غيرُ ال (طَّفِّ) صامِتَةٌ = حرفانِ لكنّما للعرشِ قد قَرَعا! حرفانِ (قوسانِ) في هذا المدى اختصرا = كُلَّ المجالاتِ لمَّا للمدى اْخْتَرعا حرفانِ لُغْزَانِ في سِرِّ اللغاتِ هما = خَتْمُ المجازاتِ في المعنى الذي وَسِعا حرفانِ، بحرانِ، (طوفانانِ) قد جمعاْ = وَحْيَ الرِّسَالاتِ في المدِّ الذي صَنَعا حرفانِ فرقانُ هَدْيٍ في الدجى فَرَقَا = مَنْ كانَ في اللهِ أو في ذاتِهِ طَمِعا حرفانِ أو ضِفَّتا نهرٍ جرى بهما ال = مَاضِي لمستقبلٍ بالنورِ قد دَفَعا فَضَّا الأساطيرَ بالفُرْقَانِ فانْقَشَعَتْ = بقبةٍ نورُها قد قَوَّمَ البِدَعا إشعاعُها صافحَ الأنحاءَ فاسْتَبَقَتْ = بابَ الأعالي تقذُّ المجدَ فانفَرَعا وامتدَّ مِنْ كربلاءَ الجرحُ أوسمةً = مِنَ الأضاحي صِرَاطَ اللهِ قد شَرَعا مدادُكَ الصَّبُّ ما زالتْ خرائِطُهُ = كأنّما الرسْمُ كانَ الأمسَ قد بَرَعا بريشةٍ حُرَّةٍ حمراءَ دامِيَةٍ = طريقَ فتحٍ إلى الرحمنِ قد وَضَعا ذكراكَ قد مُوْسِقَتْ في كُلِّ ناحيةٍ = ورجعُ أصدائِها لليومِ ما رَجَعا وكربلاءٌ بثغرِ الخُلْدِ يُنْشِدُها = لسانُ هَدْيٍ عَلا الأكوانَ واندَلَعا ومِنْ قديمِ الحكايا جئتَ تحتملُ ال = كُثْبَانَ والجرحُ في طيَّاتِها سَجَعا هناكَ والشِّرْعَةُ الثَّكْلَى، وقد دَفَقَتْ = دماءُ مَنْ في عيونِ اللهِ قد وُضِعا هناكَ وارتَجَّتِ الأشياءُ قاطبةً = لخيرِ مَنْ قامَ فرضاً خاشعاً وَدَعَا هناكَ واستسلمَ المعنى على لغةٍ = لا كاللغاتِ التي في عُمْقِها خُدِعَا على نهاياتِها الأزمانُ عاكفةٌ = ومِنْ بداياتِها التاريخُ قد شَبِعا يا عابرَ الوقتِ يُجْرِي الأمسَ في غَدِهِ = ولم يزلْ عندَهُ التَّوْقِيْتُ ممتَنِعا إلى مراسيكَ حَجَّتْ ألفُ عازِفَةٍ = بنوتةٍ نامَ فيها الخلدُ واضْطَّجَعا يا مُعْجَمَ الجُرْحِ يا جِسْماً يُؤَرِّخُهُ = طَعْناً ونزفاً وقلباً يَكْتُمُ الوَجَعا على قوافيكَ ألحانٌ مُرَوِّعَةٌ = ومثلُها النايُ في الألحانِ ما سَمِعا! على حَكَايَاكَ حاناتٌ مُضَرَّجَةٌ = ومثلُكَ الكأسُ في الأحزانِ ما جَرَعا! على نواحيكَ صفحاتٌ ممزقةٌ = وبحرُ جُرْحٍ على الأجسادِ قد طُبِعا قمْ للملايينِ واهْزُزْ أَعْيُناً جَمَعَتْ = بحراً مِنَ الدمعِ لولا كنتَ ما جُمِعا! يا مُبْحِراً فوقَ أمواجِ السَّمَاءِ هُدَىً = نظيرُهُ قَلَّ إذ كُلَّ المدى نَفَعا سَقَيْتَ مِنْ قُدْسِكَ المسفُوْكِ أُضْحِيَةً = وسَيْلُ أقداسِها للكونِ قد نَقَعا لتزْرَعَ الفجرَ حَقْلاً فوقَ تُرْبَتِهِ = تَدَلَّتِ الشَّمْسُ إشراقاً وقد سَطَعا يا مَقْدِساً عندَكَ الآياتُ قد عَكَسَتْ = تأوِيْلَها زُخْرُفاً في الأفقِ قد لَمَعا فلم تزلْ أعينُ الأزمانِ تَقْرَؤُهُ = ومأتمُ الوقتِ في تِكْرَارِهِ فُجِعا رثاؤُكَ الخلدُ كم تبكي نوائحُهُ = على زمانٍ لهُ التاريخِ قد فَزِعا على زمانٍ عيونُ الغيبِ تندبُهُ = وكُلُّ شيءٍ لدَمْعِ الغيبِ قد خَشَعا! حسينُ والشعرُ يبكي في حكايَتِهِ = معنىً وحرفاً على أوراقِهِ انصدعا مآذنُ الغيبِ قد مَالَتْ لقبَّتِهِ = ما منظرُ العرشِ لمَّا عندَهُ جَزِعا؟! كُلُّ الرسالاتِ قد سالَتْ بِحَضْرَتِهِ = لمَّا على أحرفِ القرآنِ قد صُرِعا والوحيُ فوقَ السماءِ امتدَّ مَحْبَرَةً = صُبَّتْ على الأفقِ لمّا رأسُهُ قُطِعا تحمَّرَ الغيبُ مِنْ مِيزابِ مَحْجَرِهِ = وكلُّ حرفٍ بنقشِ العَرْشِ قد طُبِعا كأنَّ سَقْفَ السماواتِ التي ارتفعَتْ = قد صارَ في الأرضِ ترباً حينَما وَقَعا وكُلُّ جُرْحٍ نبيٌ مِنْ جوارِحِهِ = وكُلُّ سَهْمٍ لجسمِ الدِّيْنِ قد فَقَعا لهُ بكَتْ كُلُّ عينٍ في السماءِ دماً = وثغرُ جبريلَ بالآهاتِ قد صَدَعا تزلزلَ الكونُ في أبناءِ فاطمةٍ = وكلُّ قدسٍ مِنَ الأقداسِ قد صُدِعا أيُقتلُ ابنُ النبيِّ المصطفى ظَمِئاً = وهْوَ الذي قد سَقَى القرآنَ فانتقعا؟! أيترَكُ السبطُ عارٍ دونَ أغطيةٍ = وهْوَ الرداءُ الذي كُلَّ السَّما جَمَعا؟! رَمَى بكفَّيهِ بحرَ الدَّمِّ في شَفَقٍ = ومدَّتِ الطفُّ مَرْسَاها الذي ارتفعا وبالجراحِ التي افْتَضُوا بها دَمَهُ = لرقعةِ الوحيِ لمَّا مُزِّقَتْ رَقَعا وماجَ دربٌ على الأوراقِ في فلكٍ = بأبجدياتِ عِزٍّ للعُلا وَسِعا وإصبعُ الضوءِ ما جفَّتْ مشارِقُهُ = لمَّا مِنَ الشمسِ في إشعاعِها نُزِعا نما نخيلٌ مِنَ التاريخِ مؤتلقٌ = في كلِّ جرحٍ على جنبَيْهِ قد زُرِعا هنالكَ اللهُ أوحى للهُدَىْ فَجَرَىْ = مِنْ بينِ رجليهِ يسقي المشرقينِ معا هنالكَ القبةُ النوراءُ قد طَلَعَتْ = مِنْ بُرْعُمِ الغيبِ وِتْراً للورى شَفَعا هناكَ والدربُ ماضٍ في متاهَتِهِ = بَدَى على الأفقِ ما يُنْجِيْهِ فاتَّبَعا تَكَلَّمَ الجرحُ في ذكراكَ واعيةً = ترتدُّ مِنْ كُلِّ حرفٍ قد بكى ونعى غزلتُ شعري على مَثْوَاكَ أشرعةً = فهاجَ بي معجمُ الأمواجِ مُرْتَفِعا وصُغْتُ منكَ المدى دَرْباً وأروقةً = ولم أزلْ في مداكَ الحرِّ مُطَّلِعا قطفْتُ مِنْ تربِكَ المحمرِّ قافيةً = فحلَّ في خاطري مَثْوَاكَ وانطَبَعا وكربلاءُ القصيداتِ ارْتَدَتْ قلمي = فأشرقَ الشعرُ حتى غَيْرُهُ انْقَشَعا بغيرِ مِيْنَائِكَ الأشعارُ هالكةٌ = ودونَ مَرْسَاكَ حبلُ الفُلْكِ قد قُطِعا بغيرِ مثواكَ لا يلقى الضلالُ هدىً = ودونَهُ كلَّ ركنٍ واثقٍ قُلِعا تنزَّلَ الرُّوْحُ في مسراكَ أضرحةً = والقدسُ في كلِّ قدسٍ فيهِ قد طَمِعا فَدَعْ فؤادي يصلّي فيهِ رَكْعَتَهُ = وخذْهُ نبضاً مِنَ الأعماقِ قد فَزِعا
Testing