طرقتُ دروبَ الهوى حيثُ شدّا أصارعُ في النفسِ شوقاً ووجدا
وأنـشدُ في الروحِ معنى
الغرامِ فـما زلـتُ فـي فـهمِهِ
مستجِدّا
فـمُـذْ تـركـوني لـتـلكَ
الـقـفارِ بقلبي وصبُّوا على الرمسِ
بُعدا
وزادوا عـلى الـبعدِ صرماً
وباتَ سـفـيني يـخالجُ فـي الـهمِّ
نـدّا
وطــالـتْ لـيـالي الـبـعادِ
ولـمّـا يـبادرْ صـدى الفجرِ للبحرِ
عودا
طـفقتُ أسـافرُ فـي
الظاعنينَ والــروحُ تـضـرمُ جــزراً
ومــدّا
أنــقّـبُ فـــي بــائـداتِ
الـبـلادِ وأمـخـرُ غــوراً وأحـفـرُ
صـلـدا
حـنـانيكَ عُـدْ يـا سـفينَ
الـنجاةِ وزيـــنَ الأزاهـــرِ أمّـــاً
وجـــدّا
أراكَ تـحـلِّـقُ بــيـنَ
الـمـشاعرِ تــنـثـرُ حــبّـاً وتـنـشـرُ
ســعـدا
وحـتّـى أراكَ بـحضنِ
الـرسولِ يـداعـبُ مـنـكَ شـفـاهاً
وخــدّا
وتـحـبو فـتـكبو فـتـحنو
الـبتولُ فـــداكَ بــنـيَّ ســلامـاً
وبــردا
ويـجـثـو عــلـيٌّ ومَـــنْ
كـعـليّ إذا امـتلأَتْ ساحةُ الحربِ
أسدا
إذا أدَّ مــــــــدَّ وإنْ نـــــــدَّ
ردَّ وإن جـــدَّ هــدَّ وإن شــدَّ
قــدّا
رأيــتُ حـسـيناً وحـولَ
الـغمامِ نـــورٌ وحـــورٌ تـجـلـبَبْنَ
رنـــدا
وكــانــوا بـسـيِّـدِهِمْ
يـرفـلـونَ وكـنـتُ عـلـى لـحنِ ذلـكَ
أهـدا
يـسيرُ ومـن خـلفِهْ
الـمحصناتُ وقـدّامَـهُ الـمـوتُ يـعزفُ
كـودا
وفـي ظـلِّ عـرشِ الإلهِ
الأمينُ يـهـزُّ لــهُ فـي الـجناحينِ
مـهدا
فـمـا لــكَ تـمضي لأرضٍ
فـلاةٍ ومــنـكَ الـجِـنـان تـزيَّـنَّ
رفــدا
بـنفحِ نـسيمِكَ جُـبْتُ
الـسواقيَ أقـطـفُ عـزمـاً وعـطفاً
وقـندا
وتـحـتَ جـنـاحِكَ بـينَ
الـحمائمِ أرفـــعُ رأســـاً تــوسَّـدَ
جــهـدا
أسـافـرُ والـطـيرُ فـيكَ
ونـشدو ونـجـني بــدفءِ فــؤادِكَ
خـلدا
فــيـا فـلـكاً دارَ فـيـهِ
الـحـبيبُ وحـارَ الـلبيبُ ومـا حـازَ
قـصدا
كــأنّـكَ إذ تـسـتـقلُّ
الـطـريـقَ تـرسـمُ لـلـحقِّ صـرحـاً
ومـجدا
شـهـابٌ يـذوبُ عـلى
الـنافلاتِ لـيجعلَ فـي لاحـبِ الـليلِ
عهدا
ويــرفـعُ عـنّـا غـشـاءَ
الـضـلالةِ كـيـما نـتـوقُ إلــى اللهِ
رشــدا
غـــــدوتُ بـــآلائِــهِ
والـمـحـيّـا أطـوفُ عـلى لـوحةِ النورِ
عبدا
أكــبِّــرُ أمــنــاً وأقـــرأُ
زهـــداً وأركــعُ شـكـراً وأسـجـدُ
حـمدا
فـما لـكَ تـمضي وتأبى
الرجوعِ جـعـلتَ عـلـيكَ الأمـاقيَّ
رُمـدا
كـأنّـكَ تــدري بــأنَّ
الـوحـوشَ سـتنزو عـلى الـعهدِ نصلاً
وحدّا
أكـبُّـوا الـدهـاقَ وأبـدوا
الـنفاقَ وردُّوا عــهـودَ الـنـبـيّينَ
جـحـدا
فـصبرَكَ إنّـي أطـلتُ
الـوقوفَ بـربْعِكَ فـالطُفْ بـطفلِكَ
يـندى
كــأنّــي أراكَ وقــــدَ
ألـجـمَـتْ ثـغـورُ الـبـسيطةِ خـبـثاً
وجـنـدا
كـبـدرٍ أضــاءَ عـلـى
الـخافقينِ وصـــاحَ بـبـيـداءَ لـهـبـاءَ
فــردا
رضـيعي سـيشعلُ لونَ
السماءِ ويُـبـقي نـزيـفَ الـمـحبّينَ
وِردا
حـنـانيكَ هــلاّ تـركـتَ
الـتـرابَ فـقد خـلتُ خـدَّكَ لـلرملِ
ضدّا
فـشـتّانَ بـيـنَ صـفـاءِ
الـزهـورِ وإن كــانَ رمــلاً تـحـوَّلَ
جـلـدا
وشـتّـانَ بـيـنَ مُـحُولِ
الـخريفِ وبـــيــنَ ربـــيــعٍ تــفــتّـحَ
وردا
إلـهـي خـلـقتَ الـحسينَ
كـمالاً وكـنـتَ قـديـماً كـريـماً
جــواداً
جـمـالاً وعـطفاً وجـوداً
ومـجداً وعــزمـاً وحــزمـاً وفـنـاً
وقــدّا
فـإذْ لـم ألاقـيهِ والـعمرُ
يمضي فــأرجـو الأمــانـةَ أن
تـسـتـرَدَّا
فـلا الـروحُ تـسلو بـهذا
الفراقِ ولا الـقلبُ يـسطيعُ صبراً
وصدّا
فــهـلا أفــضْـتَ عــلـيَّ
سـبـيلاً لأمـضي إلـى حـيثُ ألـقاهُ
مُـدّا
تـلحّفَ بـالصمتِ تـحتَ
الـهجيرِ وفـي ظلِّهِ الصحبُ شيباً
ومُردا
أطـوفُ عـلى أنجمٍ في
الصّعيدِ أقــبِّـلُ ضـلـعاً وأجـمـعُ
شـهـدا
تـبـرّأتُ فـي حـبِّهِمْ مـن
أنـاسٍ يــصـدّونَ آيـــاً ويـدنـونَ
قــردا
ومــن عـصـبةٍ يـنصبونَ
الـدمارَ لـلـحـقِّ بـالـغدرِ قـتـلاً
وطــردا
وحـيَّـيْـتُ حــزبـاً أذاقَ
الـطـغاةَ مـــن فــتـحِ خـيـبرَ ذلاً
ورعــدا
فـشـتَّـتَ جـمـعاً وفــرّجَ
كـربـاً وحــقّـقَ نـصـراً وأنـجـزَ
وعــدا
وعـــادَ يـنـاجي إمــامَ
الـزمـانِ لـيطلقَ خـيلَ الـفتوحاتِ
جـردا
وبــاتَ يـصـلّي وتـلـكَ
الـصـلاةُ تـــرفــعُ ضـــــراً وتــنــزلُ
ودّا
صـــلاةٌ عـلـى آلِ بـيـتِ
الـنـبيِّ خــيــرٌ ثــوابــاً وخــيــرٌ
مَـــرَدّا
فـصـلُّوا عـلـيهِمْ لـتُرضُوا
الإلـهَ وتــأتُـوهُ يـــومَ الـقـيامةِ
وفــدا