شعراء أهل البيت عليهم السلام - لولاكَ فالإسلامُ فينا قتيلٌ

عــــدد الأبـيـات
56
عدد المشاهدات
189
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:46 مساءً

معَ كلِّ شمسٍ فالدماءُ تسيلُ = ومدى الزمانِ تفجّعٌ وعويلُ لا بدَّ تلقى كلُّ نفسٍ حتفَها = وإلى الترابِ ترابُها سيؤولُ تسعى بيومٍ، ثمّ يُسعَى فوقَها = كم حاملٍ وإذا بهِ المحمولُ! تُطوى حياةٌ ثمّ يُنشَرُ غيرُها = والجيلُ يُفرَشُ فوقَهُ الجيلُ نُنسَى، ونفنى جلُّنا وكأنَّنا = لم يحظَ فينا بالحياةِ فتيلُ! لكنْ حسينٌ حينَ سالَ وريدُهُ = فإذا الحياةُ إلى الوجودِ تسيلُ معْ كلِّ جُرحٍ فيهِ داوى أمّةً = إلاّ عليلَ الروحِ، فهو عليلُ فالشمسُ في وهَجِ الحسينِ شحيحةٌ! = والبحرُ في كرمِ الحسينِ بخيلُ! وتحلّلُ الأفهامُ طيلةَ أدهرٍ = هذا العطاءَ، فيعجزُ التحليلُ وتفكّرُ الأجيالُ في عليائِهِ = فإذا التفكّرُ عاجزٌ وكليلُ! تتحيّرُ الأقلامُ مهمَا سطَّرَتْ = يتحيّرُ التفسيرُ والتأويلُ! ماذا يقولُ الشِّعرُ مهما قد حكى؟! = والنثرُ ماذا بعدَهُ سيقولُ؟! دمُكَ الذي كتبَ الصحائفَ كلَّها = كلُّ المِدادِ صدىً، وأنتَ أصيلُ أنتَ السليلُ لأحمدٍ خيرِ الورى = والخيرُ، كلُّ الخيرِ، منكَ سليلُ كلَّ المنايا قد جرَعْتَ، أخفُّها = تلكَ التي كانتْ وأنتَ قتيلُ! فجرعْتَ موتَ الصحبِ تترى والألى = عطشَ الصغارِ، لهُ الجبالُ تهيلُ! ثُكلَ النساءِ، دموعَهنَّ، وإنْ بدتْ = ليستْ دموعاً، فالعيونُ محولُ! وصراخَهنَّ، وإنْ تكتّمَ في الحشا = إذْ هُنَّ خِدرٌ، جدُّهنَّ رسولُ والأكبرُ الوهّاجُ، بينَ سيوفِهم =نهْبٌ، علَتْهُ أسنّةٌ وخيولُ! والأصيَدُ العبّاسُ، ظهرُكَ مذْ سعى، =قمرُ العشيرةِ، إذْ عراهُ أُفولُ إنّ الخطوبَ، وإنْ تعاظمَ هولُها، = في جنبِ خَطْبٍ في الطفوفِ قليلُ! لمّا النبالُ تخيّرَتُ لنصالِها = أنْ ترشُقَ الإيمانَ وهو يصولُ ! وكذا السيوفُ، ولم تكُنْ مجبورةً، = إذْ أصبحتْ وخضابُها التهليلُ! ثمّ الأسنّةُ بعدَ طعنٍ للهدى = شرَعَتْ بهاماتِ الصلاةِ تجولُ! لكنَّ ما جعلَ العيونَ سحائباً = للدمعِ: زينبُ، إذْ جرى الترحيلُ! مِن بعدِ أنْ حرَقُوا الخيامَ خساسةً!= فيها على ضَغنِ الحشا تدليلُ وعَدَوْا وراءَ الطاهراتِ! كأنّهم = ما مرَّ في أسماعِهِمْ تنزيلُ! سَلَبُوا، وسَبُّوا، واستهانُوا .. بئسما = طُويتْ عليهِ من الضلالِ عقولُ! آهٍ، وأيَّ الخطْبِ أذكرُ؟! إنّهُ = في كلَّ خطْبٍ فالمُصابُ مَهولُ! أَدَمَ الرضيعِ؟ وقدْ رماهُ إلى السما = عَجَباً فلا ترميهِمُ السجّيلُ! أَفَكانَ أكرمَ مِن حسينٍ وابنِهِ = في قومِ صالحَ – ناقةٌ وفصيلُ؟! كلّا، ولكنْ حكمةٌ خَفِيَتْ، فلا = يرقى إليها العقلُ وهو كليلُ أمصابَ زينبَ؟ إذْ ترى إخوانَها = لا اللحمُ لحمٌ، لا العظامُ مُثولُ! وتروحُ تبحثُ بين قتلاها، وإذْ = كفُّ الكفيلِ، ولا هناكَ كفيلُ! أوّاهُ، ما هذا المصابُ!! قلوبُنا = لحمٌ، وهذا النّارُ والتنكيلُ! وأكادُ أزعُمُ أنّهُ مُذْ كربلا = فالغيثُ دمعٌ، والرعودُ عويلُ! وإذا تعنُّ على الخيالِ رقيّةٌ = فإذا فصولٌ للأسى وفصولُ! وإذا التفجّعُ في القلوبِ كخفقِها = وإذا التوجّعُ في الحشا تقتيلُ! أمّا بذكرٍ للعليلةِ فالنُّهَى = لتحارُ أنّ الأرضَ ليسَ تزولُ! ولذاكَ، فالسجّادُ ظلَّ سحابةً = للدمعِ جالتْ حيثُ كانَ يجولُ! ولوِ البحارُ دموعُه، بل ضعفُها = فلَصبَّها، ولقالَ: ذاكَ قليلُ!! سأقولُ للنحرِ الذي روّى الهدى: = لولاكَ فالإسلامُ فينا قتيلُ ! لولا دماؤُكَ أضرَمَتْ جمرَ الإبا= فينا، فإنّا: خانعٌ، وذليلُ ! واللهِ، لولا كربلاءُ حسينِنا = فلَما استمرَّ بثغرِنا الترتيلُ ! ولما المآذنُ كبّرَتْ مذْ يومِها! = هذا أقولُ كما الصلاةَ أقولُ تلكَ الوغى ليسَتْ تفارقُ بالَنا = يبقى لها فينا دمٌ وصهيلُ ! تبقى القَنا وكأنَّها بصدورِنا = ويظلُّ في أُذُنِ الزمانِ صليلُ ! ونسيرُ مَعْ ركبِ الإباءِ حياتَنا = لسْنَا إلى ركبِ الطُغاةِ نميلُ نبقى نسافرُ مَعْ ظعائنِ كربلا = مُقَلاً تسيلُ ولا هناكَ مَقيلُ تبقى دماءُ السبطِ تجري مُلهِماً = في كلِّ يومٍ مِن دماهُ سيولُ ! تحمي الولايةَ والولاءَ، وإنّها = إرثُ الرسولِ، وإنّها لَرسولُ ! يا ليتني كُلّي أيادٍ ترتوي = من لمسِ قبرِكَ، ليسَ عنكَ رحيلُ أو أنّني كلّي شفاهٌ، شغلُها = فوقَ الضريحِ اللثمُ والتقبيلُ أو أنّني كلّي خُطاً تسعى، وما = بحياتِها إلاّ إليكَ سبيلُ لهفي على نفسي، جفوتُكَ سيّدي = وعطاءُ نحرِكَ في الحياةِ هطولُ ! لكنْ أحبُّكَ، ليس من قلبٍ بهِ = بعضُ الشذى إلاّ إليكَ يميلُ
Testing