شعراء أهل البيت عليهم السلام - أوحى ليَ الماءُ

عــــدد الأبـيـات
35
عدد المشاهدات
2344
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:26 مساءً

من غيمةٍ في سماءِ الحبِّ قد هطلوا = موتى فموتى، وكم جادوا وما بخلوا وحينَما شاخَ وجهُ الشمسِ ما أفلوا = وأسرجوا دمَهُمْ للناسِ واشتعلوا ستائرُ الحزنِ بالأوجاعِ تنسدلُ = على شبابيكِ مَنْ بالضوءِ قد ثُكلوا أوحى ليَ الماءُ، أنّ الشمسَ ذاتَ ضحىً = كانتْ على زفراتِ الأرضِ تنجدلُ ودمعةٌ طفلةٌ شاخَتْ وما فتِئتْ = وكلّما مرَّ ذكرُ الطفِّ تنهملُ ها قد أتيتُكَ مفجوعاً .. يحاصرُني = حزني ، وتمشي على أقداميَ السبلُ معي مدامعُ قلبٍ موجعٍ، ومعي = حزنٌ غزيرٌ، وجرحٌ ليسَ يندملُ مواسمي كلُّها قحطٌ، وها أنذا = وحدي على شرفاتِ الغيمِ أبتهلُ الماءُ يرسمُ شكلَ الموتِ ملتظياً = أعدو إليهِ سريعاً .. ثم لا أصلُ ! يا سيّدي .. يا نبيَّ الماءِ .. ظامئةٌ = كلُّ الغيومٍ، وما قد مسَّها بللُ فجاء صوتٌ من المجهولِ يهتفُ _ يا = هذا _ بأنَّكَ أنتَ الوابلُ الهَطِلُ دعني أعلّقُ عيني في سمائكَ غي = مةً حسينيةً أمطارُها الخجلُ أوحى ليَ الماءُ ، أنَّ الموتَ مرَّ على = أرضٍ، فأورقَ في أنحائها الأملُ وأنّ كلَّ ظلامٍ كنتَ تحرثُهُ = ضوءاً، أراهُ صباحًا منكَ ينهدلُ بأيِّ شمسٍ أضأتَ الكونَ في زمنٍ = بهِ الدياجيرُ ضوءَ الشمسِ تنتحلُ هنا بذاكرةِ الرملِ الحزينِ دمٌ = يظلُّ بينَ سنينِ الدهرِ ينتقلُ ما زلتَ دولةَ حقٍّ تنتشي ألقاً = للثائرينَ إذا ما جارَتِ الدولُ مازلتَ تنزفُ أحلاماً وتعزفُ في = صمتِ المساءِ لحوناً ، والمدى جذلُ يا سيّدي .. كلُّ شيءٍ فيك يُبهرُني = الرأسُ والكفُّ والأخلاقُ والمُثُلُ أعدو وتتبعُني الأشواقُ، مرتدياً = حبًّا فريداً، فقلبي في الهوى ثملُ أشدو .. وأنظرُ في المرآةِ عن كثبٍ = فلا أرى غيرَ وجهٍ ملؤُهُ الوجلُ! متيمٌ بكَ حدَّ الموتِ .. ها جسدي = درعٌ، وأوردتي الأسيافُ والأسلُ فتشتُ كلَّ جراحِ الأرضِ قاطبةً = فكانَ جرحُكَ جرحاً ليسَ يُحتملُ أكنتَ تحملُهُ ورداً، وبوصلةً = للعابرينَ، وكانَ الموتُ ينذهلُ؟ أكنتَ تهزأُ بالريحِ التي عصفَتْ؟ = وكيفَ كنتَ بوجهِ الريحِ تنشتلُ؟! علّقتُ أسئلتي الحيرى على شفتي = فجاوبتْنِي بدمعِ الحسرةِ المُقلُ وشابَ رأسيَ وابْيَضَّتْ بيَ المُقلُ = وكلّما مرَّ ذكرُ الطفِّ أكتهلُ هبني قميصَكَ، إنّ الماءَ أنبأني = أني بقمصانِكَ الحمراءِ أكتحلُ وأنني والمسافاتُ التي نزفَتْ = موتاً، بأنهارِكَ الحمراءِ نغتسلُ ما أوسعَ الدربَ .. من مثواكَ نبدؤهُ = فكربلاءُ بعرشِ اللهِ تتصلُ وكربلاءُ التي كنتَ انشتلتَ بها = نخلاً، ستبقى لأمرِ اللهِ تمتثلُ فيالذي كانتِ الأحلامُ تشبهُهُ = والأمنياتُ على كفَّيهِ تبتهلُ تمرُّ بي كاخضرارِ الروحِ فوقَ فمي = كالأغنياتِ، وكم يحلو بكَ الزجلُ أشعلتُ نارَ حروفِ الشعرِ في خَلَدي = حتى تضرّمَتِ الأبياتُ والجُمَلُ وجّهتُ وجهيَ نحوَ الطفِّ قافيةً = فإنني نصفُ بيتٍ، فيكَ أكتملُ
Testing