قــامَ شـيبي يَـحيكُ ثـوبَ
شـبابي حـيـنَ قَــدَّ الإيــابُ خـيـطَ
ذهـابي
وغـــدَتْ دهـشـتي تَـلـمُّ
ضـيـاعي وهــو ذاوٍ عـلـى خَـفـيِّ
الـسرابِ
كُـلّـمـا يـغـمـرُ الــرُفـاتَ
ســـرورٌ يـغـمـرُ الــريـحَ لاعـــجُ
الاكـتـئابِ
يـعبرُ الـموتُ بينَ جسمي
وروحي فـيـسـوقُ الـتـرابَ نـحـوَ
الـتـرابِ
وتــدورُ الـحياةُ فـي فَـلَكِ
الـموتِ ويُـغـوي الـسـؤالَ زيــفُ
الـجوابِ
ويـتـيهُ الـظـلامُ فــي عَـالَمِ
الـنورِ ويَـهـوي الـصـفاءُ فــوقَ الـضـبابِ
إيـــه يــا شُـعـلةَ الـوجـودِ
تـفـانى فـــي مـعـانيكِ زيـنـبيُّ
الـشـهابِ
وأضاءَ النفوسَ في لحظةِ التكوينِ حـيـثُ الـطـريقُ داجــي الـشعابِ
حـيـنـها ســيَّـرَ الـــولاءُ
مـطـايـانا وظــــلَّ الــشـقـيُّ دونَ
ركــــابِ
و أَتَــيْــنـا الــحـيـاةَ لــمّــا
أتــيـنـا بـيـن صـنـفين : مـبـغضٍ
ومـحابِ
أنَــــاْ مِــــن زيــنـبَ الـعـقـيلةِ
آهٌ أَلْـهَـبَـتْـهـا حـــــرارةُ
الانــتــحـابِ
وهـي مـنّي فـي صـرخةٍ أنـا
فـيها عـصفُ رعـدٍ يـهزُّ عرشَ
السحابِ
و كِــلانـا أصـابَـنـا مــرضُ
الـدمـعِ وعِــشْـنـا بــســاربِ
الإشــحــابِ
يـأكـلُ الـشوقُ مـهجتي ، و
يُـبقّي لـلأسى فـي حـشايَ بعض
شرابِ
أيّــهـا الــزائـرونَ قــبـرَ
حـسـيـنٍ اقـــرؤا عــنـدَهُ كــتـابَ عـتـابي
:
مــن يـواسـي الـنساءَ بـعدَ رجـالٍ تَـركـوهـنَّ فـــي أشـــدِّ
عــذابِ؟
مــن يـواسـي الـصـغارَ بـعدَ
كـبارٍ حـــلَّ فـيـهمْ مُـفـرِّقُ الأحـبـابِ
؟
كــربــلاءَ الــدمـوعِ ، إنَّ
عـيـونـي تـطـلبُ الـدمـعَ مـنـكِ أيَّ
طِــلابِ
فـيـكِ صــرحٌ ل(حـائـرٍ)
مُـشمخرٍّ هــو لـلـدامعينَ عــرشُ
انـسكابِ
و(طُـــويــريــجُ) درّةٌ
وَضَــعَــتْـهـا فـوقَ صـدرِ الـدماءِ أيدي
المُصابِ
لـونُـهـا أحــمـرٌ ، و لـــونُ أسـاهـا أسـودٌ ، والأسى كسوفُ
الخضابِ
ووجـيـبُ الـرايـاتِ يـسـري
هـديلاً يــمـلأ الـرَافِـدَيـنِ فـــي
أســرابِ
يــا لِـغـدرِ الـطفوفِ فـيها
حـسينٌ حــاصَــرتْـهُ أُمـــيّــةُ
الأحـــــزابِ
طـوّقـتـه بـخـنـدقٍ مـــن جـيـوشٍ حــفــرتْـهُ مُــهــنّـداتُ
الـــذئــابِ
اَلْـهِـبِي فــي الـضـميرِ ثــورةَ
حُـرٍّ أحــمــرِ الــبـأسِ أصــيـدٍ
غـــلاّبِ
تُـمـطرُ الـحربُ عـندَهُ ،
فـسيوفٌ ورمــــاحٌ وصــافـنـاتُ
ســحــابِ
يـومَها يـرشفُ الـثرى هـاتنَ
الـدمِّ ورَشْــفُ الـدمـاءِ أشـهـى
رُضـابِ
يـا سـليلَ الـحسينِ ، يا فأسَ
دينِ اللهِ يــفــري مــنـاحـرَ
الأنــصـابِ