شعراء أهل البيت عليهم السلام - وترمّلَتْ أرضُ العراقِ

عــــدد الأبـيـات
37
عدد المشاهدات
242
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:23 مساءً

أمسِكْ بعشرِكَ يا محبُّ سماكَ = والأرضَ فلْتمسِكْ بها قدماكَ إنّ الحسينَ بكربلاءَ مُمَدّدٌ = تذروهُ أغلفةُ الرياحِ هناكَ لا تعجبَنَّ إذا الغيومُ تناثرَتْ = قِطَعاً تفشَّتْ في عيونِ دُناكَ وإذا جميعُ بني السماءِ تصارخوا = بِاسمِ الحسينِ وزَلزَلُوا مرساكَ إنّ الحسينَ مضرّجٌ ودماؤهُ = ملَكَت عيونَ الخلقِ في أرجاكَ أحُسينُ ما لَكَ في القفارِ موسّدٌ = التربُ أرضُك والحِمامُ سماكَ؟ هل ذاكَ زهدٌ في الحياةِ وشدوِها = أم أنّ فقراً مسَّ بعض خُطاكَ؟ أم هل أضلّتْكَ الحياةُ بزينةٍ = ورمتْكَ في أحضانِها برِضاكَ؟ فأتيتَ ترجو توبةً من غيِّها = حاشاكَ من تضليلِها حاشاكَ بأبي وأمّي يا حسينُ أما ترى = زُمَرَ الملائكِ تلتجي بِعزاكَ وحمامةٌ قدسيةٌ من حولِكُمْ = تنعاكَ كالثّكلى إذا تنعاكَ وهناكَ وشوشةٌ بجانبِ صخرةٍ = نملٌ يُعدّدُ ما أصابَ حِماكَ والصخرُ يلطِمُ رأسَهُ بعزائكُمْ = ويُهِلُّ دمعاً أحمراً بِثَراكَ والتُربُ حولَكَ ثائرٌ متطايرٌ = حُزناً عليكَ يزلزلُ الأفلاكَ أحُسينُ ما لَكَ لا تجيبُ مسائلي = ومتى ستنوي أن تقومَ بذاكَ؟ فلقد مللتُ من السؤالِ وأنتَ في = بعضِ البقاعِ ملازمٌ مثواكَ قد ضقتُ ذرعاً من سكوتِكَ سيدي = هلاّ أجبتَ فديتُ كُلَّ خُطاكَ هل في سؤالي علّةٌ أم هل تُرى = لا أستحِقُّ إجابةً للِقاكَ؟ أم هل أصابتْكَ الحياةُ بعلّةٍ = فنهتكَ عن نطقٍ بما لاقاكَ؟ أم أنتَ في هذي القفارِ موسّدٌ = لعظيمِ خَطبٍ حلَّ في أعضاكَ؟ هل يا تُرى قُطِعت يمينُكَ أم تُرى = هم قد أجازوا القطعَ في يُسراكَ؟ أم هل أصابَ السهمُ قلبَكَ أم تُرى = قلبَ الوديعةِ شجَّ حينَ أتاكَ؟ أم هل تربّعَ فوقَ صدرِكَ سيدي = شَمِرٌ وأجرى بالظُّباةِ دِماكَ؟ هل قُطّعَتْ (يس) أم هي (هلْ أتى) = أم كوثرُ القرآنِ أم وَدَجاكَ؟ أم هل تصارخَتِ النساء ولُذنَ بال = بيداءِ والنيرانِ أم بِثَراكَ؟ آهٍ أمِ الدارُ التي حضنَتْكَ قد = قتلتكَ غدراً وارتوَتْ بدِماكَ؟ ورماكَ ذا الدهرُ الخؤونُ بسهمِهِ = فأصابَ وجهَ اللهِ حينَ رماكَ؟ يا أيُّها الجسدُ المُرمّلُ أفتِني = فُتَّتْ ضلوعي من طويلِ جَفاكَ أم هل صحيحٌ أنّ رأسَكَ راحِلٌ = فوقَ السنانِ ويقتفيهِ سناكَ؟ ولأجلِ ذلكَ لم تجِدْ للمُرهَفا = تِ منارةً تهدي الورى بهُداكَ فأنا عهِدتُكَ مُكرِماً ومُكرَّماً = والهجرُ والإذلالُ من أعداكَ آهٍ وآهٍ منكَ يا دهرُ ارتقِبْ = خسفاً من الباري الذي سوّاكَ آذيتَ يا شرَّ الدوابِ شريعةَ ال = إسلامِ ويلٌ لِلّذي يهواكَ فاكلأْ من النيرانِ غُصنَ مهانةٍ = والبَسْ بقعرِ جهنَّمَ الأشواكَ يا راهِبَ الأزمانِ قفْ لي لحظةً = إني أتيتُكَ والفؤادُ حواكَ لا تذهبَنَّ فقد لبِستُ عزائمي = وحملتُ سيفي في سبيلِ فِداكَ تفديكَ طيبةُ والعراقُ وقريتي = والعرشُ حتى العرشُ من قتلاكَ
Testing