مــا زلــتَ تـرتشفُ الـخلودَ
مـذاقا لــتـعـطِّـرَ الأنـــفــاسَ
والآفـــاقــا
مــا زلــتَ تـبـعثُ كـربـلاءَكَ
بـيـنَنا تـسـتـنـهضُ الــعـقـلاءَ
والــحـذّاقـا
مـــا زالَ مـنـبرُكَ الـجـلالةُ
طـبـعُهُ يُـحـيِي الـنـفوسَ ويـلـهمُ
الـعُشّاقا
مــا زالَ نـهـجُكَ لـلـبسالةِ
مـحـورًا خــطَّ الـشـموخَ وحـطّـمَ
الأطـواقا
فـيـكَ انـطوى سـرُّ الـحياةِ
بـأسرِهِ فـبـنَيْتَ مِــنْ حـمـمِ الـدّماءِ
رِواقـا
مـنكَ اسـتمدَّ الـفكرُ مـطلعَ
فـجرِهِ لـتـهـيلَ فـــي وجـنـاتِـهِ
الإشـراقـا
أحـيَـيْـتَ أفــئـدةَ الأنـــامِ
بـقـطرةٍ حــمـراءَ تــعـرجُ لـلـسـماءِ بــراقـا
ســطّـرْتَ مـلـحـمةَ الإبــاءِ
بـهـيبةٍ كـشـفَتْ لـنَـا الـتـزويرَ
والـمصداقا
يـــا أنــتَ يــا لـغـزًا تـحـارُ
بـكـنهِهِ الأذهـــانُ يــا وهــجَ الـسّـنا
بـرّاقـا
ذكـــراكَ عــطـرٌ لا يُــمَـلُّ
أريـجُـهُ قــد طــافَ حـولـي مـجمرًا
عـبّاقا
لــكَ يــا أبــا الأحـرارِ تـاجُ
قـداسةٍ هـــزَّ الـعـروشَ ونـكَّـسَ
الأعـنـاقا
لـكَ فـي الـقلوبِ حرارةٌ لا
تنطفي أبــــدًا تـثـيـرُ الــوجْـدَ
والإشـفـاقـا
قـدَّسْتُ سـرَّكَ أيُّـها الـمعنَى
الذي قــهـرَ الــجـراحَ ونـــوَّرَ
الأعـمـاقـا
أنــا كـربـلائيُّ الـعـقائدِ فــي
دمـي يــجـري الـفـراتُ يـوقِّـعُ
الـمـيثاقا
أنــا بـالـخيالِ أتـيتُ قـبرَكَ
سـاهمًا قــلـقًـا يـقـلِّـبُـنِي الــهـوى
تــوّاقـا
أنـــا مـــن جـبـينِكَ شـعـلةٌ بـرّاقـةٌ تــســتـلـهـمُ الآدابَ
والأخــــلاقـــا
خُـذْنِـي إلـيكَ مـعَ الـكواكبِ
كـوكبًا مـتـضـمِّخًا مـــا زالَ فـيـكَ
مُـراقـا
مـا مـلَّ قـلبي مِـنْ عـناقِكَ
لـحظةً يـــا غـامـرًا مُـهَـجَ الـكـرامِ
عـنـاقا
يــا ظـامـئًا يـجـري الـفراتُ
بـكفِّهِ عـجـبًا سُـقِـيتَ مِـنَ الـنّجِيعِ
دِهـاقا
مــاذا جـنـيتَ مـعـاذَ ربِّــكَ
سـيّدي حـتـى يـضـيقَ بــكَ الـزمانُ
خـناقا
لا غروَ جُدْتَ بنفسِكَ العُظْمى على وجـــهِ الـصـعيدِ لـتـطبقَ
الأحـداقـا
لـما هَوَيْتَ على الثرى اسْوَدَّ
الفَضَا والـمُـلْكُ والـمـلكوتُ فـيـكَ
تـلاقى
ذاتــي بـذاتِـكَ يــا حـسينُ
تـعلَّقَتْ هــيـهـاتَ أن تـتـحـيَّـنَ
الإطــلاقــا
بـأبي وأمّـي أنـتَ يـا بنَ
المرتَضَى يـــا بــنَ الـبـتولِ فـديـتُكَ
الآمـاقـا
روحـي تـذوبُ بـذكرِ إسـمِكَ
كـلَّمَا ألـفـيتُ صـبـرَكَ شـامـخًا
عـمـلاقا
إنّـي وهـبتُكَ مـا وهـبتُ مِنَ
السَّمَا شــعـرًا خــجـولاً يـنـحني
إطـراقـا