إذا لــم أوارَ بــوادي
الـسـلام فـمنكَ الـشفاعةُ يـومَ
الـقيام
فـإنـي خـدمـتُكَ مـنـذ
الـصـبا وأُثْـمِلْتُ عـشقَكَ حـدَّ
الـغرام
وزرتُــكَ فــي قـبـرِكِ
الأبـلـجِ وعــفَّـرَ خـــدَّيَّ ذاكَ
الـمـقام
ولـم أنـسَ ما نِلت من
مُرزئٍ وحـتـى إذا غــطَّ جـفني
ونـام
فـأنتَ الـوسادُ وأنـتَ
الـسهادُ وأنــتَ الـرغـادُ وأنـتَ
الـمنام
ولا ضـيرَ قـوليَ فـيما
ابـتليت عـجـيبٌ مـصابُكَ يـبنَ
الـكرام
فمَنْ كالحسينِ قضى بالظمى تـجـرَّعَ ذبـحـاً مــذاقَ
الـحِمام
شـهيدٌ إلـى الـيومِ نـبكي
عليهِ أتـتْهُ الـشهادةُ مـن ألـفِ
عام
ذبـيـحٌ بــلا رأسِ فـوقَ
الـثرى أطـاحَتْ دماهُ عروشَ
النظام
رأيـتُـكَ فــي عـالـمٍ
بـالـخيالِ عـليكَ أحـاطَتْ جـيوشُ
اللئام
بـجسمٍ ثـخينٍ مـن
الـطاعنينَ أُعِــدَّتْ بـألـفٍ ودونَ
الـسهام
تـنادي سـقوني بـماءِ
الـمعينِ أو اسـتـعجِلوني بـمـوتٍ
زؤام
وزيــنـبُ تـنـخـاكَ مـــن
تـلـةٍ أخـي إن تـكنْ تستطيعُ
القيام
فـقمْ يـبنَ أمـي لـذَوْدِ
الحمى فـهذي الـخيولُ بوسطِ
الخيام
فـقـمْـتَ ثــلاثـاً لـنـجدِ
الـخِـبا وخـرَّيـتْ بــالآهِ فـوقِ
الـرّغام
فــجـاءَكَ شـمـرٌ
بـصـمصومِهِ وتـرجـوهُ كـشفاً لـذاكَ
الـلثام
ومـا إنْ بـدا الـوجهُ من
مقبحٍ إذا قـلتَ كـالكلبِ قـلَّ
الذمام
وكـبَّـرتَ مــذ لاحَ فـي
بـرصِهِ ونـاديتَ: طـهَ صـدقْتَ
الـكلام
فـأغضاهُ مـا قيلَ ثم
استشاطَ إلــى أن تـربَّـعَ فــوقَ
الإمـام
يــحـزُّ الــوريـدَ لـحـدِّ
الـوريـدِ وأدلـى بـرأسِهِ فـوقَ
الحسام
وعــادَ الـمـطهّمُ نـحوَ
الـخيامِ لـزينبَ يـدعو الـظُّلامَ
الـظُّلام
ورُضَّــتْ صــدورٌ بـهـا
قُـلِّدَتْ لـطهَ مِـنَ اللهِ عِـظمُ
الوسام
وزيــنــبُ أُســلِــبَ
جـلـبـابُـها وصـيـوانُها فـيـهِ نــارٌ
ضــرام
تـنادي ومـن يـستسيغُ
الـكلامَ بُـعيد الـذي فـي يـديهِ
الـزمام
فــراحَـتْ تُـنـخَّـي
بـصـرخاتهِا أبـاهـا عـلـيَّ الـهِـزَبْرَ
الـهُـمام
أبـــي لـــو تـرانـي
بـمـهزولةٍ أنـاديكَ تـرضى عـلينا
نـضام؟
فـقـمْ يــا عـلـيُّ وذرَّ
الـتـرابَ فـمـا ظــلَّ حِـلٌ لـنا أو
حـرام
وسـيقَتْ بـناتُكَ سَـوْقَ
الإمـاءِ إلــى ابــنِ زيـادٍ وثـمَّ
الـشئام
أبَـعـدَ الــذي قـيـلَ مـنّي
هـنا نـقولُ الحسينُ أرادَ الصِّدام
؟
فـمَنْ كالحسينِ علا أو سما
؟ تـغـنَّتْ دمــاهُ بـلـحنِ
الـسلام
ذبــيـحٌ بِــحـرِّ الــعـرا
بـالـفـلا عـلى صـدرِهِ كـانَ طـفلٌ
ينام
كـزيـتـونِ غـصـنٍ بــدا
نـحـرُهُ فـلـلـهِ مِـــنْ والـــدٍ أو
غــلام
كـإبـريقِ فـضَّـةِ كــانَ
الـوريدُ ويـزهـو ضـيـاءً بـجنحِ
الـظلام
فـصـبراً بـنـي فـاطـمٍ
بـالأذى لـما رامَكُمْ من كروبٍ
جسام
وفـي آخـرِ الـقولِ عندَ
الختام عـليكُمْ من اللهِ أزكى
السلام