شعراء أهل البيت عليهم السلام - عذراً

عــــدد الأبـيـات
38
عدد المشاهدات
164
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
8:33 مساءً

سأقولُ في حبِّ الحُسينِ قَصيدةً=تستَلزِمُ الإنصاتَ بالوِجدانِ ولَإنْ نَظرتَ إلى الفوارقِ بينما=سطَّرتُهُ وقصائِدُ الإخوانِ لوجدْتَ أنَّ المُفرداتِ بسيطةٌ=تُغني عن التفكيرِ والإمعانِ أنَّ الكلامَ هنا بليغٌ موجزٌ=يسّرتُهُ للحفظِ والإلقانِ عذراً أيا وطني الحبيبُ لأنَّنِي=في غربةِ الأوطانِ عشتُ زماني معَ أنَّنِي ما زلتُ بينَ شواطئٍ=أحيا وبينَ الأهلِ والجيرانِ مع أنني ما زلتُ ألقى نفْحةً=صبحيةً أجلو بها أحزاني مع أنني ما زلتُ أذكرُ فضلَكَ=يا باسِطَ الكفَّينِ بالعرفانِ قلْ للذينَ تغرَّبوا بهَواهِمُ=ثم استدرُّوا الشوقَ للأوطانِ كَذَبَ الذين تشوَّقوا لبلادِهم=كذبوا فما اشتاقوا إلى الأوطانِ كيفَ التشوّقُ والحياةُ رغيدةٌ=عندَ الفراقِ .. جميلة ُ الألوانِ؟ كيف التشوّقُ والأناسةُ لم تَغِبْ=والسَّعدُ بانَ على رؤى البَطرانِ؟ أم كيفَ يزعمُ مَنْ يعيشُ بلذةٍ=أنَّ الحياة َ كثيرة ُ الأحزان؟ دعْ عنكَ ما يشكونَهُ من غربةٍ=ومرارةٍ صَعُبَتْ على النِّسيانِ لا تفخرنَّ على البلادِ بأنَّكَ=دمعُ العيونِ وللقلوبِ مُداني لا يخدعنَّكِ يا بلادي قولُهم=فكلامُهُم زُمَرٌ مِنَ البُهتانِ آنَ الأوانُ لكي تبينَ حقيقةٌ=كانتْ بطولِ الدهرِ في الكِتمانِ عذراً أيا وطني فعقلي هائمٌ=متشوقٌ حقاً إلى الأحضانِ أحضانُ حبٍّ في الفؤاد ولم يُحِطْ=بحنانِها وعيٌ من الإنسانِ فيكادُ يقتلُني الحنينُ إلى هناكْ=وطنُ الحسينِ ومَسجدُ القرآنِ سَجَدَ الكتابُ لهُ وطافَ بأرضِهِ=وَسَعَتْ إليهِ سورةُ الرحمنِ وطنُ الحسينِ وهل هنالكَ موطنٌ=يرقى إليهِ بعزةٍ وبشانِ ؟ قد سطَّروا يومَ الفداءِ ملاحماً=للجيلِ تبقى مَنهلَ العُطشانِ فكأنَّما بدمِ الحسينِ تَقَطَّعَتْ=أسيافُهُم وبواتِرُ الفُرسانِ وكأنّما الرأسُ الذي فوقَ الرِّماح=حَمَلَ الرِّماحَ بقوةِ الإذعانِ وكأنّما الخِيَمُ التي قد أُحرقَتْ=صَلَتِ اللهيبَ بثورةِ البُركانِ وكأنّما العينُ التي قد أُطفِئَتْ=فَرَتِ السّهامَ بنورِها الفتَّانِ وكأنّما الكفُّ التي قد قُطِّعَتْ=سَقَتِ الحياةَ برشفةِ الإحسانِ وطنُ الحسينِ هوَ الخلودُ الخالدُ=وتحطَّمَتْ فيهِ يدُ الطغيانِ لو كانَ يمكنُني ركوبُ سفينةٍ=تسعى إليهِ ولوْ على النيرانِ تسري لهُ في ليلِها ونهارِها=سيراً حثيثاً في مدى الأزمانِ لركبتُها والدمعُ يسقي وجنتي=لركبتُها رُغماً على الربَّانِ عذراً لأنَّ الإغترابَ مثوبةٌ=عندَ الحسينِ وغاية ُالإيمانِ واعلمْ أيا وطني فإنَّ ترابَهُ=أغلى الترابِ ومُلتقى الوفدانِ وفدُ الملائِكِ نازلٌ بجلالِه=يُحصي فضائلَ وفدِنا الولهانِ نزلَتْ ملائكُ ربِّنا تتشرّفُ=بغبارِ زائرِ سيّدِ الأكوانِ فالعذرُ كلُّ العذرِ منكَ أريدهُ=وطني .. تفهَّمْ حالةَ الوجدانِ عذراً أيا وطني الحبيبُ فموطني=وطنُ الحسينِ ومنتهى الأوطانِ
Testing