والـفجرِ صـلّى فرضَكَ
الفجرُ لـمـا مـضَـتْ لـيـلاتُهُ
الـعـشرُ
والـشمسُ ثـائرةٌ تَـزاورُ
عـن خـيـرِ الـرفـاقِ إذا دنــا
الـشَرُّ
صـدَقوا فـما هانوا وما
حَزِنوا والـلـيلُ إذ يَـغشى فـهم
ذِكـرُ
مـلَّـت تُــرابَ الأرضِ
قـتـلُهم وطـئُوا الـثرى فـاهتزَّتْ
الكُثُرُ
فـوقَ السحابِ حملتَهم
لعُلىً سَـبـقُوا فـما تُـخفيهِمُ
الـحفَرُ
جـسـراً لـكَ الأجـسادُ
تـعبُرُها ودوا فـدائـكَ يُـوصلُ
الـجِسرُ
وارَيـتَهُم في حُضنِ قلبِكَ
هَلْ لـكَ مـن يواري جسمَكَ
الوترُ
نـصلُ الـرِماحِ ولـلدماءِ
بـغَتْ أم بـالـسيوفِ يُـكـفَّنُ
الـنـحرُ
لـلـهِ عـشقاً حـينما
انـتشرَتْ فـوقَ الـترابِ دمـاؤكَ
الطهرُ
قـطـراتُ دمِّ الأنـبـياءِ
هَــوَتْ لـمّـا تـمادى الـسهمُ
والـحجرُ
مـدمى الـجبينِ جبينُك
العالي كـالشمسِ لا تـهوي
وتـنكسرُ
صدرٌ حوى القرآنَ كيفَ
بَقَتْ تـحتَ الـحوافرِ تـهتكُ
الـسِورُ
صُـلبَت فـكانَ الـرمحُ
يـرفعُها فـوقَ الـنجومِ ونـورُها
الـقمرُ
تـتَـرتَّـلُ الآيــاتُ مِــنْ
شـفـةٍ عـطشى ويـجري تحتَها
النهرُ
وردوا جـنـانَ الـخلدِ
تـحملُهم سفنُ النجاةِ وقد طغى
البحرُ
وانـهالَتِ الأمـواجُ تُـغرقُ
مَـنْ ظلموا ومَن قتلوا ومَن كفروا