شعراء أهل البيت عليهم السلام - حبيبٌ لا أغادرُهُ

عــــدد الأبـيـات
99
عدد المشاهدات
289
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
5:45 مساءً

الحمدُ للهِ حمداً لا أغادرُهُ = والشكرُ للهِ لا منّاً أجاهرُهُ ربي تباركَ من ربٍّ لهُ كرمٌ = على البريّةِ ما انفكَّتْ مواطرُهُ سيلاً تحدّرَ بالإحسانِ منهمراً = بالبِشْرِ والسعدِ لا تُحصَى مصادرُهُ لهُ من الفضلِ والإنعامِ سابقةٌ = ومِنْ تجاوُزِهِ الأوزارَ وافرُهُ فظلَّ فيه يرجّي الخيرَ كافرُهُ = وزادَ في الخيرِ والعلياءِ شاكرُهُ وكنتُ في بيتِهِ أرنو إلى شرفٍ = فضمَّني في صفوفِ المجدِ عامرُهُ فلم يدعْ ليَ منْ خيرٍ أناظرُهُ = ولم يدعْ ليَ من شرٍّ أحاذرُهُ فاسالْ فؤاديَ ما ينجيهِ من غضبٍ = يومَ الحسابِ إذا تُبْلَى سرائرُهُ واسألْ جبينيَ عن نورٍ يلاحقُني = يتيهِ عشقاً بهِ كالصَبِّ ناظرُهُ واسألْ معاتِبَتِي والوصلُ منقطعٌ = والدمعُ مرتجَعٌ تذكو مشاعرُهُ تقولُ: ما لَكَ قدْ أنكرْتَ صُحْبَتَنا = وليسَ يصلحُ للمعروفِ ناكرُهُ وقدْ تركْتَ ربوعَ الودِّ معتزلاً = عنِ الجميعِ وقد جُنَّتْ جآذرُهُ قدْ كنتَ أبرعَ بحَّارٍ يسامرُني = وكنتَ أمرعَ بستانٍ أجاورُهُ سلوتُ عن وصلِها أسمو إلى شرفٍ = وذبتُ فيمَنْ أحارَتْني مآثرُهُ ظلٌّ تبلوَرَ فوقَ الماءَ واتَّسَقَتْ = بهِ النجومُ وزانَتْها أزاهرُهُ تجري على مهَلٍ نشوى وقد نسجَتْ = من سحرِ طلعتِهِ دفئاً تعاقرُهُ تنامُ في كفِّهِ إنْ لاحَ مبتسماً = وتستنيرُ متى ما شاءَ ساهرُهُ تبيتُ مشدودةً إمّا يحاورُهُا = وفي التلألُؤِ والمسرى تحاورُهُ كأنّني إذْ أجوزُ الكونَ مرتحلاً = في وصلِهِ وهوَ مسحورٌ وساحرُهُ أمشي على هديِ ما خطَّتْ رواحلُهُ = ما ضلَّ من سارَ في دربٍ يسايرُهُ كأنهُ البحرُ ممدودٌ ومتصلٌ = في السطحِ مائرُهُ والقاعُ زاخرُهُ نذوقُ في فيضِهِ سرَّ الحياةِ ولا = نهونُ يوماً وقد شُدَّتْ أواصرُهُ يبقى على العزِّ من يأتيهِ مؤتمناً = فالعمرُ واردُهُ والدهرُ صادرُهُ هو السفينةُ للغرقى وقدْ صمدَتْ = مهمَا تعَالى مِنَ الطوفانِ طامرُهُ وهو الملاذُ إذا حلَّ الظلامُ على = قلبِ المَخُوفِ متى دارَتْ دوائرُهُ وهو الحبيبُ الذي أرنو لرؤيتِهِ = مهما فقدْتُ بها شلواً تطايرُهُ ما كَلَّ زائرُهُ ما مَلَّ ناظرُهُ = ما ذلَّ ناصرُهُ ما ضلَّ شاعرُهُ هو النشيدُ الذي في لحنِهِ رقصَتْ = أرواحُ شيعتِهِ عشقاً تشاطرُهُ توافدَتْ ترتمي في حصنِهِ فبِهِ = تَلقَى الحياةَ وتُلْقِي ما تخامرُهُ بهِ تروِّي زماناً جفَّ وابلُهُ = لكي يفوحَ من الآمالِ شاغرُهُ تسبِّحُ اللهَ في كهفٍ بهِ سكنَتْ = هل تطمئنُّ قلوبٌ لا تذاكرُهُ لو قطّعوا فيهِ أوصالي وما حمَلَتْ = وكشَّرَ الحقدُ خافيهِ وظاهرُهُ واستأجروا مفتياً يرمي قنابلَهُ = على الطيورِ لترديها كواسرُهُ واستأزَرُوا عابدَ الطاغوتِ منسجراً = وجاءَ إبليسُ بالفتوى وآمرَهُ وحوّلوا قبةَ الأنوارِ عن فلكٍ = بها يدورُ وفيها قرَّ سابرُهُ لما لقوا بين ذرّاتي وأعْظُمِهَا = إلا الحسينَ حبيباً لا أغادرُهُ تشعُّ بالخيرِ والنّعمى محاسِنُهُ = وتنزلُ الليلَ والسّكنى ضفائرُهُ إن تلتقِ الأنسَ نفسي فهو مؤنسُها = أو دقَّ ناقوسُ قلبي فهوَ ناقرُهُ بهِ سَمَوْتُ على الدنيا وما وسعَتْ = وطُفْتُ منْ حيثُ ما طافَتْ بشائرُهُ الباسطُ الكفِّ مِنْ تحتِ الكساءِ إلى = كفِّ المحبينَ والسلوى تذافرُهُ والمسكرُ الناسِ من حلمٍ ومن أدبٍ = والناشرُ الجودِ لا تخفى جواهرُهُ والطاويُ الكشحِ للمسكينِ معتكفاً = والمطعمِ العبدِ إمّا ضَنَّ آسرُهُ والكاظمُ الغيظِ عن قومٍ إذا جهلُوا = والمنزلُ الموتِ إمّا ثارَ ثائرُهُ والفارسُ الأوحدُ الصنديدُ، ما صمدَتْ = لهُ الأسودُ إذا شُدَّتْ أظافرُهُ هو الكميُّ الذي مازالَ منتفضاً = ومن عرينِ بني الكرّارِ خادرُهُ مازالَ في جنةِ الرضوانِ سيّدَها = وفي الدُّنا ترتقي دوماً مفاخرُهُ هو الحسينُ ومَنْ مثلُ الحسينِ حمىً = عندَ الوطيسِ إذا حلّتْ فواقرُهُ الضاربُ الصفحِ إلا في الضِّرابِ فلا = يطيلُ في عمرِ قتّالٍ يناورُهُ النازعُ الحقِّ من أنيابِ غاصبِهِ = والمرتدي في اللّظى قلباً وشاهرُهُ يصيحُ هيهاتَ منّا أنْ نَذِلَّ ولم = نذُقْ مِنَ الصبرِ ما الرحمنُ عاذرُهُ فقارَعَ الجبتَ والطاغوتَ محتسباً = وقلَّ إلّا مِنَ العبّاسِ ناصرُهُ فباتَ في الحلِّ والتأريخِ فارسَها = وظلَّ في غضبِ الجبّارِ واترُهُ يُشيدُ بالبطلِ العبّاسِ شاعرُهُ = كما يغرّدُ في البستانِ طائرُهُ ما أنجبَتْ حرّةٌ شمساً ولا قمراً = كناصرِ السبطِ ما أحلى غدائرَهُ كأنّما فالقُ الإصباحِ أوقدَهٌ = في الأرضِ فهو ضياها وهو ساترُهُ إنْ قابَلَ الناسَ جاءَ النورُ يسبقُهُ = وإن مضى فسكونُ الليلِ دابرُهُ طوبى لروحِكِ يا أمَّ البنينَ ويا = رمزَ الحنينِ ويا درساً نثابرُهُ لقدْ رفعتِ من الأقمار أربعةً = ومنْ وليدِكِ هذا جلَّ ناشرُهُ لكنَّ قومَكِ يا أمَّ البنينَ أتوا = مِنَ الوليدِ عجاباً لا أخاترُهُ فها هوَ الوالدُ الكرارُ أولهَهُ = منْ جسمِهِ الغضِّ باديهِ وضامرُهُ يقبِّلُ العينَ والكفينِ مرتجعاً = ويحمدُ اللهَ ما شعَّتْ مناحرُهُ وها هو المجتبي والمجتبى علمٌ = جلَّتْ مآثرُهُ قلَّتْ نظائرُهُ يرنو إلى الطفلِ حتى خِلْتُ أنَّهُما = بينَ الرياحينِ مفتونٌ وآسرُهُ وها هو السيّدُ السبطُ الشهيدُ بهِ = كالمستهامِ يناغيهِ يساررُهُ يحنو على ما بدا من حُسْنِ طلعتِهِ = ويرشفُ الراحَ ممّا فاحَ ثامرُهُ ما أجملَ الطفلَ في كفِّ الحسينِ وفي = حِجْرِ الحسينِ زماناً لا يغادرُهُ يديرُ عينيهِ في عينِ الحسينِ وفي = نحرِ الحسينِ فما تعني مناظرُهُ ما بالُ طفلِكِ يا أمَّ البنينَ فقَدْ = أبكى الزهورَ وما رفَّتْ محاجرُهُ باللهِ ردِّي أَمِنْ عيبٍ بخِلْقتِهِ = فكيفَ والفرقدُ العالي يجاورُهُ وكيفَ والشمسُ خرَّت كي يباركَها = والكائناتُ لهُ تترَى تسامرُهُ والمكرماتُ تنامَى عنْ شمائِلِهَ = كالطودِ لا يرتقيهِ مَنْ يكابرُهُ الرابطُ الجأشِ في حزمٍ على صغرٍ = ماذا سيُحدِثُ إمّا اشتدَّ كاسرُهُ ما عسَّ في قارعِ الكفّارِ منسدلاً = إلا تهاوَتْ على البَيْدَا مغافرُهُ ما زارَ جيشاً تعاديهِ بواترُهُ = إلا تولّى تؤاخيهِ مقابرُهُ في كفِّهِ سجّرَ الجبارُ هاويةً = وراكمَتْ بأسَها فيهِ عشائرُهُ وزينبٌ شدّها من بينِ إخوتِها = لهُ من الودِّ ما تخفى بصائرُهُ ولم تزلْ زينبُ الحوراءُ تطلبُهُ = إلى الوفاءِ فلا تكبو مشاعرُهُ حتى أتى الشاطئَ الغربيَّ مرتجزاً: = أروي الحسينَ ولا تظمى حرائرُهُ والعلقميُّ بهِ الحياتُ فارعةٌ = وفي بطونِ مناياها فواغرُهُ والسلسبيلُ بهِ يجري وقدْ ولَغَتْ = فيهِ الكلابُ وأقصى الريحَ ناجرُهُ والأرضُ لاهبةٌ والنخلُ كالحةٌ = وفي الجوارِ من الجاريِّ فاترُهُ والمارقونَ أتوا والناكثونَ جثوا = والقاسطونَ قضوا ما اللهُ حاضرُهُ والشركُ أطلقَ في الميدانِ قارعَهُ = واستنفرَتْ كالثرى عدّاً عساكرُهُ جيشاً لهُ من شِرارِ الجنِّ رادفةٌ = وللسُّهَى مِنْ أياديهِ حناجرُهُ فاستحصلَ القمرُ العالي إجازتَهُ = وانسلَّ للأرضِ تحذوهُ زماجرُهُ وأقحمَ المُهْرَ كالزلزالِ بينَهُمُ = حتى بدَتْ في نواصيهِمْ حوافرُهُ وخيّمَ الموتُ والآجالُ شاخصةٌ = وجالَ في ركَبِ الشجعانِ ذاعرُهُ وأظلمَ الأفقُ من وقعِ الضِّرابِ وهم = تحتَ الحرابِ وثكلاهُمْ تهاترُهُ ولم يزلْ فيهِمُ يجني الرؤوسَ ولم = يزَلْ يمنِّيهِ ربي ما يخامرُهُ فأبدلَ البارئُ الكفّينِ أجنحةً = واسترجعَ المحجرَ المكسورَ جابرُهُ ولم تزلْ رايةُ العبّاسِ خافقةً = صفراءَ في موجِها عزّتْ محاورُهُ ساءَتْ وجوهُ بني صهيونَ وانتصبَتْ = على الجنوبِ فأعيَتْهُمْ منابرُهُ وقد سقاها أبو هادي مفاجأةً = ذلَّتْ لها من حصونِ الشركِ ساعرُهُ وأرسلوا رابعَ الأجيالَ فانتشرَتْ = على القُرَى حيثما حلّوا مقابرُهُ لاغروَ مِنْ سيّدٍ يغذُو بسالتَهُ = مِنَ الحسينِ وفي العبّاسِ غابرُهُ فكفُّهُ من يدِ العبّاسِ ركَّبَها = والسبطُ قائدُهُ واللهُ ناصرُهُ هو المفاجأةُ الكبرى وقدْ قربَتْ = بها تَغيّرُ في الوادي مصائرُهُ وجالت الراية العظمى مراقبة = ما بعد بعد ، وقد هبّت بوادرُهُ يؤمُّهُا القائمُ المهديُّ منتصراً = وتكتسي باللّقا كحلاً نواظرُهُ
Testing