البداية
الموسوعة الشعرية
المروي عن أهل البيت
L
حـسـب القــرون الـهـجـريـة
حـسـب الـــــدول الـحــالــيـة
اللـطــمـيــات المــكـــتـوبـــة
الــــدواويــــن الشــعــــريـــة
الــكــتــب الشـعـــريـــة
مــــحــــرك الــبـــــحــــث
أرشـــيــــف الموسوعة
إحصائيات الموسوعة
العضوية
تسجيل الدخول
اسم المستخدم
كلمة المرور
تذكرني
دخــــــــول
تسـجـيـل عــضــويـــة
نسيت كلمة المرور
ابحث
إبلاغ عن خطأ في القصيدة
×
يرجى الإخصار و الدقة في وصف الخطأ.
شعراء أهل البيت عليهم السلام - لماذا الحسينُ؟!
الموسوعة الشعرية
حسب الـدول الحالية
شعراء البحرين
مسابقة شاعر الحسين
القصائد المشاركة
سنة 2010
عرض المعلومات
الأدوات
طباعة القصيدة
إبلاغ عن خطأ
أقسامها أخرى
1.زهراء المتغوي
عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
352
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
محمد آل خلف
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة
7:39 مساءً
لماذا الحسينُ؟!
سنة 2010
الشاعرة / زهراء أحمد كاظم المتغوي | البحرين | 2010 | البحر المتقارب
لماذا البُكاءْ ؟
وفي البيلسانِ خريطةُ شوقٍ
تسافرُ للأنصعِ المستهامِ
وشهلاءُ ضوءٍ تقودُ عصافيرَها للسماءْ ..
لبوّابةِ العرشِ في كربلاءْ ..
يهادنُها الجمرُ يختزلُ الظلَّ فيها
ويبكي الأديمُ على أن تحثَّ شراراتِه
يتوتّرُ صبرُ الزمانِ
ويسحقُ أبخرةَ الصمتِ صوتُ الدماءْ ..
على ذروةٍ في مواقدِ شعرٍ
تقودُ القوافي إليهِا
بمنذورةٍ من بيانْ
وكلُّ القصائدِ خرساءُ بكماءُ وهيَ اللسانْ
فخذْ خطوةً وانتبذْ جهةَ اللامكانْ
لتقطفَ شهدَ الحناجرِ
ثورةَ بركنةٍ تتمخّضُ حرفينِ: دالَ الدموعِ وياءَ النداءْ..
ويحكي إذا ما ترقرقَ من وجعٍ للقصيدةِ
فعلُ الجنونِ على شهقةِ الحزنِ
والتّيهُ لا يتعدّى
ولكنَّ مفعولَه غيمةٌ من ضياءْ.
بحالةِ عشقٍ
يواربُ فيها الصباحينِ
صبحَ الشهادةِ حينَ تفضُّ ملامحَها للإباءْ
وصبحاً تخلّقَ من كبرياءْ.
وتصرخُ في مُطرةِ الحسنيينِ: لماذا البُكاءْ ؟
حسينٌ على برزخٍ من جُمانٍ يسوّي لمنسأةِ المجدِ شارةَ عزٍّ
ويصبغُ بالعندمِ المشرئبِ خدودَ الزّمانِ
ويُخرجُ كفَّيهِ بيضاءَ للناظرينَ
فكيفَ و"لا ناصرٍ" ؟!
والزقاقُ تقاذفُها الموجُ توقاً إليهِ
وما الفرقُ بينَ دلالةِ قلبٍ تراقصَ في العتباتِ جنونًا ،
وبينَ الذي ضاعَ منهُ الدّليلْ؟
كلانا أيا صاحبي نتحرّكُ ضدَّ سياقِ الجمودِ
وبعضُ الضفافِ مواقيتُ حزنٍ
وبعضُ المآتمِ خصبٌ وماءْ.
بألويةٍ تتوشحُ تلتفُّ بينَ الدهاليزِ
نهتفُ :"هيهاتَ هيهاتَ
لا يخفضُ العزُّ أجنحةً للحمائمِ لو ضاعَ منها الهديلْ
ولو نالَ منها جنونُ الأخاديدِ
لا تنتهي نحوَ سوقِ النخاسةِ حيثُ السلامُ الذليلْ."
وذاكرةُ الصخرِ تقصصُ رؤيا الجراحِ وتفضي إلى أنّ ذِكْرَ الحسينِ على السرمديّةِ فوقَ المداراتِ كالبوصلة
وإن دبَّ فيها النّواحُ لتلطمَ أفياؤها معولة.
فدومًا لها نهضةٌ تتفتّقُ منها الجهات ويكتبُها الممكنُ المستحيلْ.
ومنها الأساطيرُ لا تتهيأُ للقحطِ، ظاهرةُ الضوءِ أشملُ من منطقٍ كالسرابِ، وأغزرُ من شوكةٍ في الهباءْ.
فدعني بنصفِ المسافةِ، ما بينَ غمزةِ وصلٍ ، وبعثرةٍ ترسمُ اللانهايةَ، دعني بلثغةِ نبضي أشكّلُ حزنًا جميلاً يكونُ بمقياسِ عشقي ويلهمُني معطياتِ الكلامِ
ويشربُني كالمواويلِ تأتأةً تتنفسُ من رئةِ الطفِّ
دفءَ الكناياتِ،
زهرَ البيانِ ومسكَ الختامْ.
ليأخذَ من تربةَ الطفَّ ما يتشهَّبُ
يصعدُ مثلَ الفسائلِ حينَ يجرّدُها النخلُ من جاذبيِتها في الهواءْ.
رويدَكَ !
أنشودةٌ لا تجوبُ قلاعَ الحسينِ
تظلُّ على قارعاتِ الفراغِ كأرصفةٍ للعراءْ .
فدوّنْ بأنَّ الأساريرَ تُطبعُ في دفترٍ للبداياتِ أنشودةً من ظماءْ.
وأنّ اختلالَ التوازنِ في لغةِ الأرضِ يشهقُ للعطرِ من كربلاءْ.
وتعجبُ لو أمْطَرَتْ بالدماءْ ؟
أليسَ الحسينُ هنالكَ لَملَمَ سبحتَهُ
مازجَ التربةَ المتدلاّةَ
عمّدَها بالخلودِ؟
فللّهِ درُّ الترابْ !
يسافرُ في ملكوتِ الغيابْ.
ألستَ تراهُ على شرفةِ الخلدِ
بوّابةَ اللهِ للعابرين ؟
كمفترقٍ للضبابِ
يشيرُ فيمطر وعدُ السماواتِ للأنبياء.ْ
فما بالُ "عبّاسَ" يمهرُ بالعشقِ كفّيهِ
يخرجُ كالنهرِ من بينِ تلكَ اليبابِ؟
ويفتحُ قربتَهُ للسحابِ
فيملأُ زخاتِها بالسقاءْ.
وليسَ هنالكَ أصدقَ من كفِّه ثورةً للبياضِ ومندوحةً للإخاءْ.
وليس يغيّرُ مجراهُ أو يمتطيهِ السرابْ.
فكيفَ أكوثرُ تفعيلةَ الجرحِ
والشعرُ أعمى؟
وللشعرِ تهويمةٌ من ضياعْ
تقولُ بأنّ الشموسَ غيابٌ
أقولُ بأن الشموسَ إيابْ.
فسافرْ بقلبكَ
هل ثَمّ شمسٌ تزاوُ عنكَ بذاتِ اليمينِ وذاتِ الشمالْ؟
وهل ثَمّ قافلةٌ من خيالْ ؟
ألا فامتطِ الرّوحَ للغادريّةِ للازَوَرْدِ
فهذي السنابكُ ريحٌ تضجُّ وتجرشُ
توقنُ
أنّ الشبابَ هناكَ يخطُّ الحياةَ بمعصمِ نورٍ
ويحملُ للأبديةِ مُلكاً يقوّضُ تاجَ الذئابْ
وأنّ الصحاري تغني بثغرِ الصحابِ الحُداءْ.
وأنتَ تعانقُ كلَّ الخيالاتِ ينهمرُ اللونُ في صَهلةٍ للسؤالْ:
لماذا الحسينُ ؟
لماذا السماءْ ؟
لماذا المجرّاتُ عندَ النوايا
تصبُّ حكاياتِها كاللُّجين
وترفعْ سقفَ الوجودِ امتدادًا ليتّسعَ الكونُ
لم يبقَ متّسعٌ للعلوِّ
فينجذبُ الشكُّ نحوَ اليقينِ
قليلاَ قليلاَ
فيجهشُ منا بكاءُ البكاءْ.
ويغتسلُ الحرفُ
والأبجديّة تمرقُ من بينِ بُعدَيهِ غيمًا
ليعرجَ من ذاتِهِ
حينَ تحضنُ روحُ الأبوّةِ
قلبَ البراعمِ وهي تهندسُ من أدواتِ الغيابِ كهوفَ العناءْ؟
ونافورةُ الحزنِ تنبعُ من كوَّةٍ في الخفاءْ.
تدَحْرِجُ أحلامَ تلكَ الصغيراتِ
تكسو عريَّ المجاعةِ من مفرداتِ الشتاءْ.
وينكسرُ الماءُ
حينَ المحاجرُ تطرحُ أنفاسَها للرحيلْ
على هاجسٍ من عليلٍ
تضجُّ حكاياتُهُ فوقَ خدّينِ آبا على قاَبِ قوسينَ من ثفناتِ السجودِ
ومن معطياتِ الركوعِ
يزمزمُها الكيفُ والأينُ
والاشتغالُ على صدفاتِ البلاءِ
وفي صَرَخاتِ الدعاءْ.
وتسألُهُ نبضةٌ بعدَ حينٍ :
لماذا البكاء؟
أليْسَ الشهادةُ بحراً تخضّلَ بالنارِ
يقضي بأن يتنفسَ منها النّماءُ ويغفو على شاطئيها البقاءْ.
وقد لوّح الملحُ للجزرِ السابحاتِ
لترفدَ عاصمةَ الفخرِ بالفاتحينْ؟
أليْسَ الشهادةُ مثلَ الولادةِ عندَ التوحّد بالنورِ والانبلاج ؟
ألستُمْ ككلِّ الهداةِ تسيرونَ من نبعةِ الرّحمِ المتطهّرِ للاصطفاء؟
إذًا أيُّ معنى لهذا البُكاءْ؟
وأيُّ ارتطامٍ يشدُّ الصواعقَ للارتجاج ؟
ومرّتْ دقائقُ ثكلى
لتهتفَ :
"أدري بأنّ الشهيدَ يضمّخُ مقصلةَ الظلمِ بالعطرِ والأقحوانْ
وينبتْ من شتلةِ الزعفرانْ.
ولكنْ ..
لماذا الرضيعُ ؟
أتغفو البراءةُ بين الدماءْ ؟
وأيُّ فطامٍ يناغيهِ شوقًا
وأيُّ سهامٍ بإثمِ الخطايا على صوتِها يستجيبُ القضاءْ ؟
يشدّ القماطَ ويضطربُ النزفُ يركضُ منتفضًا للسماءْ
ويسألُ: "ما الذنبُ، كيفَ تعرّى الدعيُّ من الأزمنة؟
وماذا ارتكبتُ ؟
لتصبحَ فوضى الجرائمِ بي ممكنة؟
فتثقبَ أنصالُهُ المستبدةُ تجويفَ قلبي
وتسرقَ فزّاعةُ الطيرِ من غفلتي ما تشاءْ؟"
وما ذنبُ تلكَ النساءْ ؟؟
وحرقُ الخيامِ ونزعتُها للرمادْ
وأحلامُها المطفأة ؟
و"زينبُ" تسبيحةٌ تشبهُ الكهنوتَ
تنادمُها الطرقُ الخائفاتُ
وتسكنُها الأعينُ الخافتاتُ
وما مسَّها الضرُّ
إني أشمُّ خطاها بقافلةِ الضوءِ والكبرياءْ
على فرسخٍ من سديمٍ تبخّرَ في عطرِهِ الخلصاءْ.
ومزحومةٌ بالتوجُّسِ تلكَ التخومُ
على وهنٍ تتعكّزُ ذكرى الصقورِ البعيدةِ
تهدي القرابينَ تاريخَنا
وفي الشامِ تأتي مدجّجةً بالتآويلِ
تحتقرُ الخاطئينَ
وتكسرُ عرشَ الطغاةِ
وتسمو بقنديلِها في الصلاةِ
فيا ويحَ قلبي
أتنطقُ صفصافةٌ في العراءِ ؟"
وأيُّ الملامحِ يرسمُ دمعي؟
وبعضُ الكلامِ مساءٌ جريحٌ
يشاطرُني بعضَ حزني
وينشرُ في حلكةِ الروحِ دفءَ العزاءْ.
فأسمعُ
وهو يدندنُ صمتي خجولاً
ليصفعَني النصلُ بعدَ المسافاتِ من قبلِ أن يستريحْ
فأغفو على صدرِ قبّرةٍ تتهجّى الضريحْ
وتخصفُ للعتباتِ الحنين
فتهربُ منّي السنين
وأهتفُ :
"إني كفرتُ بيومٍ يغافلُني عن هواهُ
أصيخُ جواباً لمن قالَ في ردهاتِ الشعورِ:
"لماذا الحسينُ؟"
لماذا هو الحيُّ فينا
وكلُّ الجماداتِ من حولِنا مومياءْ؟
وأسطورةٌ والحكايا البليدةُ منقوعةٌ في الهراءْ.
وقد كانَ فينا الكثيرَ، وكلُّ المماليكِ من خلفِهِ فقراءْ؟
وما كانَ فينا الحسينُ غريباً، ولكنّنا الغرباءْ
وهمسُ الجموع نشازٌ وصوتُ الحسينِ نسيمٌ رُخاءْ.
نلوذُ بهِ حينما يعصفُ القحطُ واليأسُ والذلُّ والانطفاءْ.
وحيثُ تعجُّ خواطرُنا بالغثاءْ
فيهوي رذاذُا يبلّلُ وقعَ الهمومِ ويرفو المدى
ويخصبُ زرعًا وقمحًا وسنبلةً من أباةٍ
وينفحُ دنيا المتاهاتِ بالمعجزاتْ
ونملأُ منه جِرارَ الأماني
كما رُقْيَةِ العاشقين
"لماذا الحسين؟"
وحدَهُ اللهُ يعلمُ كيفَ نرتِّبه في خلايا الضلوعْ
وحدَهُ اللهُ يعلمُ أنَّ الحسينَ صلاةٌ تنازعُنا بالخشوعْ
وحدَهُ الله يعلمُ أنَّ الحسينَ وفيض الدماءِ بقاءُ البقاءْ
Testing